يبدو أن الولايات المتحدة تعيد فتح ملف حساس منذ سنوات، يتمثل في احتمال تصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية.
هذا الملف يحمل في طياته تداعيات قانونية، دبلوماسية واجتماعية، ويثير حماسًا لدى هذه أو ذاك، في حين يثير قلقًا متزايدًا لدى العديد من الخبراء والمنظمات الحقوقية.
مشروع قانون جديد على الطاولة
أُعيد تقديم "قانون تصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية لسنة 2025" في الكونغرس، وينص على إلزام وزارة الخارجية خلال 90 يومًا بمراجعة جميع فروع الجماعة في العالم، وتحديد ما إذا كانت تستوفي معايير التصنيف كمنظمة إرهابية.
معايير قانونية صارمة
وفق القانون الأمريكي ، لتصنيف أي منظمة كمنظمة إرهابية يجب أن: تكون أجنبية، و تمارس أو تنوي ممارسة أعمالًا إرهابية تهدد الأمن الأمريكي، او شكلت خطرًا واضحًا للأمن القومي الأمريكي.
تحذيرات من تداعيات التصنيف
يرى بعض المحللون الامريكيون ان الجماعة تعمل في فروع رسميًا في الأردن وتونس والمغرب، وتلعب أدوارًا في السياسة المحلية.
و تصنيف الجماعة كإرهابية قد يؤدي إلى قطع علاقات دبلوماسية مهمة وتعرقل التعاون في مكافحة الإرهاب .
فامنظمات مثل Center for American Progress تحذر من أن هذا التوجه يعزز سرديات التنظيمات الإرهابية .
إذ انه قد يؤدي إلى تأجيج الخطاب المتطرف، حيث يستغل التنظيميون القرار لتجنيد عناصر جدد عبر رواية الاضطهاد .
منعطف جديد في الكونغرس؟
رغم أن إدارة بايدن لم تحرك الملف منذ توليها الحكم، إلا أن مشروع قانون 2025 أعاد القضية إلى الواجهة..
وتشمل الخيارات المتاحة إصدار أمر تنفيذي يشمل الجماعة كاملة أو بعض فروعها.
و اعتماد تصنيف تدريجي عبر وزارة الخزانة، يستهدف الفروع أو الأفراد بناءً على الأدلة المتوفرة .
نشاط الإخوان في أمريكا
الإخوان لا يعملون في الولايات المتحدة كتنظيم علني مسلح، وإنما عبر شبكات دعوية وسياسية وخيرية يُعتقد، على ارتباط فكري أو تنظيمي بالجماعة الأم.
وبعض المراكز الإسلامية والمنظمات (مثل مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية – CAIR أو الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية – ISNA)، وواجهت اتهامات من باحثين ومسؤولين أمريكيين بوجود صلات فكرية أو مالية سابقة مع شخصيات إخوانية، لكن هذه الاتهامات لم تُثبت قضائيًا كدعم مباشر للإرهاب.
القضايا القانونية المرتبطة
قضية Holy Land Foundation (مؤسسة الأرض المقدسة) عام 2008، وهي أكبر قضية تمويل إرهاب في تاريخ أمريكا، أظهرت أن بعض المتهمين كانت لهم روابط فكرية بالإخوان، لكن التهم الأساسية كانت تمويل حركة حماس ، وليس تنفيذ عمليات داخل أمريكا.
وهناك وثائق داخلية للإخوان عُثر عليها في التحقيقات (مثل ما يُعرف بـ"وثيقة الأهداف" 1991) تحدثت عن جهاد حضاري في الغرب.