أظهر تقرير حديث صادر عن قطاع الحجر الزراعي بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي أن الموالح احتلت المركز الأول بين الصادرات الزراعية المصرية خلال الشهور السبعة الأولى من عام 2025، بإجمالي صادرات تجاوزت 1.8 مليون طن.
هذا الرقم الكبير يؤكد على الأهمية الاقتصادية الكبيرة للموالح ضمن منظومة الصادرات الزراعية، ويعزز مكانة مصر كأحد أبرز منتجي ومصدري الموالح على المستوى العالمي.
ثانيًا: تراجع نسبي مقارنة بالعام الماضي
ورغم تحقيق هذه الكمية الكبيرة، إلا أن المقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي (2024) تُظهر تراجعًا بنسبة 12%، حيث تم تصدير ما يزيد عن 2 مليون طن في تلك الفترة.
وهذا التراجع أثار تساؤلات حول أسبابه، وهل يعكس أزمة هيكلية أم ظرفية في قطاع التصدير الزراعي.
ثالثًا: العوامل الدولية وراء انخفاض الصادرات
بحسب مصدر في المجلس التصديري للحاصلات الزراعية، فإن التراجع لا يُعد مؤشرًا سلبيًا على أداء القطاع، بل هو نتيجة للظروف الدولية غير المسبوقة، ومن أهمها:
اضطرابات سلاسل الإمداد العالمية بسبب الأزمات السياسية والاقتصادية.
ارتفاع تكاليف الشحن البحري، وتأثر عمليات النقل الدولي.
التوترات الجيوسياسية والحروب الجارية، والتي أثّرت على التجارة العالمية.
تراجع الأسعار العالمية للموالح، مما قلل من إجمالي العائد التصديري رغم ثبات أو قرب الكميات.
وأكد المصدر أن هذه التحديات أثّرت على جميع الدول المنتجة، وليس على مصر وحدها، موضحًا أن التوقعات تشير إلى إمكانية تعويض هذا التراجع خلال الشهور القادمة من العام.
رابعًا: خطة فنية لإنجاح موسم التصدير الجديد
بالتزامن مع نهاية موسم التصدير الحالي، بدأ الاستعداد لموسم الزراعة الجديد للموالح، حيث أصدر معهد بحوث البساتين التابع لمركز البحوث الزراعية تقريرًا يتضمن مجموعة من التوصيات الفنية لضمان موسم ناجح، من أبرزها:
الاهتمام ببرامج الري والتسميد ومتابعة تنفيذها بدقة.
مراقبة الطقس والتغيرات المناخية للوقاية من الأمراض.
الرش بمضادات الإجهاد مثل سليكات وفوسفيت البوتاسيوم، خاصة قبل الموجات الحرارية.
مكافحة الآفات الزراعية مثل الأكاروس وفطر الألترناريا، باستخدام المبيدات المناسبة.
التركيز على كفاءة الري باعتباره العامل الأساسي في جودة المحصول.
خامسًا: لماذا تتفوق الموالح المصرية عالميًا؟
أشار تقرير صادر عن وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي إلى مجموعة من الأسباب التي تفسر استمرار تفوق الموالح المصرية في الأسواق العالمية، وهي:
القيمة الغذائية العالية: غنية بفيتامين C والمعادن.
تعدد الاستخدامات: تدخل في تصنيع العصائر والمربيات والمنتجات الغذائية المختلفة.
الزراعة المثالية: تُزرع في بيئة مناخية ملائمة وتربة جيدة التصريف.
تنوع الأصناف: وجود أنواع متعددة تلبي متطلبات الأسواق المختلفة من حيث الحجم والنكهة ومتانة النقل.
ميزة التوقيت التصديري: يمتد موسم التصدير من ديسمبر إلى مايو، وهي فترة يقل فيها الإنتاج في دول مثل إسبانيا والمغرب.
البنية التحتية الحديثة: محطات تعبئة وتبريد مطابقة للمواصفات الأوروبية.
انخفاض تكاليف الإنتاج: مما يسمح بتقديم منتج عالي الجودة بأسعار منافسة عالميًا.
تأهيل المزارعين: تم تدريب أكثر من 50 ألف مزارع على استخدام المبيدات بطرق علمية وفقًا للمعايير الدولية.
سادسًا: توقعات بعودة النمو في نهاية العام
رغم التحديات، فإن المؤشرات الأولية توحي بأن الأشهر المقبلة قد تشهد تحسنًا ملحوظًا في الكميات والعائدات، بفضل:
استقرار تدريجي في الأسواق العالمية.
زيادة الطلب مع انخفاض المعروض من بعض الدول المنافسة.
التحركات الحكومية في دعم الصادرات وتحسين البنية التحتية اللوجستية.