شهدت شبكة الكهرباء في العراق انهيارًا واسعًا، أدى إلى انقطاع الكهرباء في العاصمة بغداد وعدد من المحافظات الجنوبية والشمالية، ما أعاد للأذهان أزمات انقطاع التيار المتكررة التي تشهدها البلاد منذ سنوات.
وقالت مصادر -في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن)-، إن الاشتباه بسبب انقطاع الكهرباء في العراق، اليوم الإثنين 11 أغسطس/آب (2025)، يدور حول "عمل تخريبي متعمد".
ولفتت المصادر إلى أن العمل التخريبي المحتمل تسبَّب في خروج 5 محطات كهرباء رئيسة عن الخدمة فجأة، ما أدى إلى توقُّف منظومة الإمداد في المحافظات بشكل شبه كامل، بعد انهيار شبكة الكهرباء.
وأوضحت أن إعادة التيار إلى بغداد والمناطق المتضررة قد تستغرق ساعات، وربما حتى يوم الغد، في ظل استمرار عمليات فحص الشبكة الوطنية ومحاولات إعادة تشغيل المحطات تدريجيًا.
في الوقت نفسه، كشفت وزارة الكهرباء، في بيان قبل قليل، أن انهيار شبكة الكهرباء تسبَّب في خسارة نحو 6 آلاف ميغاواط من الشبكة، بينما تعمل فِرقُها حاليًا على إصلاح الأعطال واستعادة كامل الإنتاج.
سبب انقطاع الكهرباء في العراق
قالت مصادر، في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة، إن المؤشرات الأولية تُرجّح أن سبب انقطاع الكهرباء في العراق هو عمل تخريبي استهدف خطوط النقل، وهو ما تسبَّب في زيادة الأحمال وحدوث أعطال متتالية أخرجت 5 محطات رئيسة عن الخدمة.
وأشارت إلى أن انهيار شبكة الكهرباء طال محافظات البصرة وميسان وواسط وكركوك، إلى جانب أجزاء واسعة من بغداد، إذ انخفضت الأحمال بشكل حادّ بعد توقُّف المحطات وخروجها من منظومة التوليد.
وتُمثّل هذه المحطات العمود الفقري لمنظومة الكهرباء الوطنية، ما يجعل تعطُّلها المفاجئ ينعكس فورًا على استقرار الإمدادات في أغلب المحافظات، خاصة خلال أوقات الذروة الصيفية.
وأضافت المصادر أن فرق الصيانة الميدانية بدأت تنفيذ عمليات فحص شاملة لخطوط النقل الرئيسة، بهدف تحديد موقع الخلل وإصلاحه، وسط توقعات بأن يستمر العمل لساعات طويلة.

وأكدت المصادر أن أولويات فرق العمل تتركز حاليًا على إعادة تشغيل محطة بسماية الغازية، نظرًا لقدرتها الإنتاجية العالية وأهميتها في دعم الشبكة الوطنية، خصوصًا في العاصمة بغداد.
ووفق تقديرات الوزارة، فإن أيّ عطل شامل في الشبكة الوطنية يتطلب إجراءات فنية متسلسلة لإعادة التشغيل التدريجي، تفاديًا لحدوث انهيار جديد في الإمدادات بعد عودتها.
يشار إلى أن انهيار شبكة الكهرباء في العراق جاء بعد ساعات قليلة من تصريحات رئيس الوزراء محمد شياع السوداني حول المضي في تطوير إنتاج الكهرباء، وبناء شراكات لتأمين الغاز للمحطات.
وجاءت هذه التصريحات خلال افتتاح رئيس الوزراء وحدات جديدة في محطة بسماية الغازية الاستثمارية، بصحبة وزير الكهرباء المهندس زياد علي فاضل.
التحديات المزمنة والحلول المطروحة
يأتي انهيار شبكة الكهرباء في العراق ليعكس التحديات المزمنة التي تواجه قطاع الطاقة، إذ تعاني الشبكة من فجوة كبيرة بين الإنتاج والطلب، خاصة خلال فصول الصيف التي تشهد ذروة الاستهلاك.
ووفق وزارة الكهرباء، تبلغ القدرة الإنتاجية الحالية نحو 27 غيغاواط، بينما تشير التقديرات الرسمية إلى أن الطلب في صيف 2025 قد يصل إلى 55 غيغاواط، ما يترك فجوة ضخمة لا يمكن سدُّها إلّا بالاستيراد أو التوسع في الطاقة المتجددة.
وسبق أن أعلن العراق خطة لإضافة 12 غيغاواط من الطاقة الشمسية بحلول 2030، تشمل إنشاء محطة بقدرة 1 غيغاواط في البصرة هذا العام، في خطوة تهدف إلى تخفيف الضغط عن الشبكة الوطنية.
ومن شأن الاستثمار في الطاقة الشمسية أن يسهم في توفير جزء كبير من احتياجات البلاد، لكنه يحتاج إلى تسريع وتيرة التنفيذ وتوفير البنية التحتية اللازمة للربط بالشبكة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
كما أن تحسين كفاءة المحطات القائمة وتطوير أنظمة النقل والتوزيع يعدّ من الأولويات الملحّة، لتفادي تكرار الانهيارات الشاملة التي تُكبّد الاقتصاد خسائر فادحة وتزيد من معاناة المواطنين.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..