مصمم التمثال الفرعوني في حوار لـ"مصر تايمز": ...

أثار تمثال فرعوني ضخم نصب أمام بوابة طريق مصر-الإسكندرية الصحراوي إعجاب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين تداولوا صوره على نطاق واسع مشيدين بـ فكرته الجريئة وتصميمه المعاصر.

ويبلغ ارتفاع التمثال نحو 27 مترًا، ليجسد الهوية المصرية الخالدة بأسلوب هندسي تجريدي يمزج بين أصالة الحضارة المصرية وملامح الفن الحديث، في إطار الاستعدادات الجارية لافتتاح المتحف المصري الكبير.

ويعد هذا العمل جزءًا من الجهود الرامية إلى تعزيز الهوية الثقافية والفنية المصرية وإبراز التراث الفرعوني للأجيال الجديدة بطريقة مبتكرة ومعاصرة.

حوار مع مصمم تمثال ميدان المتحف الكبير

وفي حوار خاص لـ “مصر تايمز”، أكد الدكتور ضياء عوض، أستاذ النحت بكلية الفنون الجميلة جامعة المنيا ومصمم التمثال، أن العمل جاء ليعبر عن الهوية المصرية الأصيلة، ويربط بين منطقة الأهرامات والمتحف المصري الكبير، مشيرًا إلى أنه يمثل جسرًا بين التراث الفرعوني والفن المعاصر بطريقة مبتكرة.

وأضاف أستاذ النحت بكلية الفنون الجميلة جامعة المنيا، أن اختيار التمثال لم يكن عشوائيًا، بل جاء نتيجة ترشيحه من قبل الجهات المسؤولة اعتمادًا على خبرته وأعماله السابقة، حيث قدم مجموعة من الأفكار والاسكتشات التي عرضت على مجلس الوزراء ومحافظة الجيزة، وتمت الموافقة على الشكل النهائي بعد عدة مراحل من الدراسة والمراجعة.

وأشار الدكتور ضياء عوض إلى أن التصميم جاء بأسلوب فني تجريدي مبسّط، يعتمد على الخطوط الهندسية والمسطحات الواسعة، بحيث يتحمل عوامل الضوء والظل وأشعة الشمس، ويبرز بشكل واضح للمارين في المنطقة.

وأوضح أن الفكرة التصميمية استلهمت من الطبيعة المعمارية والتاريخية للمكان، حيث تم استخدام الأهرامات الثلاثة كوحدة أساسية في تكوين التمثال، إلى جانب العناصر الهندسية للمتحف المصري الكبير، ليشكل العمل الفني حلقة وصل بينهما ويعكس الهوية المصرية بطريقة مبتكرة ومعاصرة.

وتابع الدكتور ضياء "مصمم التمثال" أن التمثال لا يجسد شخصية ملك فرعوني بعينه مثل رمسيس الثاني، بل يمثل الملامح المصرية القديمة بشكل عام، دون ارتباط بملك أو رمز محدد، ويعبر عن الهوية المصرية بأكملها، وأردت من خلاله أن يكون أي شخص يشاهد التمثال حول العالم قادرا على ربطه مباشرة بمصر دون تردد.

وكشف الدكتور ضياء عوض أن التمثال مصنوع بالكامل من الحديد، ويبلغ ارتفاعه الإجمالي مع القاعدة حوالي 27.5 مترًا، حيث يصل ارتفاع التمثال وحده إلى 23.5 مترًا، بينما تبلغ قاعدة التمثال 4 أمتار.

وأضاف أن العمل استغرق عامين كاملين للتحضير والتصميم، فيما بدأ التنفيذ الفعلي على الأرض منذ نحو ثلاثة أشهر فقط، ومن المقرر الانتهاء من جميع أعمال التشطيب والدهانات خلال أسبوعين.

وعن تكلفة التمثال، رفض الدكتور ضياء الإفصاح عن الرقم الإجمالي للتكلفة، مؤكدًا أن الأمر يخص جهات عدة وليس جهة منفردة، والهدف الأساسي من هذا المشروع ليس المكسب المادي، وإنما تقديم عمل فني يليق باسم مصر ويُضاف إلى معالمها البارزة.

وحول أبرز أعماله السابقة، أشار الدكتور ضياء عوض إلى أنه نفذ عددًا كبيرًا من المشروعات الفنية والنحتية في مصر، منها أعمال طريق الكباش التي شهدت احتفالية الأقصر العالمية، ومجسمات لمؤتمرات المناخ ومنتدى شباب العالم، إضافة إلى فوزه بالجائزة الأولى في تصميم ميادين العاصمة الإدارية الجديدة، وتكريمه قبل عامين من الرئيس عبد الفتاح السيسي تقديرًا لإسهاماته الفنية.

وعبر قائلا؛ أنا دائما أميل إلى الأساليب التجريدية في الفن التشكيلي، لأنها تتيح التعبير المبسط والمباشر عن الفكرة مع الاحتفاظ بالهوية والروح المصرية. هذا التمثال تحديدًا يحمل بصمتي الخاصة منذ البداية، ولم يتدخل أحد في تصميمه النهائي سوى من خلال المشاورات الرسمية والتنسيق مع الجهات المعنية.

وكشف الدكتور ضياء أنه يعمل حاليًا على عدد من المشروعات الفنية الأخرى في ميادين مصر المختلفة، إلا أن التركيز الأكبر في المرحلة الحالية ينصب على إنهاء التمثال الحالي ومشروع "اللاند مارك" المقام أمام حديقة الأهرام عند مدخل المتحف المصري الكبير، والذي يبلغ ارتفاعه 8 أمتار وصُمم أيضًا بأسلوب تجريدي يعبر عن الأهرامات بشكل مبتكر.

واختتم  أن كل هذه الأعمال تأتي في إطار رؤية الدولة لتطوير الميادين الرئيسية وتحويلها إلى منصات تعبر عن حضارة مصر وتاريخها العريق بأساليب فنية حديثة.