أكد الفنان المغربي عبدالله الدرقاوي، أن مشاركته في معرض الكاريكاتير المصري، عيد وفاء النيل جاءت بدافع الحب الكبير لمصر وفن الكاريكاتير فيها، موضحًا أنه تعرّف على الدعوة عبر المواقع المتخصصة وحرص على تلبية النداء.
مصر مدرسة الكاريكاتير للشعوب العربية
وقال الدرقاوي في تصريحات خاصة لـ«البوابة نيوز»، : «كان من واجبي كفنان عربي المشاركة، فمصر كانت دائمًا لنا مدرسة لفن الكاريكاتير من خلال روادها الكبار مثل صلاح جاهين، حجازي، حسن حاكم، ورؤوف عياد، الذين تعلمنا واستمتعنا برسوماتهم عبر المجلات المصرية التي كانت تصل إلى المغرب».
وأضاف: «شعرتُ بسعادة كبيرة وأنا أشارك أشقائي الفنانين المصريين في هذه المناسبة العريقة، احتفالًا بالنيل الذي وصفه هيرودوت بـ(مصر هبة النيل) وتغنّى بجماله الشعراء وعلى رأسهم أمير الشعراء أحمد شوقي».
الماء أساس الحياة
وأوضح الفنان المغربي أنه شارك في المعرض بلوحتين تناولتا أهمية الماء وترشيد استهلاكه، قائلًا: «الماء هو أساس الحياة لكل الكائنات، ويجب أن نتحلى بالوعي والمسؤولية في الحفاظ عليه، خصوصًا في ظل موجات الجفاف ونقص الموارد المائية التي يشهدها العالم».
وأشار الدرقاوي إلى أن موضوع الماء طالما ألهم الفنانين عبر العصور، قائلًا: «في الفن الفرعوني مثلًا نجد جداريات كثيرة تُظهر مشاهد من الحياة على ضفاف النيل، مثل صيد الأسماك والطيور والتماسيح، وهي دليل على أن النهر كان دومًا رمزًا للحياة».
وحول الرسالة التي أراد إيصالها، قال: «حاولت عبر لوحاتي أن أؤكد أن الحفاظ على الماء مسؤولية جماعية، لا تخص الحكومات فقط، بل المجتمع بأسره من أجل مستقبل مستدام للأجيال القادمة».
وأضاف: «في المغرب أطلقت وزارة التجهيز والماء حملة توعية واسعة حول ترشيد استهلاك الماء، وهو ما يتشابه مع الوضع في مصر وضرورة الحفاظ على نهر النيل باعتباره مصدر حياة أساسي».
وأكد الفنان المغربي أن القضايا البيئية مثل أزمة المياه والتغيرات المناخية أصبحت همًّا مشتركًا للفنانين العرب: «نحن كرسامي كاريكاتير من المحيط إلى الخليج نعمل على قلب فنان واحد، نطرح نفس الهموم والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية والبيئية التي تجمعنا».
وفاء النيل طقس حضاري يرمز للحياة والخصوبة منذ آلاف السنين
واعتبر الدرقاوي أن «وفاء النيل» ليس مجرد مناسبة مصرية، بل طقس رمزي وحضاري يمتد لآلاف السنين: «كان فيضان النيل عند المصريين القدماء لحظة حياة وخصوبة ورخاء، وهو ما يفسر مكانته العظيمة في وجدان المصريين حتى اليوم».
الكاريكاتير يوحد الشعوب
واختتم الدرقاوي تصريحاته بالتأكيد على دور الكاريكاتير في توحيد الشعوب: «فن الكاريكاتير المصري كان الأقرب إلى قلب كل عربي، دخل كل بيت، ورسم البسمة بخفة دم كبيرة، واستطاع أن يوصل رسائل معقدة بطريقة بسيطة ومؤثرة».

