حثت وزارة الخارجية الألمانية، اليوم الخميس، الحكومة الإسرائيلية على السماح فورًا لوسائل الإعلام الأجنبية المستقلة العاملة في قطاع غزة بالوصول الآمن، مؤكدة أن هذه الخطوة أمر بالغ الأهمية لضمان تغطية دقيقة وشفافة للأوضاع الإنسانية والأمنية في القطاع.
وأوضحت الوزارة – في منشور على حسابها الرسمي على منصة "إكس" – أن ألمانيا تعتبر حرية الصحافة والوصول إلى المعلومات أساسية في حالات النزاع، مشددة على ضرورة تمكين الصحفيين الأجانب من أداء عملهم دون عوائق أو قيود قد تحد من قدرتهم على نقل الحقائق إلى الرأي العام الدولي.
وجددت الخارجية الألمانية تأكيدها على أهمية حماية الصحفيين أثناء تغطيتهم للأحداث في المناطق المشتعلة، محذرة من أي أعمال عنف أو مضايقات قد يتعرضون لها، ودعت إسرائيل إلى ضمان أمنهم وسلامتهم أثناء التنقل والتغطية داخل القطاع.
وأكدت الوزارة أن تغطية وسائل الإعلام المستقلة تسهم في تسليط الضوء على الأوضاع الإنسانية المتدهورة في غزة، بما في ذلك نقص الغذاء والمياه والكهرباء، وانقطاع الخدمات الأساسية، بالإضافة إلى توثيق الانتهاكات المحتملة للقانون الدولي الإنساني، بما يعزز الجهود الدولية لتقديم المساعدات وتخفيف المعاناة عن المدنيين.
وأشار البيان إلى أن ألمانيا تتابع عن كثب تطورات الأوضاع في غزة، وأنها تعمل ضمن الاتحاد الأوروبي لدعم الجهود الرامية إلى حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية، مع الالتزام بالقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وفي السياق ذاته، حثت وزارة الخارجية الألمانية المجتمع الدولي على توحيد الجهود لضمان حرية الصحافة في مناطق النزاع، معتبرة أن منع الإعلام من الوصول إلى غزة يعيق الشفافية ويحد من قدرة المنظمات الإنسانية والدولية على تقييم الوضع وتقديم الدعم اللازم للسكان.
وتأتي هذه الدعوة الألمانية في وقت تشهد فيه غزة تصعيدًا عسكريًا متواصلًا، مع تزايد أعداد الضحايا المدنيين وتفاقم الأزمة الإنسانية، مما جعل من وصول وسائل الإعلام الأجنبية أمرًا ملحًا لتسليط الضوء على الأزمة ومتابعة ردود الفعل الدولية والتدخلات الإنسانية العاجلة.
كما أكدت برلين أن حرية الوصول الإعلامي ليست مجرد مسألة صحفية، بل عنصر أساسي لضمان مساءلة الأطراف المتورطة في النزاع، وتعزيز المساءلة القانونية عن أي انتهاكات محتملة، بما يدعم جهود السلام والاستقرار في المنطقة على المدى الطويل.