برزت الانقسامات داخل الحركة المدنية الديمقراطية على الساحة السياسية مع اقتراب موعد انتخابات مجلس النواب 2025، المقرر إجراؤها في نوفمبر المقبل، خاصة مع إعلان بعض أحزاب إلى تحالفات وائتلافات فيما بينهم استعدادا لخوض الماراثون الانتخابي.
مدحت الزاهد: المعارضة داخلة الانتخابات في وضع انقسامي غير مسبوق
مدحت الزاهد، رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، يقول في تصريح خاص لـ"الرئيس نيوز": “ما نقدرش نقول إن فيه أطراف ضد تحالفات أطراف تانية، لأن الطبيعي إن الناس بتتوافق أو تتقارب حوالين قضايا محددة، وبالتالي الخلاف على نقطة معينة مش معناه أزمة أو انقسام كبير. لكن إحنا – وأنا بتكلم باسمي – كنا نفضل إن الانتخابات تتم تحت مظلة واسعة للحركة المدنية الديمقراطية، تنطلق من المبادئ اللي سبق الإعلان عنها”.
وأضاف: “في القضايا الاقتصادية والاجتماعية كان فيه نقاط مشتركة وخطوط عريضة اتفقنا عليها بإجماع أطراف الحركة، واللي صدرت في كتاب الحركة المدنية. على سبيل المثال: كان فيه إجماع على ضرورة تقليل كلفة الاقتصاد باعتباره شرط أساسي للخروج من الأزمة، وتطوير الزراعة والصناعة”.
وتابع: “كنا شايفين إن الخطوط العريضة دي تقدر تكون برنامج عام مشترك يجمع كل أطراف الحركة المدنية. وبعدها كل حزب أو مرشح يضيف الجزء الخاص بيه أو يحدد أولوياته من داخل الإطار ده. التجربة دي سبق وشفناها مع التحالف الحر بقيادة هشام قاسم، وكان فيه اهتمام بقضايا العدالة الاجتماعية. التنوع ده مش غلط، بالعكس كان ممكن يتم تحت المظلة العامة”.
واستكمل: “إحنا كحزب، وأنا شخصيًا، كنت أتمنى التوفيق لكل أطراف المعارضة في خوض الانتخابات الفردية بنزاهة، على أساس مصلحة الوطن والشعب، وبناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة تستهدف تحقيق العدالة الاجتماعية، وتطوير قدرة الشعب على مواجهة الأزمة العنيفة اللي بيمر بيها دلوقتي”.
واختتم: "الانتخابات في النهاية فرصة للكشف عن القضايا دي. صحيح إن في تضييق على المعارضة، وصحيح إنها مش واخدة فرص كافية للظهور في الإعلام القومي لعرض برامجها الانتخابية، لكن ده ما يعفيهاش من النقد. المعارضة داخلة الانتخابات في وضع انقسامي غير مسبوق، وما قدرتش لحد كبير تتجاوز خلافاتها أو تبني على المشتركات بالشكل المطلوب. ومع ذلك، ما نقدرش نتجاهل إنها اجتهدت في تشكيل ائتلافات، ودي خطوة مهمة تستحق التقدير."
كريم عبد العاطي: الاختلاف طبيعي يعزز القوة
وفي السياق، قال المهندس كريم عبد العاطي، نائب رئيس هيئة التحالفات السياسية بحزب المحافظين، إن الحركة المدنية تُعد مظلة جامعة لعدد من التيارات والقوى المعارضة، معتبرًا أن الاختلاف بين مكوناتها أمر طبيعي يعزز من قوتها، وليس خلافًا أو انقسامًا كما يحاول البعض تصويره. وأوضح أن وجود مساحات واسعة من المشتركات بين الأعضاء يجعل الحركة مكونًا فريدًا في الحياة السياسية.
وأضاف عبد العاطي في تصريح خاص لـ"الرئيس نيوز" أن تحالف "الطريق الحر" لم يكن أول تحالف انتخابي داخل الحركة، مشيرًا إلى أن كل التجارب مطروحة وتحظى بالاحترام والتقدير.
وأكد أن الأمر لا يمكن وصفه بالفشل، بل يجب النظر إليه من زاوية أخرى، وهي أن المعارضة تضم طيفًا واسعًا من التيارات، مما يجعل اختصارها في كتلة واحدة أمرًا شديد التعقيد، خاصة في سياق الانتخابات.
وشدد على أن محاولة تصوير الحركة ككتلة واحدة صلبة ثم محاسبتها على هذا الأساس أمر غير منصف، لافتًا إلى أن كل حزب أو تيار داخلها يمثل مكونًا مستقلًا، في الوقت نفسه الذي توجد فيه آلية تنظيمية للتنسيق والتصويت. وأكد أن نقاط الالتقاء بين الأطراف تتيح فرصًا لتحقيق أهداف مشتركة لم يكن من الممكن الوصول إليها منفردين أو بنفس التأثير.
واعتبر عبد العاطي أن النقاش حول مستقبل الحركة المدنية لا يمكن فصله عن التطورات الجيوسياسية في المنطقة، موضحًا أن الظروف الراهنة تفرض أن يعلو الصالح العام فوق أي تمثيل لتوجهات أو تيارات مختلفة.