نمت سعة إنتاج الطاقة النووية على مستوى العالم خلال السنوات الأخيرة، وسط تسارع الدول الكبرى في تعزيز قدراتها النووية لتلبية ارتفاع الطلب وتأمين إمدادات مستدامة وموثوقة.
وبحسب تقرير حديث، حصلت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، فإن إجمالي المفاعلات النووية العاملة عالميًا -حاليًا- يبلغ 416 مفاعلًا في 31 دولة، ويصل صافي قدرتها المركبة إلى 376 غيغاواط، مقارنة بـ371.5 غيغاواط خلال 2023.
وتهيمن 5 دول -الولايات المتحدة وفرنسا والصين وروسيا وكوريا الجنوبية- على أكثر من 71% من إجمالي سعة إنتاج الطاقة النووية عالميًا، أي نحو 268 غيغاواط.
وحاليًا، يوجد 62 مفاعلًا قيد الإنشاء عالميًا بصافي قدرة مركبة تزيد على 65 غيغاواط، ويتركز أغلبها في آسيا وأوروبا وأفريقيا، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وخلال عام 2024، ارتفع إنتاج الطاقة النووية بنسبة 2.6%، ليصل إلى 2818 تيراواط/ساعة، مقارنة بـ2738 تيراواط/ساعة في العام السابق له.
الولايات المتحدة تقود سعة إنتاج الطاقة النووية
تُظهر بيانات الوكالة الدولية للطاقة الذرّية حتى يونيو/حزيران 2025 أن الولايات المتحدة تتربع على القمة، وتقود سعة إنتاج الطاقة النووية، تليها فرنسا، ثم الصين وروسيا وكوريا الجنوبية.
فقد بدأت الولايات المتحدة رحلتها مع الطاقة النووية في أواخر الخمسينيات بمحطة شيبينغبورت (Shippingport) في بنسلفانيا، وشهدت بناء معظم قدراتها النووية الحالية بين عامي 1967 و1990.
وتشغّل شركات الكهرباء الأميركية 94 مفاعلًا نوويًا، مع قدرة تشغيلية بلغت 92% خلال العام الماضي، بحسب التقرير الصادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية، اليوم الإثنين 11 أغسطس/آب.
وشكّلت الطاقة النووية 19% من إجمالي إنتاج الكهرباء المحلي في 2024، وفق البيانات التي اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.
ويعكس هذا الأداء كفاءة الإدارة والتشغيل، فضلًا عن الإستراتيجيات الفاعلة في التعامل مع الصيانة والتوقفات الطارئة.
وخلال عام 2024، بلغ إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية في أميركا 823 تيراواط/ساعة، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

الطاقة النووية في فرنسا والصين
تحتفظ فرنسا بالمركز الثاني عالميًا من حيث أسطول المفاعلات النووية والمركز الأول في أوروبا، حيث تدير 57 مفاعلًا بقدرة مركبة تصل إلى 63 غيغاواط.
وتولّد هذه المفاعلات نحو 65% من إجمالي الكهرباء في البلاد، ما يعكس اعتمادًا شبه كامل على الطاقة النووية لتعزيز أمن الطاقة الوطني.
وجاء بناء معظم هذه المفاعلات -البالغ عددها 52 مفاعلًا- بين عامي 1975 و1990 استجابة لأزمة النفط العالمية في السبعينيات، بحسب تقرير إدارة معلومات الطاقة.
في المقابل، بات قطاع الطاقة النووية في الصين الأسرع نموًا عالميًا، بعد تشغيل 57 مفاعلًا منذ عام 1991، وتواصل بناء 28 مفاعلًا إضافيًا بسعة تبلغ 30 غيغاواط.
ومع اكتمال هذه المشروعات، من المتوقع أن تتجاوز الصين فرنسا في إجمالي القدرة النووية المركبة.
وفي عام 2023، أنتجت المفاعلات الصينية أكثر من 433 تيراواط/ساعة، ويمثّل ذلك نحو 5% من إجمالي إنتاج الكهرباء في البلاد، قبل أن يرتفع الإنتاج إلى 451 تيراواط/ساعة خلال 2024.

الطاقة النووية في روسيا وكوريا الجنوبية
في الوقت ذاته، تستمر روسيا في تعزيز موقعها بقطاع الطاقة النووية، حيث تدير 36 مفاعلًا نوويًا بإجمالي قدرة مركبة تصل إلى 27 غيغاواط، مع بناء 4 مفاعلات إضافية بسعة 4 غيغاواط.
وتعمل عملاقة الطاقة النووية الروسية "روساتوم" على تحديث أسطول المفاعلات من طراز "آر بي إم كيه" إلى مفاعلات "في في إي آر" الأكثر كفاءة، ما يؤكد ريادة روسيا كونها أكبر مورد عالمي لتقنيات الطاقة النووية.
من جانبها، تتبع كوريا الجنوبية إستراتيجية تركّز على تعزيز أمن الطاقة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري المستورد.
وبدأت البرنامج النووي في السبعينيات، وتمتلك 26 مفاعلًا مع اثنين قيد الإنشاء، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وتبرز شركتها الوطنية "كوريا هيدرو آند نوكلير باور-Korea Hydro & Nuclear Power" كونها لاعبًا دوليًا مهمًا، مع تنفيذ مشروعات بارزة مثل محطة براكة في الإمارات، وتستعد لتوسعة محطة دوكوفاني (Dukovany) في التشيك.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر..
- سعة إنتاج الطاقة النووية، من إدارة معلومات الطاقة
- المفاعلات قيد الإنشاء، من الوكالة الدولية للطاقة الذرية
- إنتاج الطاقة النووية، من معهد الطاقة