تطلق قناة “ناشيونال جيوغرافيك”، بالتعاون مع الهيئة الملكية لمحافظة العُلا، فيلمًا وثائقيًا جديدًا بعنوان “كنوز الجزيرة العربية المنسية: مملكة الأنباط”، يُعرض لأول مرة اليوم الأربعاء في تمام الساعة 9 مساءً بتوقيت المملكة، بينما يُبث على “ناشيونال جيوغرافيك أبوظبي” باللغة العربية يوم 28 أغسطس الجاري عند الساعة 8 مساءً، على أن يُتاح عبر منصة “ديزني+” بدءًا من 29 أغسطس 2025.
ويُعد هذا العمل الإنتاج الثاني ضمن التعاون المستمر بين الجانبين لمدة ثلاث سنوات، بعد الفيلم السابق الذي تناول حضارة مملكة دادان.
إعادة اكتشاف حضارة الأنباط
يسلط الفيلم الضوء على حضارة مملكة الأنباط التي ازدهرت في شمال غرب شبه الجزيرة العربية خلال عهد الملك الحارث الرابع (القرن الأول قبل الميلاد – القرن الأول الميلادي). ويكشف الوثائقي كيف نجح الأنباط في استغلال موقعهم الجغرافي الفريد كمفترق طرق حضارية وتجارية، وتحويل التحديات البيئية إلى فرص للنمو والازدهار.
ويظهر ذلك عبر مشاهد تمثيلية حيّة وشهادات من علماء آثار سعوديين ودوليين ممن كرّسوا سنوات طويلة في دراسة مدينة الحِجر، أول موقع سعودي أدرج على قائمة التراث العالمي لليونسكو، إضافة إلى خبراء الهيئة الملكية لمحافظة العُلا الذين يواصلون التنقيب والبحث عن أسرار هذه المملكة.
تقنيات مائية متقدمة ودور المرأة النبطية
يبرز الوثائقي إبداع الأنباط في تطوير أنظمة إدارة المياه، مثل القنوات المحفورة لتجميع مياه الأمطار وتخزينها، وشبكة أنابيب متطورة في البتراء امتدت لمسافة 7 كيلومترات بانحدار محسوب بدقة، فضلًا عن بناء السدود لحماية المدن من السيول.
كما يعرض الفيلم مشروع “إعادة بناء وجه هنات” الذي أطلقته الهيئة الملكية لمحافظة العُلا، والذي أعاد تشكيل ملامح امرأة نبطية ثرية من سكان مدينة الحِجر قبل ألفي عام، ما يعكس مكانة المرأة النبطية في التملك وإدارة الأسرة والمجتمع.
فرضيات سقوط مملكة الأنباط
يتناول العمل الفرضيات العلمية حول أسباب انحسار مملكة الأنباط، حيث يشير بعض الباحثين إلى أن تطور التقنيات البحرية الرومانية وتراجع أهمية طريق البخور أثرا على طرق التجارة البرية، بينما يرجع الدكتور ضيف الله الطلحي، أستاذ علم الآثار الفخري بجامعة حائل، ذلك إلى النزاعات بين الإمبراطوريتين الرومانية والفارسية التي أضعفت التجارة النبطية وأدخلت المنطقة في حالة من الاضطراب السياسي.
ويُعزى استمرار الغموض المحيط بمصير المملكة إلى قلة السجلات المكتوبة التي تركها الأنباط، باستثناء بعض النقوش الصخرية، فيما تواصل حملات التنقيب الأثري في العُلا الكشف عن المزيد من أسرار هذه الحضارة العريقة.
