يشكل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب واشنطن العاصمة لتصبح ملاهيه السياسية الخاصة، أو بالأحرى متنزها ترفيهيا سياسيا حيث تحافظ القوات على الأمن، ويلمع البيت الأبيض مثل مار-أ-لاغو.
ذكرت وكالة "أكسيوس" أن أي رئيس لم يطالب بهذا القدر المباشر والشامل من السيطرة على العاصمة الوطنية. مع اقتراب الذكرى الـ250 لتأسيس أمريكا العام المقبل، ادعى ترامب السيادة على جرائم العاصمة، وثقافتها، ونظافتها - وحتى جرذانها.
بلغت حملة الضغط التي شنها ترامب ضد قيادة واشنطن ذروتها هذا الشهر بإعلان حالة الطوارئ بسبب الجريمة ونشر أكثر من 2000 من أفراد الحرس الوطني، بعضهم يحمل الآن أسلحة نارية.
ويخطط ترامب لطلب ملياري دولار من الكونغرس "لتجميل" واشنطن - مستهدفا إجراء تحول جذري شامل لحدائق المدينة، ونوافيرها، وأعمدة إنارتها، وطرقها، والمزيد غيرها.
وحتى البيت الأبيض نفسه سيتم إعادة تشكيله: تشكل تجديدات ترامب المرصعة بالذهب وخطط قاعة رقص بقيمة 200 مليون دولار أكبر تغييرات على مقر الرئاسة (1600 بنسلفانيا) منذ أجيال.
وقال ترامب يوم الخميس الماضي: "أنا أعرف العشب أكثر من أي إنسان في أي مكان في العالم.. سنقوم بإعادة زراعة العشب في جميع حدائقكم، وتركيب أنظمة رش جديدة بالكامل"، مضيفا "سيبدو مثل أوغستا. والأهم من ذلك، سيبدو مثل نادي ترامب الوطني للجولف."
كشخصية من عالم الأعمال والسياسة في نيويورك، يعرف ترامب كيف تعمل السلطة في مدينة كبيرة. وعلى مدى سبعة أشهر، قام بحشو أدمغة رؤساء المجالس وتثبيت الموالين عبر جوهرة التاج الثقافية للعاصمة.
ويدير حلفاء ترامب الآن مركز الفنون الأدائية الوطني، ويرأسه ترامب نفسه - الذي أثار فكرة إعادة تسميته إلى مركز ترامب كينيدي. وأعلن ترامب الأسبوع الماضي أن المركز سيستضيف قرعة كأس العالم 2026، مما يطلق موكبا من الأحداث العالمية المرموقة التي ستقام في الولايات المتحدة خلال ولايته.
يصف ترامب وحلفاؤه واشنطن علنا بأنها مختبر للقمع الفيدرالي للمدن الأخرى التي تديرها الديمقراطية، مستمدين الشجاعة من العلامات المبكرة لانخفاض الجريمة.
وتشير تقارير وزارة الدفاع إلى نشر تواجد عسكري في شيكاغو بعد ذلك، مع وجود نيويورك أيضا على قائمة أهداف ترامب.
بينما يسعى ترامب لتحقيق مدينته الفاضلة الخاصة بحركة "MAGA"، فإن الاستيلاء الفيدرالي الكامل على واشنطن يظل احتمالا واضحا - على الرغم من أن ذلك سيتطلب موافقة الكونغرس.
وقال ترامب يوم الجمعة، إن "العمدة باوزر يجب أن تتصرف بشكل صحيح، وإلا فلن تظل عمدة لفترة طويلة"، وذلك بعد أن صححت ادعاءه بأن جرائم القتل في عام 2023 وصلت على الأرجح إلى "أعلى معدل على الإطلاق ".
