أكد محمد العروسي مستشار وزير المياه الإثيوبي أن إثيوبيا تؤكد أنها تعوّل على تحقيق العدالة المائية المرتقبة، مشيرا إلى أن افتتاح سد النهضة يعد لحظة تاريخية ينتظرها أكثر من مئة وعشرين مليون نسمة.
وقال العروسي في مداخلة مع قناة "الجزيرة": "هذه اللحظة التاريخية هي تدشين للوحدة وتعزيز للوحدة الإثيوبية، إذ إن سد النهضة يعتبر مشروع القرن الذي كافحت وناضلت إثيوبيا في تشييده لتحقيق العدالة المائية المنهوبة منذ عقود طويلة لذلك تعوّل إثيوبيا على وحدة الشعب الإثيوبي وعلى سلامة سد النهضة والفوائد المتتالية التي يقدمها سواء لإثيوبيا أو لدول الجوار".
وأضاف: "أخذت إثيوبيا كل الاعتبارات والمخاوف بعين الحسبان رغم كل الجدل، وتسعى لحسمه بواقع فني يرضي جميع الأطراف من خلال اتفاقية ثلاثية، وإن لم يتحقق ذلك فهي مستعدة لاتفاق ثنائي، وفي حال تعذّر أيضًا فإنها ستواصل العمل على تشييد السد مع الأخذ بالاعتبار كل المخاوف والقلق".
وتابع: "إثيوبيا تتعامل مع المخاوف المصرية عبر التفاوض الجاد القائم على طرح المخاوف الحقيقية، لا المبالغات أو محاولات الإضرار بالسيادة الإثيوبية من خلال بنود لا يمكن قبولها، لأنها قد تعرّض الدولة لخسائر فادحة فإثيوبيا لديها التزامات كبيرة مرتبطة بهذا المشروع العملاق ينتظرها ملايين الإثيوبيين الذين يعيشون في الظلام".
وأكمل: "ما هو مطروح على الطاولة الآن هو واقع تشغيلي يعتمد على أخذ المطالب والمخاوف عبر لجان فنية مشتركة إثيوبيا عملت طوال فترات التفاوض على الاستماع إلى مطالب مصر والسودان التي يمكن العمل عليها، كما أن هناك مطالب عديدة استجابت لها فعليًا والمطروح إذن هو واقع تشغيلي تبادر به إثيوبيا من خلال المفاوضات وتبادل المعلومات".
واختتم: "إثيوبيا دشنت سد النهضة دون أي أضرار، فكل الأضرار التي زعمت مصر أنها مؤكدة لم تقع على الإطلاق بل دشنت إثيوبيا السد في أفضل صورة وقدّمته للعالم كأيقونة معمارية دون مشكلة أو ضرر منذ إنشائه هذه هي الخطوة التي اتخذتها إثيوبيا، وليس لديها بديل عن التفاوض الجاد الذي تطمح من خلاله للوصول إلى اتفاق يحقق مصالح الأطراف الثلاثة".
