تطبيق "تانجو" في مصر.. بوابة خلفية لعروض غير أخلاقية وملاحقات أمنية صارمة

في خضم الطفرة التكنولوجية التي جعلت من تطبيقات الدردشة وسيلة يومية للتواصل، ظهر اسم "تطبيق تانجو" كواحد من التطبيقات التي كانت في الأصل تهدف لتسهيل المحادثات النصية والفيديو بين الأصدقاء والعائلات. غير أن التطبيق، في الواقع المصري، تحوّل إلى منصة تُستغل لأغراض مشبوهة، ما دفع الجهات الأمنية إلى التحرك السريع لمواجهة ما اعتبرته تجاوزًا خطيرًا للقانون والأخلاق العامة.

ما الذي يحدث على "تانجو" في مصر؟

بحسب ما كشفت عنه إدارة مكافحة جرائم الآداب بالجيزة، فإن بعض مستخدمي تطبيق تانجو استغلوه في بث محتوى إباحي مباشر مقابل أرباح مالية، تحت أسماء وصفحات وهمية، مستترين خلف ستار "الدردشة" و"البث المباشر"، في محاولة للتحايل على الرقابة.

أحد أبرز هذه الحالات كانت عبر صفحة حملت اسم "السنيورة والملك"، والتي تبث مقاطع حية لعلاقة جنسية حقيقية بين رجل وامرأة، تبين لاحقًا أنهما زوجان عرفيان يستأجران شقة خصيصًا لهذا الغرض.

عملية أمنية تُطيح بمرتكبي الجريمة

بناءً على بلاغات وتحريات دقيقة، شكّلت الإدارة العامة لمباحث الآداب فريقًا أمنيًا مشتركًا ضم:

الإدارة العامة لمكافحة جرائم الآداب

مباحث التوثيق والمعلومات

الجهات الرقابية المختصة

ونجح الفريق في تحديد الشقة محل البث، الكائنة بشارع الأربعين بمنطقة فيصل – الهرم، ليتم استصدار إذن من النيابة العامة واقتحام الموقع.

المضبوطات

خلال المداهمة، تم ضبط:

شاب يبلغ من العمر 35 عامًا

سيدة تبلغ من العمر 46 عامًا (لديها 3 بنات من زواج سابق)

3 أكياس مخدر ستروكس

سيجارتا حشيش وكمية من التبغ المخلوط بالحشيش

عدة أعضاء صناعية وماسكات لإخفاء الوجه

جهاز لابتوب يحتوي على عشرات المقاطع الإباحية المصوّرة داخل الشقة

بمواجهة المتهمين، اعترفا بأنهما قاما بتصوير مقاطع جنسية كاملة وبثها عبر تطبيق "تانجو"، مقابل أرباح مالية كبيرة تُدفع من قبل إدارة التطبيق أو عن طريق المشاهدين.

الأرباح "الخيالية" تقود إلى الانحراف

اعترف الزوجان بأن هذه المقاطع كانت مصدر دخل أساسي لهما، حيث تدر عليهما "أرباحًا ضخمة بسبب كثافة المشاهدات". وقد استأجرا الشقة خصيصًا لتكون مقرًا لتصوير هذا المحتوى، بعد زواجهما العرفي قبل عام واحد فقط.

هذه القضية تُسلّط الضوء على الاستغلال السيئ للتكنولوجيا وغياب الرقابة الأسرية والاجتماعية، إضافة إلى الثغرات التي تستغلها بعض التطبيقات العالمية في التربح من أنشطة مخالفة للآداب العامة والقانون.

الداخلية: لا تهاون مع الانحراف الرقمي

من جانبها، أكدت وزارة الداخلية المصرية أنها تواصل حملاتها المكثفة لمتابعة الأنشطة غير المشروعة على الإنترنت، خاصة التطبيقات التي تُستخدم كغطاء لأنشطة إباحية أو نصب أو تحريض على الفسق.

كما وجّهت تحذيرًا شديد اللهجة إلى كل من:

يستغل تطبيقات التواصل الاجتماعي في أنشطة غير قانونية

يروج لمحتوى إباحي أو تحريضي

يُشارك أو يُسهّل هذه الأنشطة بأي شكل

وشددت على أن الرقابة الرقمية تتزايد، وأن الأجهزة الأمنية قادرة على تتبع أي نشاط إلكتروني مريب، حتى وإن تم عبر تطبيقات أجنبية أو عبر الإنترنت المشفّر.

قضية "تطبيق تانجو في مصر" ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة في ظل توسع استخدام التكنولوجيا بلا ضوابط واضحة. وهنا تبرز مسؤولية الأسرة والمجتمع والدولة في حماية الشباب والأطفال من الانزلاق إلى مسارات مشبوهة، والعمل على:

تعزيز التوعية الرقمية

فرض رقابة صارمة على التطبيقات المشبوهة

سن قوانين تجرّم المحتوى غير الأخلاقي وتفعّل الرقابة الإلكترونية

ويبقى الدور الأهم على المستخدم نفسه، الذي يجب أن يكون واعيًا بأن الإنترنت ليس فضاءً بلا حساب، وأن حرية الاستخدام لا تعني الفوضى أو الابتذال.