وداعًا "وورهوج" A-10.. القوات الجوية الأمريكية تشتري المزيد من مقاتلات إيجل تو

ذكر موقع ناشيونال إنترست المتخصص في الشؤون السياسية وشؤون الدفاع أن قرار القوات الجوية الأمريكية الأخير بشراء مقاتلات “إيجل تو” F-15EX Eagle II إضافية يمثل نقلة نوعية بارزة في أولوياتها الاستراتيجية، حيث تم الإعلان عن هذا التوجه في إطار اقتراح الميزانية للعام المالي 2026.

ويتضمن هذا القرار خطة لشراء 31 طائرة إضافية، مما يرفع العدد الإجمالي للوصول إلى 150 طائرة، وهو ما يعكس رغبة القوات الجوية في التخلي التدريجي عن الاعتماد على طائرة “وور هوج” A-10 Warthog القديمة، التي أصبحت أقل ملاءمة للتحديات الحديثة، لصالح الاستثمار في قدرات متعددة المهام متطورة. هذا التوجه يأتي مدعومًا بتخصيص مالي ضخم يبلغ 3 مليارات دولار، مما يبرز دور طائرة F-15EX كخيار اقتصادي وفعال مقارنة بطائرات الجيل الخامس مثل F-35، حيث تتراوح تكلفة كل وحدة حوالي 100 مليون دولار، مع الحفاظ على أداء متميز في الميدان.

وتتميز طائرة “إيجل تو” F-15EX Eagle II، وهي النسخة الأكثر تطورًا من منصة F-15 الشهيرة التي دخلت الخدمة منذ سبعينيات القرن الماضي، بتجهيزات حديثة تشمل مستشعرات متطورة، وأجهزة إلكترونية متطورة، وأسلحة دقيقة، مما يتيح لها تنفيذ مجموعة واسعة من المهام تشمل القتال جو-جو وجو-أرض بكفاءة عالية.

وتم تصميم هذه الطائرة بعناية لتكمل عمليات المقاتلات الشبحية مثل F-22 Raptor وF-35 Lightning II، مما يعزز قدرتها على التعامل مع البيئات القتالية المتنازع عليها ضد أعداء من مستوى متقارب مثل الصين أو روسيا. يعزز من مكانتها سجل النسخة الأصلية لـ F-15، التي حققت أكثر من 100 انتصار جوي دون أي خسائر، مما يجعل من Eagle II خيارًا استراتيجيًا أساسيًا في بناء استراتيجيات الحروب الجوية المستقبلية التي تتطلب دقة وسرعة في الاستجابة.

يتزامن هذا التحديث مع قرار تدريجي باستبدال طائرة “وور هوج” A-10 Warthog، وهي رمز تاريخي لدعم الجيوش البرية من الجو منذ إدخالها في 1977، حيث برزت كأداة فعالة في النزاعات منخفضة الكثافة بفضل مدفعها الثقيل GAU-8/A الذي يوفر قوة مدمرة.

ومع تطور التهديدات العسكرية وظهور سيناريوهات قتالية معقدة، أصبحت F-15EX خيارًا أكثر ملاءمة بفضل سرعتها العالية التي تصل إلى 1650 ميلًا في الساعة، ومداها الجوي الذي يقارب 2000 ميل، وحمولتها التي تصل إلى 30،000 رطل من الأسلحة. هذا الانتقال، الذي يدعمه توسيع الإنتاج من قبل شركة بوينج المصنعة، يعكس التزام القوات الجوية الأمريكية بالحفاظ على تفوقها التكنولوجي وسط مشهد عالمي متغير باستمرار، حيث تتزايد الضغوط لتطوير أنظمة دفاعية قادرة على مواجهة التحديات المستقبلية بفعالية وسرعة.