إمام عاشور , في مشهد يعبّر عن القيم الإنسانية الحقيقية بعيدًا عن التعصب والانتماءات الرياضية، قام نجم النادي الأهلي ومنتخب مصر، بمبادرة نبيلة تكفّل من خلالها بكافة تكاليف العملية الجراحية لنجل عم رأفت، أقدم عمال نادي الزمالك، والذي يُلقب بـ”بائع الليمون”.
وبمجرد علمه بالحالة الصحية الحرجة لنجل عم رأفت، الذي كان في حاجة إلى عملية دقيقة في المسالك البولية، لم يتأخر اللاعب عن التحرك، وتواصل مباشرة مع أسرة العامل، متكفلاً بكل مصاريف العلاج، من فحوصات وتحاليل إلى الجراحة وما بعدها.
اللافت في الأمر أن إمام عاشور سبق له تمثيل نادي الزمالك، قبل انتقاله إلى الأهلي، ورغم حدة المنافسة بين الفريقين، إلا أن ما قام به يؤكد أن الأخلاق والوفاء أقوى من ألوان القمصان والميول الرياضية.
عم رأفت.. وجه شعبي ارتبط بتاريخ الزمالك
يُعد عم رأفت من الشخصيات الراسخة داخل جدران نادي الزمالك، حيث يعمل في النادي منذ أكثر من ثلاثة عقود. ورغم عمله البسيط كبائع، إلا أنه تحول إلى أيقونة محبوبة من قِبل اللاعبين والجماهير، لما يتمتع به من خفة ظل وتواضع، وحرص دائم على دعم الجميع، من أصغر ناشئ حتى أكبر نجم.
كثير من لاعبي الزمالك يعتبرون عم رأفت بمثابة “الأب الروحي” أو “الأخ الأكبر”، لكونه حاضرًا في كل تفاصيل الحياة اليومية داخل النادي. لم تمنعه بساطة مظهره من أن يُصبح عنصرًا أساسيًا في ذاكرة النادي، يشهد على أجيال متعاقبة، ويملك مكانة خاصة في قلوب كل من تعامل معه.
إشادات واسعة بموقف إمام عاشور
أثارت مبادرة إمام عاشور موجة من الإشادة الواسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، من جماهير الزمالك قبل الأهلي، وكذلك من الرياضيين والإعلاميين. الجميع اتفق على أن هذا النوع من المواقف يعكس الصورة الحقيقية لما يجب أن تكون عليه الرياضة، كأداة لنشر المحبة والتكافل بين الناس، وليس فقط ساحة للتنافس.
وأكدت التعليقات أن اللاعب ، بهذا التصرف، ضرب مثالًا رائعًا في الوفاء والأخلاق الرياضية، وذكّر الجميع بأن ما يبقى بعد صافرة النهاية ليس الأهداف أو النتائج، بل المواقف الإنسانية التي تعكس أصالة الروح.
وقد أثنى كثيرون على حرص اللاعب على عدم الإعلان عن المبادرة بنفسه، بل ترك الأمر يظهر من خلال أسرة عم رأفت، ما يعكس تواضعه وصدق نيته في تقديم المساعدة دون سعي للظهور الإعلامي.
