أخبار عاجلة
وفاة نجل شقيق الفنان سامح حسين عن عمر 4 سنوات -

الإعلام المتأرجح بين الرؤى المتعددة.. توافق على ضرورة الإصلاح واختلاف حول مسارات التنفيذ

الإعلام المتأرجح بين الرؤى المتعددة.. توافق على ضرورة الإصلاح واختلاف حول مسارات التنفيذ
الإعلام المتأرجح بين الرؤى المتعددة.. توافق على ضرورة الإصلاح واختلاف حول مسارات التنفيذ

أثار اجتماع الرئيس عبد الفتاح السيسي مع رؤساء وقيادات الهيئات والمجالس الإعلامية وتوجيهه بتطوير الإعلام وتمكين الكفاءات المهنية، جدلا واسعا بالأوساط السياسية والإعلامية والصحفية، وسط تفسيرات وتحليلات حول الاجتماع.

عبدالله السناوي: التغيير في التوقيت لا في الاستراتيجية

قال الكاتب الكبير عبدالله السناوي، إن "ما نراه اليوم هو تغير في وقت الخطاب، لكن لا يوجد تغيير في الاستراتيجية، وقت الخطاب يعني استعداد أكبر لتصحيح المسار، لكن لم يحدث تصحيح فعلي لـ المسار، وبناء رؤية استراتيجية جديدة". وأضاف: "لازم نشوف قدامنا إجراءات وقرارات على أرض الواقع".

أضاف السناوي لـ"الرئيس نيوز": "على سبيل المثال لما نتكلم على الكفاءات المهنية التي نُحيت عن المشهد الإعلامي، نشوف قرار بعودة أسماء كثيرة جدًا منها أخيرًا لميس الحديدي على سبيل المثال. وبرغم إن جميعها أسماء مؤيدة للنظام، ولكن تم اقصائهم".

وأضاف: "الصدور قد ضاقت بمساحة الحرية، أن يبقى في استضافة لوجهات نظر أخرى أو اعتراض على بعض السياسات بالنقاش عبر المنصات الإعلامية حتى التابعة للدولة".

تناول السناوي أزمة المصداقية، وقال: "أولًا حتى يأخذ الكلام جديته، عودة الأسماء التي نُحيت عن العمل، ثانيًا الأسماء والكفاءات المهنية الكبيرة التي كانت موجودة قبل وبعد 2011 تعود أغلبها، ممكن نتذكر مثل دينا عبد الرحمن أو أسماء أخرى كانت متزنة ولها تأثير وعندها مصداقية، ده أهم حاجة، عشان أحس في استراتيجية جديدة، الأسماء القديمة اللي ليها وزن سياسي ترجع، في كثير قوي أسماء ممكن ترجع".

740.jpg
الكاتب عبدالله السناوي

وأكمل: "لازم نقول إن في استراتيجية أو في انفتاح، الأهم من كل ده أن وجوه المعارضة الرئيسية والشخصيات العامة، النخبة بتنوعها اللي حُجبت بالكامل عن الظهور على الشاشات المصرية تستضاف من جديد وتفتح القضايا الحقيقية والحساسة، وده هيساعد البلد على التماسك لأن التنوع هو موضوع تماسك وطني وليس موضوع فُرقة".

انتقد السناوي سياسة الإقصاء، قائلا: "في الفترة الأخيرة، القنوات الأجنبية أو اللي لها أجندات معينة ضد نظام الحكم الحالي أصبحت نسب المشاهدات بتاعها عالية جدًا، لما تمنع الأصوات المصدقة ولما تحجب الأصوات اللي لها تأثير، يبقى عندك فراغ إعلامي غير طبيعي، فراغ إعلامي لدرجة إن في حد يطلع يقول حتى لو خطاب فارغ، لكن الناس بتمسك فيه بسبب الفراغ".

وتابع: "أول حاجة في الاستراتيجية إن كل واحد في البلد دي يشتغل في مجاله، الإعلام شغلة الإعلاميين، والأمن القومي شغلة العسكريين، والأمن الداخلي شغلة ضباط الشرطة، كل واحد يشتغل في مجاله، لما تتداخل الوظائف والأدوار، مفيش حد يشوف شغله بشكل صحيح".

وتابع: "ماسبيرو محتاج إعادة بناء من جديد وفق خطة واستراتيجية جديدة، مش زيادات عشوائية في العمالة، لكن عمالة قادرة على تنفيذ الخطط من تراكم الخبرات والكفاءات، إحنا خربنا ماسبيرو في فترة معدودة، وإعادة بنائه يحتاج 10 سنين".

وقال: "انت لما تمنع الحوار والجدال وتشرع قوانين وتصدرقرارات دون منطق أمام الرأي العام، الكل هيروح على قنوات خارجية، وفشلك الإعلامي الذريع ده بيستثمر فيه غيرك وينمو عليه كل ما انت تفشل".

وختم: "الكلام الطيب مش كفاية، محتاج نشوف إجراءات على الأرض عشان يكتسب مصداقيته، الإعلام الحر مش رفاهية، ده ضرورة لأي بلد عايز يبقى قوي ومتماسك".

ياسر عبدالعزيز: الاستراتيجية ثابتة منذ 2015

الدكتور ياسر عبد العزيز الخبير الإعلامي، علق على توجيهات بتطوير المنظومة الإعلامية، قائلا: إن “ما يحدث هو تغيّر في التكتيكات، والأدوار، والفاعلين، بينما تبقى الاستراتيجية العامة ثابتة منذ عام 2015”.

وقال: "الاستراتيجية التي تتبناها الدولة ترتكز على امتلاك العصمة الاتصالية الوطنية، أي القدرة على مخاطبة الجمهور المحلي بدرجة من السيطرة على الرسائل الإعلامية".

أضاف عبد العزيز أن الدولة المصرية اكتشفت في عام 2014 أن عصمتها الاتصالية لم تكن في يدها، وأن الإعلام المحلي كان معرضًا للتأثير الخارجي من خلال رؤوس الأموال المرتبطة بدول أو منظمات مختلفة ولأغراض لا تخدم مصلحة الدولة المصرية وليس النظام.

وتابع: "كان أمام الدولة خياران: الأول إصلاح المؤسسات القائمة (اتحاد الإذاعة والتلفزيون، والمؤسسات الصحفية القومية الثمانية) بكل ما تحمله من مشكلات هيكلية، والثاني إنشاء ذراع إعلامية جديدة تستطيع مواجهة الانكشاف الإعلامي بسرعة.

أوضح: "نظرًا لبطء عملية الإصلاح وصعوبتها، قررت الدولة المضي في الخيار الثاني وإنشاء كيان إعلامي جديد (الشركة المتحدة لاحقًا) لتغطية الانكشاف الإعلامي الوطني ومخاطبة الجمهور المحلي".

رأى عبد العزيز أن تغيّر الأشخاص أو التكتيكات - حتى مع وجود بعض التضارب أو الأخطاء - لا يؤدي وحده إلى النصر أو الهزيمة في المجال الإعلامي، فالنتيجة النهائية يحددها ثبات الاستراتيجية.

وواصل الخبير الإعلامي: "بالتالي، التغييرات المتكررة في المشهد الإعلامي لم تمس جوهر الاستراتيجية القائمة على السيطرة الوطنية على الرسائل".

أشار عبدالعزيز، إلى أن عودة ماسبيرو وتطوير المؤسسات الإعلامية القومية هو هدف دائم على أجندة الدولة، لكنه يواجه صعوبات كبيرة بسبب تراكم مشكلات عميقة عبر العقود، مضيفًا أن هذه الجهود لا تتعارض مع الاستراتيجية العامة، لكنها تتطلب وقتًا طويلًا وموارد كبيرة لمعالجة الملفات المتراكمة.

741.jpg
د. ياسر عبدالعزيز

نوه عبد العزيز بأن مشكلات التكدس الوظيفي والمجاملات ليست حكرًا على ماسبيرو، بل ظهرت أيضًا داخل كيانات إعلامية خاصة، بما في ذلك الشركة المتحدة، وهو ما يعيدنا إلى نفس الأزمات الهيكلية.

وحدد الخبير الإعلامي أولويات المرحلة المقبلة في:

  • الاستفادة من الزخم الذي حققته الشركة المتحدة وتعزيز مكانتها.
  • دعم خطط تطوير الإعلام المملوك للدولة من خلال التعاون بين الخبرات المختلفة.
  • منح الإعلام قدرًا أكبر من التعددية والحرية، في إطار القوانين المنظمة.
  • فتح المجال أمام قنوات خاصة جديدة مع الالتزام بالمعايير الدستورية والقانونية (قانون 180 لسنة 2018، والمواد 211–213 من الدستور).

عمرو الشناوي: أزمة معايير الاختيار وتهميش الكفاءات

قدم الإعلامي عمرو الشناوي، رئيس قطاع الأخبار بماسبيرو الأسبق، تقييمًا للتغييرات الأخيرة في القيادات الإعلامية، قائلًا: "اختيار خالد عبد العزيز رئيسًا للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بينما هو من خارج الملف تمامًا، وأحمد المسلماني رئيسًا للهيئة الوطنية للإعلام هو من خارج ماسبير، وعبد الصادق الشربجي رئيسًا للهيئة الوطنية للصحافة، هذه الاختيارات تطرح تساؤلات كبيرة".

وأضاف الشناوي: "للأسف أصبحت معايير الاختيار تعتمد على فكرة "أهل الثقة" أكثر من "أهل الخبرة". وتساءل: "لماذا لم يُختار عصام الأمير رئيسًا للهيئة الوطنية للإعلام رغم كفاءته وموهبته وخبرته؟ الإجابة تكمن في الخلافات القديمة وليس الكفاءة

742.jpg
الإعلامي عمرو الشناوي

وتابع: "أولًا يجب أن نفهم ماهية الإعلام الحقيقي، الإعلام القوي يسيطر على عقول الناس ويوجههم للاتجاه الصحيح، نحتاج لإعلام يعيد الأولويات الأساسية مثل التعليم والقيم الأخلاقية".

وأضاف: "الحلول موجودة وقديمة، لكن تنفيذها يحتاج نوايا صادقة، عندما تكون النوايا حقيقية، تصبح الحلول سهلة وواضحة، المشكلة أن المساحة الممنوحة للإبداع والابتكار أصبحت في المرتبة العاشرة بين أولويات المسؤولين".

مصطفى بكري: تعزيز التعددية وتمكين الشباب

وقال الكاتب الصحفي مصطفى بكري، إن الاجتماع الأخير للرئيس السيسي مع القيادات الإعلامية أكد على عدة رسائل رئيسية تمثل استمرارًا لثوابت الموقف الرئاسي تجاه الإعلام. ومن أبرزها: “ضمان وجود رأي ورأي آخر داخل الإطار الوطني، باعتباره أمرًا مهمًا وضروريًا لأي حوار إعلامي صحي، وإتاحة الفرصة لشباب الإعلاميين لتولي مواقع مؤثرة في المنصات الإعلامية، نظرًا لطبيعة الحرب الحالية التي تتطلب مهارات رقمية وتقنية عالية”.

وأضاف بكري لـ"الرئيس نيوز": "بالإضافة لضرورة توفير المعلومات الدقيقة من قبل الحكومة والجهات المعنية لجميع الصحفيين والإعلاميين، حتى يتمكنوا من مواجهة حملات التشويه أو المعلومات المغلوطة داخليًا وخارجيًا، ومواجهة الحروب الإعلامية الموجهة ضد مصر، والتي تستهدف صورة الدولة في الخارج، خاصة ما ظهر مؤخرًا فيما يتعلق بالموقف المصري من القضية الفلسطينية".

أشار بكري إلى أن الرئيس أولى اهتمامًا خاصًا بتفعيل دور التلفزيون والإذاعة الرسمية (ماسبيرو)، نظرًا لما يمتلكه من كوادر مدربة وقاعدة جماهيرية واسعة، وأكمل: "كما بدأ الرئيس في معالجة بعض المشكلات المزمنة بالمبنى، ومن بينها ملف مكافأة نهاية الخدمة للعاملين، مما يعد خطوة نحو صفحة جديدة في تاريخ الإعلام المصري".

743.jpg
النائب والكاتب مصطفى بكري

أكد بكري على ضرورة تأهيل وتدريب المتحدثين الإعلاميين باسم الوزارات والمؤسسات الحكومية، موضحًا أن بعضهم يحتاج إلى تدريب مكثف في التواصل مع الجمهور والإعلام، وتقديم المعلومات الصحيحة، بينما هناك آخرون يجب تغييرهم تمامًا.

وضرب بكري مثالًا بضرورة تفسير الملفات الاقتصادية والسياسية المعقدة مثل اتفاقات الغاز بشكل واضح ودقيق لتجنب البلبلة.

كما شدد على أهمية التنسيق بين الهيئات الثلاث: المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، الهيئة الوطنية للصحافة، والهيئة الوطنية للإعلام، لضمان تكامل الأدوار.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق وصول فريق بيراميدز إلي ستاد الدفاع الجوي لمواجهة الإسماعيلي
التالى كريم محمود عبد العزيز ودينا الشربيني يلغيان متابعة بعضهم على انستجرام