تحارب حكومة المحافظين الجديدة الطاقة المتجددة في كوينزلاند الأسترالية، رغم ما حققته من نجاحات فائقة، وفي الوقت نفسه تعمل على دعم صناعة الفحم التي تتميز بها المقاطعة.
وتبدو خطوات حكومة الحزب الليبرالي المحافِظة مخالِفةً لاتجاه الحكومة الفيدرالية التي يسيطر عليها اتحاد بقيادة حزب العمال نحو الطاقة المتجددة، وتعزز من رؤى بعضهم بأن المقاطعة ستفشل في الخروج من شرنقة الفحم.
فقد ألغت الحكومة الجديدة خطة وضعتها حكومة حزب العمال السابقة في الولاية، التي تستهدف الوصول إلى أن تغطي كهرباء الطاقة المتجددة في كوينزلاند 50% من الاحتياجات بحلول نهاية العقد الحالي (2030)، و80% بحلول عام 2035.
كما أن حكومة المحافظين الجديدة في الولاية تبدو غير عابئة بمستهدفات التخلص من انبعاثات محطات الفحم، رغم الأضرار الهائلة التي تسببت فيها، خاصة لقطاع السياحة، والشعاب المرجانية، وفق تفاصيل تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
دعم الفحم
وعدت حكومة المحافظين الجديدة في مقاطعة كوينزلاند الأسترالية بدعم محطات الفحم بمليارات الدولارات لإطالة عمرها، رغم تخلّيها عن الطاقة المتجددة، وفي وقت تتجه فيه كبريات الشركات -مثل "ريو تينتو" العملاقة- إلى البحث عن بدائل للطاقة.
وتبحث الشركة إلى تلك البدائل لأنها ترى أن صناعة مصافي تكرير النفط ومصاهر المعادن لن يكون لها مستقبل إذا لم تتحول من محطات الفحم إلى الطاقة المتجددة مع نهاية العقد الحالي.
وفي فبراير/شباط الماضي، أظهر تقرير -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- أن خطط تطوير مناجم الفحم في أستراليا غير مجدية اقتصاديًا، وسط ارتفاع التكاليف، وتراجع الطلب من آسيا.
وأشار التقرير إلى أنه يمكن للمناجم الحالية رفع الإنتاج بنسبة 55%، أو 214 مليون طن، حتى عام 2050، دون الحاجة إلى أيّ توسعات إضافية، وهو ما يفوق بكثير التوقعات الرسمية لصادرات الفحم الأسترالي.
ومع ذلك، أقرّت الحكومة خطةً العام الماضي (2024) تستهدف تدشين 7 مشروعات جديدة، بعضها يمتد حتى 2088، في الوقت الذي بلغ فيه عدد مشروعات الفحم بأستراليا قيد التطوير 47، وبذلك تمتلك أكبر عدد من المشروعات بين الدول المصدرة، متجاهلةً التحذيرات الدولية بشأن تراجع الطلب العالمي، بحسب التقرير الصادر عن معهد اقتصادات الطاقة والتحليل المالي.
أداء جيد لمحطات الطاقة المتجددة في كوينزلاند
تتجاهل الحكومة أداء محطات الطاقة المتجددة في كوينزلاند، المقاطعة الأسترالية، التي تعتمد بكثافة على محطات الفحم.
وأمس الأحد 17 أغسطس/آب 2025، حققت مشروعات الطاقة المتجددة في كوينزلاند معدلًا قياسيًا من التوليد بلغ 99.3% من "الطاقة المتجددة المحتملة"؛ ما يُظهر كمية الكهرباء التي يمكن توليدها دون تكلفة إضافية أو ضغط على الشبكة، خاصة أن المعدل القياسي السابق كان كبيرًا أيضًا، وبنسبة 96.9% في أكتوبر/تشرين الأول 2024.
وكانت التوقعات في 2018 تشير إلى أن الطاقة المتجددة المحتمل الحصول عليها في كوينزلاند لن تزيد على 20% من طلب الشبكة.
وكان معدل التوليد القياسي من الطاقة المتجددة في الساعة 12.30 ظهرًا بالتوقيت المحلي (2.30 صباحًا بتوقيت غرينتش) أمس، حيث بلغت حصة الطاقة الشمسية على الأسطح أعلى مستوى لها على الإطلاق بنسبة 53.6%، وأدى إلى انخفاض الطلب من الشبكة إلى مستوى قياسي أقل بنحو 2961 ميغاواط.
ويعني الطلب المنخفض من الشبكة أنها رفضت أكثر من نصف الطاقة النظيفة المولدة؛ لتجنُّب أسعار الكهرباء السلبية، التي تستفيد منها عادةً بطاريات التخزين الكبيرة التي تشهد نموًا ملحوظًا في المقاطعة، إضافة إلى منشآت الطاقة الكهرومائية.
كما باعت المقاطعة غيغاواط من السعة إلى جارتها نيو ساوث ويلز.
وبلغت حصة الطاقة المتجددة في كوينزلاند 31.5% من إجمالي الطاقة المستهلكة خلال الشهور الـ12 الماضية، في حين كانت حصة كهرباء محطات الفحم الأعلى، حيث زادت على العام الماضي بنسبة 65%.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
الطاقة المتجددة المحتملة تصل إلى نسبة قياسية في مقاطعة أسترالية وتبلغ 99.3%، من رنيو إيكونومي
