"التأشيرة الذهبية".. تقليعة خليجية لحلب "ثروات المغتربين"

التأشيرة الذهبية.. موضة غيرت شكل الهجرة.. وبقت أقرب لتذكرة VIP.. تدفع مبلغ وتدخل على بلد، تاخد إقامة طويلة ليك ولعيلتك، ومميزات مش قليلة.

السؤال: ليه دلوقتي الخليج دخل في السباق ده؟.. وليه الأسعار مختلفة من بلد للتانية؟.. والأهم.. إحنا بنتكلم عن باب رزق ولا باب استنزاف لفلوس المغتربين.

سلطنة عُمان بقت آخر دولة تدخل اللعبة، لسه معلنة عن الإقامة الذهبية 10 سنين، مقابل استثمار 200 ألف ريال عُماني، يعني حوالي 520 ألف دولار. الاستثمار ممكن يبقى في عقارات، سندات، شركات أو حتى مشاريع بتوفر فرص عمل.

والمميزات؟.. إقامة لعيلتك من الدرجة الأولى، وسرعة في المطار، وحق تملك عقارات حتى بره المناطق السياحية.

الخطة دي ماشية مع رؤية عمان 2040، زي ما السعودية عندها رؤية 2030، الهدف واحد: يقللوا الاعتماد على النفط، ويقووا قطاعات زي السياحة، الزراعة والتصنيع.

وطبعًا لما نيجي للسعودية، الموضوع عندهم أوضح.. فيه خيارين:
إما تدفع لمرة واحدة حوالي 213 ألف دولار وتاخد الإقامة المميزة.
أو تدفع سنوي حوالي 26 ألف و700 دولار وتجدد.

ولو عايز تستثمر في العقارات أو مشاريع أكبر، الأرقام بتوصل لـ 1.07 مليون أو حتى 1.86 مليون دولار.

نروح للإمارات، وهي الأبرز في الموضوع ده، بتدي التأشيرة الذهبية 10 سنين برضه، بس عادة بتحتاج تستثمر بحوالي 545 ألف دولار في عقارات.

والنتيجة؟ الإمارات دلوقتي بقت مقصد المليونيرات.. تقرير "هنلي" قال إنهم هيجذبوا حوالي 9800 مليونير في 2025 لوحدها.. وده أكبر تدفق في العالم.

قطر مش بعيدة، عندها إقامة طويلة مقابل استثمار عقاري لا يقل عن 200 ألف دولار، ولو عايز امتيازات أكبر زي الإقامة الدائمة، الرقم بيقفز لمليون دولار.

البحرين كانت دخلت السباق ده سنة 2022، بتقدم إقامة 10 سنين لمشتري العقارات اللي يستثمروا على الأقل 530 ألف دولار، وكمان فتحت الباب للمهنيين الكبار والمتقاعدين.

ولما نبص بره الخليج، هنلاقي أوروبا ماشية في نفس الاتجاه بس بأرقام مختلفة.

البرتغال غيرت نظامها، بدل العقارات، بقت عايزة استثمار في صندوق استثماري لا يقل عن 585 ألف دولار.

أما اليونان، فخليت الحد الأدنى حوالي 937 ألف دولار في مناطق معينة عليها طلب عالي.

ولو قارنا الأرقام دي كلها، هنلاقي إن عُمان بالـ 520 ألف دولار واقعة في النص تقريبًا، لا هي الأرخص زي قطر، ولا الأغلى زي اليونان.

الموضوع مش مقتصر على الخليج وأوروبا.. في أمريكا مثلًا، الرئيس دونالد ترامب كان اقترح حاجة اسمها البطاقة الذهبية.. بخمسة مليون دولار! تخيل.. تاخد بيها نفس امتيازات الجرين كارد ومسار للجنسية.

التأشيرات الذهبية بقت دلوقتي ورقة جذب مهمة، الخليج بيحاول يعوض تراجع أسعار النفط اللي متوقع توصل حوالي 65 دولار للبرميل في 2025–2026 بدل 80 في 2024.

لكن.. هل ده استثمار فعلي بينعش اقتصاد الدول دي؟ ولا مجرد "تقليعة" لجذب سيولة سريعة؟.. وهل فعلاً بتبقى فرصة للمغتربين.. ولا طريقة جديدة علشان يحلبوا جيوبهم بالدولار؟