اقترح مجلس المباني الخضراء في المملكة المتحدة اتّباع نهج في المنازل البريطانية الجديدة يعتمد على الأشجار، ويُسمى (3:30:300)، ويهدف لمكافحة حرارة الصيف المتزايدة، المتوقع استمرارها خلال السنوات المُقبلة، في ضوء أزمة تغير المناخ المتفاقمة.
كما يرى المجلس ضرورة وضع معايير محددة للمباني الجديدة في المملكة المتحدة، تعمل على تجهيز المنازل لوضع ارتفاع الحرارة في الصيف الذي سيصبح معتادًا، والجفاف أيضًا، مثل إعادة استعمال مياه الاستحمام، وفق تفاصيل تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتشهد بريطانيا ارتفاعًا في درجة حرارة الصيف؛ ما قد يؤثّر سلبًا في عادات الحياة اليومية للمواطنين داخل منازلهم، وقد تُسبّب صعوبات تحول دون قدرتهم حتى على النوم الهادئ، خاصة في ظل توقعات بمواصلة الحرارة الارتفاع خلال الأعوام الـ12 المقبلة.
وعاش البريطانيون صيفًا حارًا استثنائيًا في 2022، حيث تجاوزت الحرارة الـ40 درجة مئوية، لكن ما كان استثنائيًا قبل 3 سنوات، سيصبح معتادًا خلال الأعوام المقبلة، وفق الخبراء.
وقال الرئيس التنفيذي لمجلس المباني الخضراء في المملكة المتحدة سيمون ماكويرتر: "الحقيقة الواضحة أن تغير المناخ يتحرك ليصبح أكثر صعوبة، والطقس الحار يزحف على بلادنا".
وأضاف: "درجة حرارة 28 مئوية باتت عادية داخل منازل مناطق عدة في المملكة المتحدة، منها العاصمة لندن، وجنوب شرق البلاد، ويبدو أن ذلك مستمر خلال العقود المقبلة".
ما خطة المباني الخضراء في المملكة المتحدة 3:30:300؟
رغم ارتفاع الحرارة في بريطانيا، وتوقعات استمرار هذا النمط من الطقس، فإن استعدادات الحكومة فقيرة ومحدودة، وفق الرئيس التنفيذي لمجلس المباني الخضراء في المملكة المتحدة، سيمون ماكويرتر.
وكثيرًا ما سلّط مستشارو الحكومة الضوء على نقص مجهودات الطوارئ لتوفير البنية التحتية في كل المجالات، بما فيها المياه والنقل وشبكات الأنترنت ونسيج المباني.
وقال ماكويرتر: "إنه حتى في المباني الجديدة، لا نراعي معايير التكيف مع ارتفاع حرارة الطقس الحالية، وليس هناك أيّ اهتمام بالزيادة المتوقعة".
وتابع قائلًا: "يرجع ذلك جزئيًا إلى بناء المنازل نفسها، التي تحتاج إلى تهوية جيدة من خلال تدفُّق الهواء الذي يبّرد الغرف، بنوافذ ومصاريع خارجية جيدة التصميم، ودهان عاكس على الأسطح أو الأسطح الخارجية للجدران، وينبغي أن تتّسم المنازل أيضًا بكفاءة عالية في استعمال المياه، فتتمكن من إعادة تدوير مياه الاستحمام لتُستعمل في المراحيض أو الحدائق المائية، لمواجهة آثار الجفاف".
ويحثّ المجلس على تبريد المنازل من الخارج بظل الأشجار عبر اتّباع خطة أو نهج 3:30:300، التي تعني أن المواطن يستطيع رؤية 3 شجرات من منزله، وأن يحظى المنزل الواحد بنحو 30% من ظل يغطيه من أشجار الحي الذي يقع فيه، ولا يبعد بأكثر من 300 متر عن حديقة عامة.

وعد متكرر
قال الرئيس التنفيذي لمجلس المباني الخضراء في المملكة المتحدة، سيمون ماكويرتر، إن وعودًا متكررة بتوفير قواعد جديدة لبناء منازل تتكيف مع ظواهر تغير المناخ انطلقت من الحكومات المتعاقبة خلال عقدين، لكن لم توفِّ بها أيّ حكومة حتى الآن.
وانطلق أول وعد من حكومة حزب العمال في 2008، لكن حكومة المحافظين ألغت القرار في 2015، ثم تكرر الوعد بعد سنوات، وتأجَّل تنفيذه، وخلال الخريف الماضي، أصدرت الحكومة الحالية بقيادة كير ستارمر معايير ما يُعرف بـ"منازل المستقبل"، التي يبدأ تطبيقها في 2027.
وتبدأ بريطانيا تطبيق قانون "منازل المستقبل" في 2027، لكن الرئيس التنفيذي لمجلس المباني الخضراء في المملكة المتحدة، سيمون ماكويرتر، يرى أن القانون لا يعالج تحديًا جديدًا يواجه البلاد جراء ارتفاع حرارة الصيف المتواصلة، إذ يتركز في ترشيد وكفاءة استهلاك الطاقة وخفض قيمة الفواتير.
ويرى ماكويرتر أن التركيز دائمًا ما كان ينصبّ على تدفئة المنازل في الشتاء ومنع تسرب الدفء إلى الخارج.
غير أن الرئيس التنفيذي لاتحاد بناة المنازل، ستيف تيرنر، ينظر إلى نقطة ضوء في التشريع الجديد، إذ قال: "لحسن الحظ فإن عزل المنازل للاحتفاظ بالدفء سيمنع دخول الحرارة صيفًا إلى المنازل؛ لذلك يجب عزل المنازل بصورة مثالية يجعل العيش فيها أكثر راحة، مقارنة بالمنازل القديمة".
ويدعم مجلس المباني الخضراء في المملكة المتحدة مقترحًا تدرسه حكومة حزب العمال حاليًا، ولأول مرة، بالسماح بتركيب مكيفات الهواء، الذي تعتمد عليه عادة البلدان ذات الطقس الحار، لكن هذا الأمر قد يثير نشطاء المناخ، لأنه يمثّل انحرافًا عن سياسات المناخ.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
المنازل الساخنة: ما أسباب عدم تجهيز المنازل البريطانية لمواجهة أزمة تغير المناخ؟ من الغارديان