هبط سهم شركة رياح عملاقة خلال التعاملات الصباحية اليوم (الإثنين 11 أغسطس/آب 2025)، في ظل تعثُّر تطوير بعض المشروعات والحاجة إلى جمع سيولة نقدية.
وتراجع السهم بنسبة تراوحت بين 25 وما يزيد على 31%، بعدما طرحت شركة أورستد الدنماركية "أسهم حقوق" بهدف جمع مليارات الدولارات.
ومع تسجيل انخفاض بنسبة 29% وصل سعر السهم إلى أدنى مستوياته خلال 9 سنوات، ليحقق بعدها رقمًا قياسيًا هو الأقل على الإطلاق، حسب ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن).
وتستهدف حقوق الملكية مساهمي الشركة الحاليين، عبر دعوتهم لشراء المزيد من الأسهم (وفق نسبة تتناسب مع حصص كل منهم).
وتسعى أكبر شركة رياح بحرية في العالم للخروج من أزمتها المالية، ومواجهة تداعيات قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب تجاه الصناعة.
سهم أورستد
تراجع سهم أورستد الدنماركية بما يزيد عن 25% صباح اليوم، وواصل الهبوط حتى 26.8%، ثم 27.6%، ليستقر بخفض يزيد عن 29% في أدنى مستوياته منذ 2016.
وبمرور الوقت على مدار تعاملات اليوم سجّل السهم تراجعًا جديدًا عند 31.2%، ويعادل ذلك أدنى مستويات أسهم الشركة على الإطلاق بخسارة ما يقل قليلًا عن ثلث قيمتها.
وجاء الانخفاض على خلفية إعلان الشركة طرح "أسهم حقوق" للمساهمين بقيمة 60 مليار كرونة دنماركية (9.4 مليار دولارًا أميركيًا)،
(الكرونة الدنماركية = 0.16 دولارًا أميركيًا)

وسبق أن عولت شركة "أورستد" على بيع جزء من حصتها في مزرعة الرياح البحرية "صن رايز" بأميركا، إلّا أنّ تعثُّر البيع سبَّب ارتباكًا لهيكل رأس مال الشركة والإنفاق اللازم للبرامج الاستثمارية.
ورغم طرح "أسهم الحقوق"، فإن الحكومة الدنماركية تظل محتفظة بأكبر حصص بين المساهمين، حسب موقع سي إن بي سي.
وتعدّ عوائد سحب الاستثمارات من مشروع "صن رايز ويند" عنصرًا رئيسًا لمواصلة خطة عملها، ما أدى إلى رفع حاجتها إلى التمويل بقيمة 40 مليار كرونة بعد فشل بيع حصة المشروع الأميركي.
وتملك الحكومة الدنماركية 50.1% من أسهم شركة أورستد، وأقرّت بالموافقة على طرح أسهم حقوق (بقيمة تقترب من نصف القيمة السوقية للشركة)، مع احتفاظها بحصّة الأغلبية.
سيناريوهات جمع الأموال
توقّع محللون ردًا سلبيًا ضد إصدار الحقوق بوصفها خطوة مفاجئة، مُرجعين خفض سهم شركة أورستد بنسبة 30% إلى "صدمة السوق" الذي كان يترقب عوائد تتراوح بين 70 و80 مليار كرونة من بيع بعض حصص الشركة في أميركا.
وفي حال نجاح الشركة بجمع 60 مليار كرونة (من خلال طرح أسهم الحقوق)، ستغطي الشركة متطلبات التمويل الجديدة، وستوجه الفائض نحو تعزيز هيكل رأس مالها والإنفاق على مشروعات الرياح البحرية قيد التطوير حاليًا بقدرة 8.1 غيغاواط.
وأكد محللون أن لجوء أكبر شركة رياح بحرية في العالم إلى طرح أسهم الحقوق، وتعزيز رأس المال بمدفوعات جديدة من حملة الأسهم، يعدّ الخيار الوحيد في ظل الأضرار التي لحقت بالسوق في أميركا، وفق رويترز.
وتقيم شركة إكوينور النرويجية طرح "أورستد" للأسهم، بالنظر إلى امتلاك الأولى حصة قدرها 10%.
وتعتزم الشركة الدنماركية بيع الأسهم -المتبقية بعد اكتتاب المساهمين- لصالح مورغان ستانلي.
وبالتوازي مع ذلك، تضمن أكبر شركة رياح بحرية في العالم جمع تمويل يزيد على 35 مليار كرونة، عبر طرح بعض أصول طاقة الرياح في أوروبا وتايوان وبريطانيا للبيع.

تعثُّر أورستد في أميركا
تسببت الحرب التي شنّها الرئيس دونالد ترمب على قطاع الرياح بتعثُّر أورستد في أميركا، بعدما عانت الصناعة من التضخم والتكاليف وأسعار الفائدة.
وأكد الرئيس التنفيذي للشركة "راسموس إربو" أن الطرح الاستثنائي لأسهم الحقوق يتزامن مع تقلبات السوق الأميركية، والتحديات التي واجهتها سلسلة التوريد مؤخرًا.
ويفضّل مستثمرو مشروع "صن رايز ويند" -قيد التطوير حاليًا- الانسحاب، في ظل حالة عدم اليقين التي تنتاب السوق الأميركية، ما رفع متطلبات التمويل بالنسبة لشركة أورستد بقيمة 40 مليار كرونة دنماركية.
وكان ترمب قد تعهَّد خلال حملته الانتخابية بالقضاء على صناعة الرياح البحرية، لارتفاع تكلفتها وإضرارها بالحيتان والطيور.
واستهلّ الرئيس الأميركي مهام منصبه -في يناير/كانون الثاني الماضي- بتعليق عقود إيجار الرياح البرية والبحرية، منتقدًا مظهر شفرات التوربينات.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..