هنأ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، جموع المصريين والأمة الإسلامية بمناسبة المولد النبوي الشريف، مشيدًا بمبادرة نقابة الصحفيين التي دعت إلى الاحتفال بذكرى مولد الرسول الكريم ﷺ، معتبرًا أن هذه الدعوة النبيلة أدخلت البهجة والسرور على أعضاء النقابة.
وأكد أن لمسة الوفاء التي صاحبت الاحتفالية اكتملت بمراسم توزيع شهادات العمرة على عدد من الزملاء الصحفيين من زوّار بيت الله الحرام.
وأشار الأزهري – خلال الصالون الثقافي الذي عقدته نقابة الصحفيين اليوم السبت - ، إلى مبادرة وزارة الأوقاف "صحح مفاهيمك"، موضحًا أنها ستُطلق قريبًا في مختلف محافظات الجمهورية، وأنها تمثل جهدًا مؤسسيًا متكاملًا تشارك فيه جميع مؤسسات الدولة لرصد السلبيات المجتمعية ووضع الحلول المناسبة لها.
وأضاف أن المبادرة تقوم على التنسيق بين مختلف فروع العلوم الشرعية والاجتماعية والنفسية والتربوية، بما يجعلها مشروعًا وطنيًا خالدًا يليق بمكانة مصر، ويهدف إلى حماية الوطن وصون وعي أبنائه.
وخلال كلمته في الاحتفال، لم يغفل وزير الأوقاف الإشارة إلى الجروح النازفة في جسد الأمة، مؤكدًا أن مصر لا تنفصل وجدانيًا عن قضايا أشقائها. وقال: «لدينا جرح غائر في السودان الشقيق، وهو جزء من وجداننا، يربطنا به تاريخ مشترك، وحاضر واحد، وروابط أسرة وقبيلة واحدة. وسيبقى السودان في قلوبنا حتى يعافيه الله من محنته».
كما أكد الأزهري أن ليبيا تمثل جزءًا لا يتجزأ من الوجدان العربي والمصري، مشددًا على أن مصر ترى في آلام أشقائها آلامًا لها، وفي استقرارهم استقرارًا لأمتنا كلها، داعيًا الله أن يحفظ جميع الأوطان العربية وأن يرفع عنها البلاء.
وأوضح أن قضايا الأمة العربية حاضرة دومًا في وجدان الشعب المصري، مشيرًا إلى أن ما تعانيه دول شقيقة مثل اليمن والعراق وسوريا ولبنان يشكل جروحًا نازفة في جسد الأمة، غير أن القضية العظمى والمركزية ستظل فلسطين.
وشدد الأزهري على أن الشعب المصري يعلنها واضحة مدوية وكلمتنا واحدة وصارخة للعالم كله، لا حل لهذه الأزمة إلا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وأكد أن مصر تبذل كل ما في وسعها لمساعدة الأشقاء الفلسطينيين على أرضهم، ودعم صمودهم في مواجهة محاولات الاقتلاع والتشريد.
وقال وزير الأوقاف إن احتفال هذا العام بذكرى مولد النبي الأعظم ﷺ يحمل خصوصية بالغة كونه يوافق مرور 1500 عام على الميلاد النبوي الشريف، وهو حدث استثنائي يستوجب أن نقدّر مقامه حق تقديره.
وأوضح أن الرسول ﷺ بُعث رحمة للعالمين، يبني الإنسان ويحميه من عوامل الإحباط واليأس والحيرة، مضيفًا: «إن رسالتنا اليوم في هذه الذكرى المباركة هي الرسالة التي أطلقها النبي الكريم: لا تحزن إن الله معنا».
وأشار الأزهري إلى أن الرسول ﷺ علّمنا محبة الأوطان، ومن هنا فإننا نضع مصر في مكانتها اللائقة بين الأمم، بكل ما أجرى الله على أرضها من حضارة وتاريخ وإبداع ورؤية، وبما أنجبت من قادة وزعماء وعلماء وكتّاب وأدباء أسهموا في صناعة الحضارة الإنسانية.
كما أكد أن بعثة الرسول ﷺ كانت رسالة للإنسان والأوطان والعمران، موضحًا أن صناعة الحضارة لا تقوم إلا على محبة المهن والتفاني في أدائها، وهو ما علّمه النبي لأصحابه حتى تستقر الأوطان وتزدهر.
وفي ختام كلمته، وجّه وزير الأوقاف الشكر إلى نقابة الصحفيين باعتبارها منارة وطنية تحتضن رموز الصحافة المصرية العريقة، مؤكدًا أن النقابة أدخلت البهجة على هذه المناسبة العطرة، ومشيدًا بدور الصحفيين الذين يحملون أمانة الكلمة ويدافعون عن قضايا الوطن والأمة بالصدق والشجاعة.
ووأكد أن ذكرى المولد النبوي الشريف ليست مجرد احتفال عابر، بل هي محطة متجددة لإحياء القيم النبوية في حياتنا، واستلهام معاني الرحمة والعدل والوعي.