أفادت مصادر دبلوماسية مطلعة، الثلاثاء، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اقترح عقد لقاء مباشر مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في موسكو، في محاولة للتوصل إلى حلول لإنهاء الحرب الدائرة بين البلدين منذ أكثر من عامين. وأوضحت وكالة "فرانس برس" أن اقتراح بوتين جاء خلال مكالمة هاتفية أجراها مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي نقل بدوره تفاصيل النقاش، مشيرة إلى أن زيلينسكي رد بكلمة مختصرة من حرفين: "لا"، مؤكدًا رفضه عقد الاجتماع في العاصمة الروسية.
ووفقًا للمصادر، تناولت المكالمة بين بوتين وترامب سبل إنهاء الصراع الأوكراني، مع التركيز على الضمانات الأمنية التي تحتاجها أوكرانيا لحماية أراضيها، والتي أكد ترامب أنها لن تكون ضمن إطار حلف شمال الأطلسي "الناتو"، بل عبر ترتيبات بديلة تتيح حماية الأراضي الأوكرانية. وأوضح ترامب أن أوروبا مستعدة لإرسال قوات إلى الأراضي الأوكرانية لدعم الأمن، مشيرًا إلى أن تنفيذ هذه الخطوات سيكون مرتبطًا بتصرف روسيا واستجابتها للتفاهمات المرتقبة.
وأشار ترامب، عقب لقائه زيلينسكي والقادة الأوروبيين، إلى وجود فرصة حقيقية لإنهاء الحرب، مؤكدًا أنه يسعى لعقد لقاء ثلاثي يجمع الولايات المتحدة وأوكرانيا وروسيا على أمل التوصل إلى اتفاق يعكس مصالح الشعبين الأوكراني والروسي. وأضاف الرئيس الأمريكي أن الأسبوعين المقبلين سيكونان حاسمين لمعرفة نوايا بوتين، معبرًا عن تفاؤله بالوصول إلى حلول إيجابية، لكنه حذر من أن الوضع سيكون صعبًا إذا لم يتم التوصل إلى تعاون روسي فعال.
ويرى محللون سياسيون أن رفض زيلينسكي عقد الاجتماع في موسكو يعكس المخاوف الأوكرانية من احتمالية تعرضه لضغوط سياسية أو أمنية، في وقت تركز فيه واشنطن على ضمان توفير آليات حماية واضحة لسيادة أوكرانيا. وتعد هذه التطورات مؤشرًا على حساسية المرحلة الحالية من الأزمة الأوكرانية، حيث يسعى المجتمع الدولي لتقليل الخسائر البشرية والمادية، وتوفير أرضية لمفاوضات تسهم في إعادة الاستقرار للمناطق المتأثرة بالحرب.
وتشير التوقعات إلى أن الأيام المقبلة ستشهد نشاطا دبلوماسيا مكثفا، يشمل اجتماعات ثنائية بين القادة الأوروبيين وواشنطن، بهدف وضع إطار واضح للضمانات الأمنية المقترحة لأوكرانيا وتحديد آليات متابعة أي اتفاق محتمل مع روسيا. ويُتوقع أن تكون هناك جولات مكثفة من المباحثات على مستوى كبار المسؤولين الدبلوماسيين، لتسهيل الوصول إلى صيغة تفاوضية تراعي مصالح الأطراف كافة وتضمن وقف إطلاق نار مستدام.
ويتابع المجتمع الدولي هذه التطورات عن كثب، وسط ترقب ردود الأفعال من موسكو وكييف، في ظل إدراك جميع الأطراف أن الحلول السلمية تمثل السبيل الأمثل لإنهاء النزاع وضمان الاستقرار الإقليمي.