تتجه تركيبات طاقة الرياح العالمية لتسجيل نمو تاريخي غير مسبوق خلال عام 2025، رغم التحديات الحالية التي يواجهها القطاع في أسواق رئيسة، مثل الولايات المتحدة.
وبحسب تقرير حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن) - من المتوقع وصول إضافات طاقة الرياح في عام 2025 إلى 170 غيغاواط، وهو رقم قياسي لم يتحقق من قبل.
كما يُتوقع وصول تركيبات طاقة الرياح العالمية خلال الربع الأخير من عام 2025 وحده إلى 70 غيغاواط، مسجلًا رقمًا قياسيًا يتجاوز الإضافات السنوية لأى عام قبل 2020.
وجاءت هذه الطفرة رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها الصناعة في الولايات المتحدة، وسط الانتكاسة الناجمة عن تغير سياسات الطاقة الفيدرالية وإلغاء الإعفاءات الضريبية التي مُنحت في عهد الرئيس السابق جو بايدن.
توقعات تركيبات طاقة الرياح العالمية
يتوقع التقرير الصادر عن شركة أبحاث الطاقة وود ماكنزي أن تضيف تركيبات طاقة الرياح العالمية 1 تيراواط إلى القدرة العاملة خلال المدة من 2024 إلى 2030، أي خلال 7 سنوات فقط، ليصل الإجمالي التراكمي إلى 2 تيراواط.
وكانت طاقة الرياح قد استغرقت 23 عامًا حتى تصل قدرتها إلى أول تيراواط بنهاية عام 2023، ما يعني أن القطاع يستعد لإضافات تاريخية قبل نهاية العقد الحالي.
وتقود الصين توقعات طاقة الرياح في العالم بحلول 2030، بينما تواجه أسواق رئيسة أخرى مثل الولايات المتحدة تحديات قد تؤدي إلى تباطؤ نمو القطاع أو انكماشه خلال السنوات المقبلة.
ويتوقع التقرير وصول القدرة التراكمية العالمية لطاقة الرياح -خارج الصين- إلى 1 تيراواط في عام 2031، بينما ستتضاعف القدرة بحلول عام 2034.
وبحسب بيانات مجلس الرياح العالمي، بلغ إجمالي القدرة العاملة لطاقة الرياح في العالم قرابة 1136 غيغاواط، شاملة الصين، التي وصلت قدرتها التراكمية إلى 561 غيغاواط بنهاية عام 2024.
تحديات هيمنة الصين
تزداد هيمنة الصين على صناعة طاقة الرياح العالمية في الوقت الذي تعاني فيه أسواق راسخة من الارتباك وضعف الثقة، ما قد يمنح بكين فرصة أكبر لإحكام السيطرة على الصناعة خلال السنوات المقبلة.
وتقود طاقة الرياح البرية توقعات النمو في الصين مدفوعة بزيادة الطلب على الكهرباء ومراكز البيانات، إذ تبدو طاقة الرياح أفضل من الطاقة الشمسية لما تحققه من عائدات أعلى.
بينما تواجه طاقة الرياح البحرية في الصين تحديات كبيرة، أبرزها النزاعات المتصلة باستعمال البحر، التي تؤدي إلى تعطيل الجداول الزمنية للمشروعات الكبيرة، فضلًا عن وقف أعمال البناء في بعض المشروعات القائمة.
تحديات طاقة الرياح في أميركا
تواجه سوق طاقة الرياح في أميركا إعادة هيكلة جذرية مع انتهاء صلاحية الإعفاءات الضريبية السخية بموجب قانون جديد أقرّته إدارة الرئيس دونالد ترمب في يوليو/تموز 2025، ويُعرَف باسم "القانون الكبير الجميل".
وينصّ القانون على إلغاء الإعفاءات الضريبية بعد عام 2027، ما أدى إلى اندفاع المطورين لتسريع الخطط التنفيذية للمشروعات قبل انتهاء صلاحية الإعفاءات.
وأدى هذا إلى زيادة كبيرة في التركيبات قصيرة الأجل، لكن التوقعات لا تبشّر بأن قطاع الرياح الأميركي سيظل على حاله بعد عام 2027، وسط مخاوف من حدوث انهيار سريع في الصناعة.
وسجلت تركيبات طاقة الرياح في الولايات المتحدة قفزة بنسبة 91% إلى 2.1 غيغاواط خلال الربع الأول من عام 2025، وأغلبها جاء من مشروعات برية جديدة.
ورغم القفزة في تركيبات خلال الربع الأول، سجلت طلبات توربينات الرياح هبوطًا حادًا بنسبة 50% على أساس سنوي خلال النصف الأول من عام 2025، لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ 2020، بحسب بيانات وود ماكنزي.
ويعكف المطورون في الوقت الحالي على إعادة تقييم جدوى المشروعات بناءً على أساسيات السوق التي تقتصر على تفاعلات العرض والطلب على الكهرباء، والقدرة التنافسية المقارنة مع مصادر التوليد الأخرى للكهرباء في الولايات المتحدة.
أمّا في أوروبا وآسيا والأسواق الناشئة، فما تزال مشروعات طاقة الرياح البرية تسجل معدلات نمو ملحوظة، بينما تواجه طاقة الرياح البحرية تحديات كبيرة، مثل التكاليف المرتفعة وضعف المزادات المعلنة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
توقعات تركيبات طاقة الرياح العالمية بحلول 2030، من وود ماكنزي
