اقرأ في هذا المقال
- محطات الفحم الأساسية وفّرت كهرباء مستقرة وموثوقة ورخيصة جدًا لأجيال
- أستراليا تُصدر فحمًا أكثر بـ7 أضعاف ممّا تحرقه وغازًا أكثر بـ4 أضعاف مما تستهلكه
- أستراليا تُشكّل نسبة ضئيلة جدًا من الانبعاثات العالمية، وهي 1% فقط.
- أستراليا تفرض حظرًا على الطاقة النووية، رغم امتلاكها ثلث احتياطيات اليورانيوم العالمية
يسهم هدف الحياد الكربوني في أستراليا بحلول عام 2050 في تعريض اقتصاد البلاد للخسائر نتيجة ارتفاع تكاليف الكهرباء.
وبحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لتحديثات القطاع، شُبِّه هدف أستراليا لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050 بـ"الانتحار الطاقي"، حتى في الوقت الذي دعت فيه الأمم المتحدة رئيس الوزراء، أنتوني ألبانيز، إلى "بذل جهود كبيرة" لخفض انبعاثات الكربون.
وأطلق كبير الاقتصاديين لدى مدونة الأعمال والاستثمار الرائدة في أستراليا "ماكرو بيزنس" (MacroBusiness)، ليث فان أونسيلين، هذا التشبيه، قائلًا: "للأسف، تُقدِم أستراليا على أسوأ حالة انتحار طاقي، وهو أكبر تخريب ذاتي غير ضروري رأيته في حياتي".
جاء ذلك بالتزامن مع زيارة الأمين التنفيذي للأمم المتحدة لشؤون تغير المناخ، سيمون ستيل، إلى مدينتَي سيدني وكانبيرا، حاثًا على تنفيذ الهدف الأكثر طموحًا الخاص بالحياد الكربوني في أستراليا، وهو خفض الانبعاثات بحلول عام 2035.
مزيج الطاقة في أستراليا
حدَّد حزب العمال الأسترالي هدفًا يتمثل في أن تُشكّل الطاقة المتجددة 82% من مزيج الطاقة بحلول عام 2030، جزءًا من خطة لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 43%.
وقال كبير الاقتصاديين لدى مدونة الأعمال والاستثمار الرائدة في أستراليا "ماكرو بيزنس"، ليث فان أونسيلين: "هذا مستحيل، حيث يتطلب الوصول إلى نسبة 82% من الطاقة المتجددة إيقاف تشغيل محطات الفحم الأساسية التي وفرت كهرباء مستقرة وموثوقة ورخيصة جدًا لأجيال".
وأضاف: "في طفولتنا، لم تكن فاتورة الكهرباء تُذكر، ولم تكن تُشكّل مشكلة، أمّا الآن، فهي تُكلّف ثروة طائلة، وتزداد سوءًا، وعليك أن تسأل نفسك: لماذا نفعل هذا بينما نُصدّر فحمًا أكثر بـ7 أضعاف مما نحرقه، وغازًا أكثر بـ4 أضعاف مما نستهلكه؟".
من ناحيته، تجاهل الأمين التنفيذي للأمم المتحدة لشؤون تغير المناخ، سيمون ستيل، المعاناة المالية الناجمة عن الحياد الكربوني، ودعا أستراليا إلى اتخاذ موقف أكثر حزمًا في حظر مصادر الطاقة الأرخص والتخلّي عنها.

انقسام حول هدف الحياد الكربوني في أستراليا
يواجه الائتلاف الليبرالي الوطني، الذي تعهَّد بتحقيق الحياد الكربوني في أستراليا بحلول عام 2050، في عام 2021، انقسامًا محتملًا بشأن هذه القضية، حيث قدّم نائب رئيس الوزراء السابق بارنابي جويس، يوم الإثنين 28 يوليو/تموز 2025، اقتراحًا برلمانيًا لإلغاء هذه السياسة.
وقال كبير الاقتصاديين لدى مدونة الأعمال والاستثمار الرائدة في أستراليا "ماكرو بيزنس"، ليث فان أونسيلين: "سأبدأ بالقول، إن الحياد الكربوني لن يكون له أيّ تأثير في المناخ على الإطلاق".
وأضاف: "الصين لا تشارك فيه فعليًا، ولا الهند، ولا إندونيسيا، ولا الولايات المتحدة الأميركية، ولا معظم دول جنوب شرق آسيا، ولا أفريقيا، ولا الشرق الأوسط، فلماذا نفعل هذا بأنفسنا؟ ما الهدف من ذلك؟".
أستراليا مصدرٌ صغيرٌ للانبعاثات
صرّح كبير الاقتصاديين لدى مدونة الأعمال والاستثمار الرائدة في أستراليا "ماكرو بيزنس"، ليث فان أونسيلين، بأن أستراليا تُشكّل نسبةً ضئيلةً جدًا من الانبعاثات العالمية، وهي 1% فقط، لذا فإن أيّ تغيير جذري في سياسة الطاقة لن يُحدث فرقًا يُذكَر في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية".
وأوضح: "انخفضت حصة أستراليا من 1.5% عام 2000 إلى 1.1% اليوم، بينما تُمثّل الصين الآن 31.5%، وتستمر انبعاثات الهند في الارتفاع".
وقال: "تمتلك الصين والهند نحو 1400 محطة كهرباء تعمل بالفحم، بينما تمتلك أستراليا 18 محطة، إنهم يُوسِّعون محطاتهم العاملة بالفحم سنويًا، بينما نُغلق محطاتنا، وتحرق الصين 30% من الفحم أكثر من بقية دول العالم مُجتمعة".
وأردف: "كان ينبغي أن تكون أستراليا قوة طاقة عظمى بأقل أسعارٍ للكهرباء في العالم، ولكن بدلًا من ذلك، منحنا أنفسنا أعلى الأسعار، لقد جعلنا كل شيءٍ أكثر تكلفةً، من بناء المساكن إلى التصنيع، لأن الطاقة هي أساس الاقتصاد".

حظر الطاقة النووية
تفرض أستراليا حظرًا على الطاقة النووية رغم امتلاكها ثلث احتياطيات اليورانيوم العالمية، في حين تسعى دول أخرى مثل المملكة المتحدة وكندا إلى بناء مفاعلات جديدة.
وقال كبير الاقتصاديين لدى مدونة الأعمال والاستثمار الرائدة في أستراليا "ماكرو بيزنس"، ليث فان أونسيلين: "لقد حظرنا حتى مجرد التفكير في الطاقة النووية، رغم امتلاكنا نحو 30% من احتياطيات اليورانيوم العالمية".
وأضاف: "يمكننا تحقيق الاكتفاء الذاتي التام من الطاقة، لكننا حظرنا هذا التوجّه بينما تتبنى المملكة المتحدة وكندا وبقية دول العالم هذا التوجه".
وتابع "أتساءل: لماذا لا نحرق الفحم المتوفر لدينا الذي نبيعه أكثر بـ7 مرات مما نستهلكه محليًا؟"
وأردف "في الوقت نفسه، نبني بعض محطات التوليد العاملة بالطاقة النووية، وهي الخيار الأكثر صداقة للبيئة، إنها رخيصة التشغيل على المدى الطويل وتدوم طويلًا، ولها أقل بصمة بيئية، وهي خالية من الانبعاثات".
في هذا الإطار، مُني زعيم المعارضة السابق بيتر داتون بهزيمة ساحقة في انتخابات مايو/أيار الماضي، ويعود ذلك جزئيًا إلى نجاح حملة حزب العمال التخويفية بشأن سياسته لبناء 7 مفاعلات نووية لخفض فواتير الكهرباء، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة.
واقترح ائتلاف المعارضة إلغاء حظر عام 1998 على بناء محطات الطاقة النووية، الذي كان آنذاك بمثابة مقايضة سياسية حصلت عليها حكومة جون هوارد الائتلافية مع حزب الخضر في مجلس الشيوخ لبناء مفاعل نووي جديد للأدوية في ضاحية لوكاس هايتس في مدينة سيدني.
خطر فشل الأعمال
حذّر كبير الاقتصاديين لدى مدونة الأعمال والاستثمار الرائدة في أستراليا "ماكرو بيزنس"، ليث فان أونسيلين، أستراليا من مخاطر فشل أعمالها بشكل جماعي إذا استمرت في اتّباع نهج الحياد الكربوني، حيث يواجه ما تبقّى من قطاع التصنيع، وحتى قطاع التجزئة، تكاليف كهرباء باهظة نتيجةً لسياسة الحياد الكربوني.
وقال: "إذا استمررنا في هذا النهج وواصلنا رفع تكلفة الكهرباء، فإن كل حلقة في سلسلة التوريد -بغضّ النظر عن نوع العمل الذي تمارسه- ستصبح أكثر تكلفة".
وأضاف: "تزداد الصين قوةً وثراءً باستعمالها المزيد من الطاقة، إنها تحرق المزيد من الفحم، وتتجه نحو الطاقة النووية، وتبنّي مصادر الطاقة المتجددة، ولكن بغضّ النظر عن ذلك، فإنها تستعمل المزيد من جميع أنواع الطاقة".
وأوضح أن "استهلاكها للطاقة يرتفع سنويًا، بشكل كبير، وينطبق الأمر نفسه على الهند، وهم يدركون أن مفتاح التقدم الاقتصادي هو استعمال المزيد من الطاقة".
وأردف: "أن نمتلك بعض أكبر احتياطيات الهيدروكربونات في العالم، ولا نستعملها بأنفسنا -بل نكتفي ببيعها للآخرين-، هو أمرٌ سخيف، ويجب أن نستعمل هذه الموارد بأنفسنا أولًا، ثم نبيع الباقي".
وحذّر من المخاطر المتزايدة الناجمة عن اعتماد أستراليا على مصادر الطاقة المتجددة.

ووصف هدف أستراليا المتمثل في تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050 بأنه شكل من أشكال الانتحار الاقتصادي، حيث يُطالب زعيم الحزب الوطني السابق، بارنابي جويس، بإلغاء هذا الهدف.
من ناحية ثانية، من المقرر إغلاق محطة إيرارينغ، أكبر محطة كهرباء تعمل بالفحم في أستراليا، في 19 أغسطس/آب 2027.
وقال فان أونسيلين: "إذا كنت تعتمد على طاقة الرياح والطاقة الشمسية، مدعومتين بالبطاريات والطاقة الكهرومائية، فالحقائق واضحة: تكاليف الطاقة لا تنخفض، بل ترتفع، وكلما زادت حصة مصادر الطاقة المتجددة، ارتفعت تكلفة الكهرباء، ويعود ذلك بشكل كبير إلى تكاليف النقل".
ارتفاع تكاليف الكهرباء
أصبحت أستراليا مستوردًا صافيًا للغاز المسال، على الرغم من احتياطياتها الوفيرة، إذ إن هدف تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050 يُثبط التنقيب عن الغاز للاستعمال المحلي.
وقال كبير الاقتصاديين لدى مدونة الأعمال والاستثمار الرائدة في أستراليا "ماكرو بيزنس"، ليث فان أونسيلين: "نصدّر غازًا أكثر بـ4 أضعاف مما نستهلكه".
وأضاف: "إذا استمررنا في مضاعفة جهودنا بهذا النهج القائم على مصادر الطاقة المتجددة فقط، فسنستمر في رفع تكاليف الكهرباء، ما سيؤدي إلى مزيد من تقليص التصنيع في البلاد وتقليص قاعدتنا الصناعية".
وأوضح: "في النهاية، لن يتبقى سوى صناعات غير قابلة للتداول (مثل الطوب، الذي يُعدّ ثقيلًا جدًا ومكلفًا للغاية لاستيراده) أو صناعات تُحافظ على بقائها بفضل الدعم الحكومي، وهذا ليس وضعًا مستدامًا لاقتصاد قوي".
وحذّر من أن تكلفة الكهرباء في أستراليا أصبحت الآن مرتفعة للغاية، لدرجة أنه "من المستحيل عمليًا على الشركات أن تنمو وتتطور هنا".
وتابع: "لقد أغلقنا عددًا كبيرًا من محطات توليد الكهرباء بالفحم، ومع ذلك ما زلنا نعتمد بشكل كبير على تلك المتبقية لدينا، إنها قديمة، وتحت ضغط، وتعمل بكامل قدرتها -أي إنها في الواقع خارج نطاق التغطية- لتغطية النقص الناتج عن انقطاعات مصادر الطاقة المتجددة المتقطعة.
وقال: "في مرحلة ما، سيتعطّل أحد هذه المولدات، مما يتسبب بانقطاع كارثي للتيار الكهربائي".
شيطنة الفحم
انتقد كبير الاقتصاديين لدى مدونة الأعمال والاستثمار الرائدة في أستراليا "ماكرو بيزنس"، وزير تغير المناخ والطاقة الأسترالي، كريس بوين، بشدة، لشيطنته الفحم.
وقال: "عندما يحدث انقطاع للتيار الكهربائي، سيسارع سياسيون مثل كريس بوين و"أبطال الحياد الكربوني" إلى إلقاء اللوم على الفحم لعدم موثوقيته، بدلًا من الاعتراف بالمشكلة الحقيقية: لم تكن الرياح تهب، ولم تكن الشمس مشرقة، وفشلت مصادر الطاقة المتجددة في تحقيق أهدافها عند الحاجة".
وأوضح أنهم "سيستخدمون الأزمة ذريعة لإيقاف المزيد من محطات توليد الكهرباء بالفحم، والدفع نحو المزيد من مصادر الطاقة المتجددة، على الرغم من أن هذه المصادر كانت السبب الجذري لهذا الفشل".
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر..