في حادث أثار ضجة كبيرة، كشفت وزارة الداخلية تفاصيل حادث الواحات الذي تصدر مواقع التواصل الاجتماعي.
من المعاكسة إلى الإصابات.. كيف تحولت مطاردة طريق الواحات إلى كابوس؟
البداية كانت مع تداول مقطع فيديو يوثق مطاردة على طريق الواحات بالجيزة، حيث لاحق ثلاث شباب وسائق سيارة نقل ذكي طالبتين كانتا تستقلان سيارة ملاكي، في تحركات متهورة تهدد حياة المارة.
المطاردة انتهت بفقدان قائدة السيارة السيطرة واصطدامها بسيارة نقل متوقفة، ما أسفر عن إصابتها وصديقتها بجروح وكدمات.
3 طلاب وسائق نقل ذكي في قبضة الأمن خلال ساعات
بتاريخ 13 أغسطس، تلقت مديرية أمن الجيزة بلاغًا من طالبة مصابة بكدمات وسحجات، أفادت بتعرضها وصديقتها للملاحقة والمعاكسة من قِبل قائدي ثلاث سيارات.
فور تلقي البلاغ، بدأت الأجهزة الأمنية خطة سريعة اعتمدت على كاميرات المراقبة وأنظمة التعرف على لوحات السيارات، بالإضافة إلى تتبع خطوط السير عبر تقارير المرور الذكية.
النتيجة: ضبط السيارات الثلاث وقائديها ومستقليها خلال ساعات، وتبين أنهم ثلاثة طلاب وسائق يعمل بأحد تطبيقات النقل الذكي، جميعهم مقيمون بدائرة قسم شرطة ثان أكتوبر. المتهمون اعترفوا بارتكاب الواقعة، وتم التحفظ على المركبات واتخاذ الإجراءات القانونية.
خبراء أمن: جريمة تهور وترويع على الطرق
اللواء سامي البدري، الخبير الأمني، أوضح أن سرعة ضبط المتهمين تعكس قدرة وزارة الداخلية على الدمج بين التحرك الميداني والتقنيات الحديثة في كشف الجناة.
وأضاف أن حادث مطاردة طريق الواحات ليس مجرد مخالفة مرورية، بل جريمة ترويع وتهور قد تعرض حياة الأبرياء للخطر، مشيرًا إلى أن الردع الفوري يمنع تكرار مثل هذه الوقائع.
القانون لا يرحم.. عقوبات قد تصل للحبس وسحب الرخصة
المستشار القانوني أحمد منصور أكد أن الواقعة تندرج تحت مواد في قانون العقوبات وقانون المرور، وأهمها:
المادة 375 مكرر: الترويع والبلطجة، وعقوبتها الحبس من سنة حتى 5 سنوات وغرامة مالية.
المادة 238: التسبب في إصابة الغير نتيجة الإهمال، وعقوبتها الحبس حتى سنتين أو الغرامة.
سحب رخصة القيادة وحجز المركبة وفقًا لقانون المرور.
وأشار إلى أن اجتماع هذه التهم قد يؤدي لعقوبة صارمة، خاصة بوجود أدلة مصورة.
الداخلية.. سرعة استجابة وتقنيات متطورة لضبط الجناة
وزارة الداخلية شددت على أن سلامة المواطنين وأمن الطرق خطوط حمراء، مؤكدة أن سرعة ضبط المتهمين في حادث الواحات جاءت بفضل أنظمة المراقبة الذكية، وتحليل الصور، والتعرف الآلي على لوحات السيارات.
كما وجهت رسالة تحذير بأن أي محاولة لتعريض الأرواح للخطر ستواجه بردع فوري وقانوني.
الرؤية الاجتماعية.. وضرورة التوعية
الدكتورة نسرين الجمل، أستاذة علم الاجتماع، قالت إن الواقعة تعكس أزمة وعي مروري لدى بعض الشباب، مؤكدة أهمية إدخال برامج للتثقيف المروري في المدارس والجامعات، إلى جانب العقوبات، لردع أي ممارسات طائشة على الطرق.
حادث طريق الواحات هو رسالة واضحة بأن القانون حاضر والأمن يقظ، وأن مزيج العمل الميداني والتكنولوجيا الحديثة أصبح سلاحًا حاسمًا في حماية أرواح المواطنين وردع كل من يعبث بأمن الطرق.
