أفادت تقارير صحفية بأن صادرات النفط السعودي إلى الصين ستتراجع في سبتمبر/أيلول المقبل، بعد أن رفعت شركة أرامكو السعودية أسعار بيع النفط، إلّا أن هذه التقارير تفتقر إلى الدقة في التفاصيل.
وأظهرت بيانات توزيعية لمخصصات المصافي الصينية أن شركة أرامكو ستشحن نحو 43 مليون برميل إلى الصين في سبتمبر/أيلول 2025، أي ما يعادل 1.43 مليون برميل يوميًا، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.
ويمثّل هذا انخفاضًا عن 1.65 مليون برميل يوميًا المخصصة في أغسطس/آب، وهو أعلى مستوى لصادرات النفط السعودي في أكثر من عامين.
إلّا أن أغلب هذا الانخفاض جاء من شركة واحدة، وهي يونيبك (Unipec)، التي تتاجر بالنفط، ما يعني أن سلوكها يتأثر بالأسعار، وفق التفاصيل لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
صادرات النفط السعودي إلى الصين في سبتمبر
شركة يونيبك هي الذراع التجاري لشركة سينوبك الصينية (Sinopec)، وهذا الربط بين الشركتين تجاهلته وكالة رويترز التي ذكرت فقط شركة سينوبك من بين الشركات التي تعتزم خفض واردات النفط السعودي في سبتمبر/أيلول، ومشروعها المشترك مع أرامكو السعودية في مصفاة فوجيان.
كما ستخفض شركتا بتروتشاينا (PetroChina) وشنغهونغ للبتروكيماويات (Shenghong Petrochemical) وارداتها من النفط الخام في سبتمبر/أيلول بشكل طفيف مقارنةً بأغسطس/آب.
وربطت وكالة رويترز، في تقريرها، بين انخفاض صادرات النفط السعودي إلى الصين، ووثيقة التسعير التي أعلنتها شركة أرامكو في الأسبوع الماضي، إذ رفعت أسعار خامها لشهر سبتمبر/أيلول للمشترين الآسيويين للشهر الثاني على التوالي، مدعومةً بطلب قوي.
ووفقًا لوثيقة تسعير اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، رفعت الشركة أسعار بيع الخام العربي الخفيف إلى آسيا في سبتمبر/أيلول، بمقدار دولار واحد إلى 3.20 دولارًا فوق مؤشر دبي/سلطنة عمان، وهو أعلى سعر منذ أبريل/نيسان.
وخفضت أرامكو سعر بيع برميل النفط السعودي من الخام العربي الخفيف إلى أوروبا عند 1.30 دولارًا إلى 3.35 دولارًا فوق أسعار خام برنت.
ورفعت الشركة السعر الرسمي للخام العربي الخفيف السعودي إلى السوق الأميركية بنحو 0.30 دولارًا إلى 4.20 دولارًا فوق مؤشر آرغوس.
حقيقة انخفاض صادرات النفط السعودي إلى الصين
كشفت بيانات سوقية، اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة/ المغالطات التي احتوى عليها تقرير رويترز، بشأن انخفاض صادرات النفط السعودي إلى الصين.
فقد بلغ حجم النفط المخصص للصين 1.411 مليون برميل يوميًا في سبتمبر/أيلول، وهو أقل بقليل من 43 مليون برميل مثلما أشار التقرير، ورغم ذلك، فإن البيانات تؤكد أن الخبر غير دقيق، ويتجاهل حقائق مهمة.
وأشارت البيانات أنه بالمقارنة مع متوسط 12 شهرًا، تُعدّ صادرات النفط السعودي إلى الصين عند المستوى نفسه.
وتتأثر الاختلافات في المشتريات الشهرية بخطط التحميل الشهرية المُحددة مسبقًا، والتي تُخطط لها على مدار العام لاستيعاب عمليات إغلاق المصافي، وترتيبات الجدولة الأخرى، بما في ذلك توافر السفن، بالإضافة إلى تحسينات التكرير التي يُجريها العملاء الأفراد.

وأرجعت تحليلات السوق، انخفاض صادرات النفط السعودي إلى الصين في سبتمبر/أيلول بشكل رئيس إلى تأثير شركة يونيبك، وهي الذراع التجاري لشركة سينوبك، إلّا أن تقرير رويترز تجاهلَ الارتفاع الكبير غير المعهود لواردات الشركة في شهرَي يوليو/تموز وأغسطس/آب، ثم انخفض إلى مستوياته العادية تقريبًا في سبتمبر/أيلول.
وتشير البيانات إلى التذبذب في مشتريات الشركة على مدار العام، التي تتراوح من 3 ملايين برميل إلى 15 مليون برميل، ولكنه يتناسق مع نمط شراء العملاء الآخرين، ما يدل على أنه مستقر للغاية.
ويُشجع السلوك التجاري المُطلق لشركة يونيبك على الشراء الفوري، كلّما كان السعر داعمًا لهم؛ وهو ما انعكس في مشترياتها خلال الأشهر الـ3 الأخيرة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
- تقرير حول انخفاض صادرات النفط السعودي إلى الصين، من وكالة رويترز
- رفع أسعار بيع أرامكو إلى آسيا في سبتمبر، من منصة الطاقة