أخبار عاجلة

لبنان مهدد بالظلام الشامل مجددًا.. ماذا يحدث بقطاع الكهرباء؟ (تقرير)

لبنان مهدد بالظلام الشامل مجددًا.. ماذا يحدث بقطاع الكهرباء؟ (تقرير)
لبنان مهدد بالظلام الشامل مجددًا.. ماذا يحدث بقطاع الكهرباء؟ (تقرير)

على مدى الساعات الماضية، شهد لبنان انقطاعًا واسع النطاق للكهرباء، أعاد إلى الأذهان أزمة "العتمة الشاملة" التي شهدها قبل نحو عام، ما دفع وزير الطاقة والمياه، جو الصدي، إلى المطالبة بتحقيق سريع.

وبحسب تقارير طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، طالبَ الصدي، اليوم الإثنين 11 أغسطس/آب (2025)، مؤسسة كهرباء لبنان بفتح تحقيق عاجل، مع اتخاذ خطوات لعدم تكرار أزمة الانقطاع الشامل التي حدثت في 2024.

وشدد الوزير على ضرورة تحديد ما إذا كان العطل المفاجئ الذي أصاب محطة التحويل الرئيسة في معمل الذوق الحراري مجرد خلل تقني، أم أنه ارتبط بأيّ عمل تخريبي محتمل.

وتزامن انقطاع الكهرباء في لبنان مع ارتفاع درجات الحرارة ونسب الرطوبة، الأمر الذي كشف مجددًا هشاشة البنية التحتية لقطاع الكهرباء، واعتمادها على منشآت قديمة تتأثر بسهولة بالعوامل الجوية والضغط التشغيلي.

تحقيقات مبدئية تتهم الظروف المناخية

توصلت تحقيقات مبدئية أجرتها فرق تقنية إلى أن الظروف المناخية التي سبقت العطل لها دور كبير بانقطاع الكهرباء في لبنان، في حين تركزت بعض التحقيقات على مراجعة سجلات الصيانة وأداء المعدّات خلال الأسابيع الأخيرة.

وأوضحت مصادر فنية أن أعطالًا مشابهة تحدث سنويًا في فصل الصيف، لكنّ حدّتها تختلف بحسب قدرة الشبكة على الاستيعاب، وفق التقارير التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وزير الطاقة المياه اللبناني جوزيف الصدي
وزير الطاقة المياه اللبناني جوزيف الصدي

بدورها، أعلنت مؤسسة كهرباء لبنان أن الفرق الفنية باشرت فورًا أعمال الإصلاح والتبريد وإعادة ربط المجموعات الإنتاجية تدريجيًا، بما يشمل وحدات الغاز في معملَي الزهراني ودير عمار، إضافة إلى المحركات العكسية في الذوق والجية.

إلّا أن المؤسسة أكدت أن بعض الوحدات البخارية تحتاج إلى 24 ساعة لإعادة التشغيل، الأمر الذي أثار موجة قوية من الانتقادات للمؤسسة، من جانب خبراء دعوا إلى ضرورة تسريع الاستثمارات في مصادر طاقة بديلة.

ولم تؤثّر أزمة انقطاع الكهرباء الحالية في لبنان بالمنازل والمؤسسات التجارية، بل طالت مرافق حيوية مثل محطات الضخ التابعة لمؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان، ما أدى إلى انخفاض ساعات التغذية بالمياه في العاصمة بيروت والمتن الساحلي.

أسباب انقطاع الكهرباء في لبنان

أرجعت المؤسسة، في بيانها، أسباب انقطاع الكهرباء في لبنان، إلى عطل وقع نتيجة انخفاض عزل أحد عوازل جسور التوصيل في محوّل التوتر العالي بمحطة الذوق الحراري.

ووجهت المؤسسة أصابع الاتهام مباشرة إلى ارتفاع الرطوبة والحرارة في شهر أغسطس/آب الجاري 2025، مؤكدة أن هذه الظروف ترفع احتمال حدوث أعطال مماثلة.

وأدى الانقطاع الواسع إلى توقُّف مؤقت لبعض المرافق، باستثناء مطار رفيق الحريري الدولي والمرافق الحيوية التي استمرت في تلقّي التغذية الكهربائية بانتظام.

مؤسسة كهرباء لبنان
مقرّ مؤسسة كهرباء لبنان- الصورة من موقعها الإلكتروني

وأعادت المؤسسة تشغيل بعض الوحدات الصغيرة خلال الساعات الأولى من الصيانة، إذ عملت فرق الصيانة على مدار الساعة لإصلاح الخلل، مع تنفيذ إجراءات التبريد لتقليل الضغط الحراري على المعدّات.

وشملت الجهود إعادة تشغيل الوحدات الغازية قبل الوحدات البخارية الأكبر حجمًا، لضمان توفير الحد الأدنى من الطاقة، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

في الوقت نفسه، حذّرت مؤسسة كهرباء لبنان من أن الانقطاعات قد تتكرر في حال استمرار درجات الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية، خاصة مع محدودية كميات المحروقات اللازمة لتشغيل المعامل بكامل طاقتها.

وطمأنت المؤسسة المواطنين بأنها ستبذل أقصى الجهود للحفاظ على استقرار الشبكة، مؤكدةً أن الأولوية في إعادة التغذية ستُعطى للمرافق الصحية والمياه، ثم المناطق السكنية الأكثر تضررًا، للحدّ من التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية للأزمة.

مراجعة شاملة للسجلات

كشفت مصادر في وزارة الطاقة اللبنانية أن التحقيقات التي طالبَ بها الوزير ستتضمن مراجعة شاملة لسجلات التشغيل والصيانة، مع احتمال الاستعانة بخبراء خارجيين لتقييم حالة المحطات.

وشدد على أن هذه الخطوة ضرورية لتحديد الإجراءات الوقائية المستقبلية، لا سيما أن أعمال الصيانة الجذرية تتطلب ميزانيات ضخمة واستثمارات طويلة الأمد، وهو ما يصعب تحقيقه في ظل الأوضاع المالية الراهنة.

وأدى انقطاع الكهرباء إلى تداعيات مباشرة على حياة المواطنين، إذ شهدت بعض المناطق انقطاعًا متزامنًا للمياه، ما ضاعف من معاناة السكان خلال موجة الحر في أغسطس/آب 2025.

ودفع هذا الوضع المؤسسات الخدمية إلى مطالبة الأهالي بترشيد الاستهلاك، بينما تضررت المؤسسات التجارية والصناعية أيضًا، إذ اضطرت إلى الاعتماد على المولدات الخاصة بتكلفة مرتفعة، وهو ما انعكس على أسعار المنتجات والخدمات.

في الوقت نفسه، أوقفت بعض الورش والمصانع الصغيرة الإنتاج مؤقتًا لتجنُّب الخسائر، في ظل تحذيرات من أن استمرار الأزمات الكهربائية سيزيد من هجرة الكفاءات، ويؤثّر سلبًا في جذب الاستثمارات، خاصة للقطاعات التي تعتمد على طاقة مستقرة ومنخفضة التكلفة.

بالتزامن مع ذلك، يطالب خبراء بإصلاح قطاع الكهرباء في لبنان، وتحديث معامل الإنتاج، وإدخال مصادر الطاقة المتجددة ضمن المزيج الوطني، لتقليل الاعتماد على المحروقات المستوردة، مع ضرورة تبنّي خطة عاجلة.

كما تُركز الدعوات على إنشاء صندوق تمويل دولي لإعادة تأهيل البنية التحتية للكهرباء، على غرار ما جرى في دول واجهت أزمات مشابهة، وهو ما يتطلب استقرارًا سياسيًا يسهم في تعزيز ثقة المستثمرين.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق المؤسسات تستحوذ على 53.85% من ودائع مصرف أبو ظبي الإسلامي بنهاية يونيو 2025
التالى سعر ومواصفات هاتف انفنيكس نوت 50 برو في مصر