فترة المراهقة ليست مجرد مرحلة عمرية عابرة تمر بها الفتاة، بل هي مرحلة مليئة بالتحولات النفسية والفكرية والعاطفية التي تُمثل تحديًا كبيرًا أمام كثير من الأمهات في اختيار الطريقة المثلى للتعامل مع الابنة المراهقة. إذا كنت واحدة من هؤلاء الأمهات اللواتي يسعين لتوطيد العلاقة مع بناتهن خلال هذه المرحلة الحساسة، نقدم لك 10 أسرار تساعدك على بناء علاقة ذهبية مع ابنتك المراهقة.

كيف تصاحبين ابنتك في المراهقة
استعرض الدكتور محمد هاني، استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية و تعديل السلوك، في تصريحات خاصة، مجموعة من النصائح والطرق الفعالة التي يمكن أن تحدث تغييرًا إيجابيًا حقيقيًا في العلاقة بين الأم وابنتها في سنوات المراهقة.
1. استمعي إليها بصدق وليس فقط لأجل الرد
قد يبدو الأمر بسيطًا، ولكن الفتاة في مرحلة المراهقة تحتاج إلى من يصغي إليها حتى النهاية، دون مقاطعة أو إصدار أحكام مسبقة. أحيانًا، كل ما تريده هو أن يشعرها الطرف الآخر بأنها مُصغاة، وليس بالضرورة البحث عن حلول أو تقديم نصائح.
2. تجنبي استحضار الماضي أثناء النزاعات
عندما ترتكب ابنتك خطأ، لا تقومي باستدعاء أخطائها السابقة لتأكيد وجهة نظرك. المراهقات غالبًا ما ينفرن من التذكير المستمر بنواقصهن، وقد يدفعهن ذلك إلى الانغلاق العاطفي إذا شعرن أنهن دائمًا تحت مراقبة وانتقاد دائم.
3. تواصلي مع ابنتك بلغتها وشاركيها اهتماماتها
شاهدي معها فيديو تحبه، اسأليها عن الأغاني التي تستمع إليها، أو حتى استشيريها في رأيها بشأن اختيار أزيائك. مثل هذه التفاصيل الصغيرة تمنحها الشعور بأنكِ تهتمين بعالمها الخاص، وليس فقط بمسؤولياتها اليومية.
4. قدّمي الاعتراف بأخطائك كدرس في القوة
ليس من الخطأ أن تقولي: “كنت مخطئة عندما غضبت بتلك الطريقة” أو “لم أكن عادلة في اتخاذ هذا القرار”. القدرة على الاعتراف بالخطأ لا تقلل من شأنك، بل تظهر قوتك وتمنحها شعوراً بالأمان والثقة النفسية.

5. اجعلي البيت ملاذاً آمناً، لا مسرحاً للمواجهة
تمر المراهقة يومياً بتحديات تتعلق بالمدرسة، الأصدقاء، وضغوط التغيرات الجسدية والعاطفية. إن لم يكن المنزل مكاناً يوفر الراحة والطمأنينة، فأين يمكن لها أن تجد ذلك؟
6. اسأليها بألفة ومحبة بعيداً عن الصيغة الاتهامية
بدلاً من أن تقولي: “أين كنتِ؟ ومع من؟ ولماذا تأخرتِ؟”، يمكنك أن تبدئي الحديث بأسلوب ودود مثل: “هل قضيت يوماً جيداً؟ أخبريني كيف سار الأمر”. التغيير في الأسلوب يفتح باب الحوار بطريقة إيجابية ويشجعها على التواصل والانفتاح.
7. ساعديها على قول “لا” بكل ثقة
في هذه المرحلة العمرية، تظهر الضغوط الخارجية بقوة. علميها أن التعبير عن رفضها لأي شيء يتعارض مع قناعاتها أمر طبيعي، وأن تقول “لا” دون شعور بالخجل أو الخوف من رفض الآخرين لها.
تجنب التصرفات التي تُضعف الثقة بينكما مثل تفتيش الهاتف أو قراءة دفتر مذكراتها دون إذن. مهما كانت نواياكِ حسنة، مثل هذه السلوكيات تؤدي إلى انعدام الثقة. إذا شعرتِ بالقلق، ناقشيها بصراحة وحنان بدلاً من اللجوء للمراقبة الخفية.

9. شاركي تجاربك السابقة لتبني الجسور بينكما
احكي لها عن موقف مررت به عندما كنتِ في عمرها، وكيف تعلمت درساً مهماً منه. هذه المشاركة تُشعرها بأنكِ تفهمين ما تمر به لأنها مرحلة مرت بها والدتها أيضاً، مما يخلق تواصلاً أقوى بينكما.
10. عبري عن حبكِ لها دائمًا بصدق
أخبريها: أحبكِ، حتى عندما تكونين غاضبة أو قد تخطئين. المراهقة بحاجة دائمة لسماع كلمات الحب والتأكيد عليها، حتى وإن لم تعبر عن ذلك بشكل مباشر.