تحولت أسعار النفط للارتفاع خلال تعاملات اليوم الإثنين 11 أغسطس/آب (2025) في محاولة لتعويض جزء من الخسائر التي لحقت بها الأسبوع الماضي.
يأتي ذلك مع ترقُّب المستثمرين نتائج المحادثات بين الولايات المتحدة وروسيا، في وقت لاحق من هذا الأسبوع، بشأن الحرب في أوكرانيا.
وارتفعت التوقعات بشأن إمكان إنهاء العقوبات التي حدّت من إمدادات النفط الروسي إلى الأسواق العالمية، بعد أن قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إنه سيلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم 15 أغسطس/آب في ألاسكا؛ للتفاوض على إنهاء الحرب في أوكرانيا.
وكانت أسعار النفط قد أنهت تعاملاتها، يوم الجمعة 8 أغسطس/آب، على تباين بعد 6 جلسات من الخسائر المتواصلة، وسط مخاوف من ركود اقتصادي يهدد الطلب عالميًا.
أسعار النفط اليوم
بحلول الساعة 01:21 مساءً بتوقيت غرينتش (04:21 مساءً بتوقيت مكة المكرمة)، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم أكتوبر/تشرين الأول 2025، بنسبة 0.50%، لتصل إلى 66.92 دولارًا للبرميل.
وزادت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم سبتمبر/أيلول 2025، بنسبة 0.52%، لتصل إلى 64.21 دولارًا للبرميل، بحسب الأرقام التي تتابعها لحظيًا منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وسجّل الخامان القياسيان (برنت وغرب تكساس الوسيط) خلال الأسبوع الماضي خسائر بنحو 4.4% و5.1% على التوالي، وسط تحركات من الولايات المتحدة لفرض عقوبات ثانوية، بما في ذلك عقوبات محتملة على الصين، للضغط على موسكو لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وتراجعت أسعار النفط في الأيام الأخيرة مع خفض المشاركين في السوق تقديرات انقطاع الإمدادات، ويرجع ذلك على الأرجح إلى أن الولايات المتحدة فرضت تعرفات جمركية إضافية على الهند فقط، وليس على جميع مشتري النفط الروسي.
خفض بنك يو بي إس (UBS) توقعات سعر خام برنت بنهاية العام من 68 دولارًا للبرميل إلى 62 دولارًا، مشيرًا إلى زيادة المعروض من أميركا الجنوبية ومرونة الإنتاج من الدول الخاضعة للعقوبات.
وأضاف البنك السويسري أن الطلب الهندي لم يرقَ إلى مستوى توقعاته مؤخرًا، وأنه يتوقع أن تُوقف أوبك+ زيادات إنتاجها ما لم تظهر اضطرابات أكبر غير متوقعة في الإمدادات.

تحليل أسعار النفط
قالت مؤسسة شركة إس إس ويلث ستريت للأبحاث -ومقرّها نيودلهي-، سوغاندا ساشديفا: "إذا تعثرت محادثات السلام واستمر الصراع، فقد يتحول السوق بسرعة إلى اتجاه صعودي؛ ما قد يؤدي إلى ارتفاع حادّ في أسعار النفط".
وتأتي المحادثات في أعقاب تزايُد الضغوط الأميركية على روسيا؛ ما يزيد من احتمال تشديد العقوبات على موسكو في حال عدم التوصل إلى اتفاق سلام.
وحدَّد ترمب يوم الجمعة الماضي موعدًا نهائيًا لروسيا، التي غزت أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، للموافقة على السلام، وإلّا سيواجه مشترو النفط منها عقوبات ثانوية، وفي الوقت نفسه، تضغط واشنطن على الهند لخفض مشترياتها من النفط الروسي.
وقدّرت شركة إنرجي أسبكت الاستشارية أن مصافي التكرير الهندية قد اشترت ما مجموعه 5 ملايين برميل من خام غرب تكساس الوسيط لتحميلات أغسطس/آب، مع إمكان زيادة قدرها 5 ملايين برميل إضافية تبعًا لنتائج المناقصات، و5 ملايين برميل لتحميلات سبتمبر/أيلول.
وأفادت إنرجي أسبكتس بأن فرص موازنة خام غرب تكساس الوسيط إلى آسيا ما تزال قائمة، ويبدو أن الهند ستواصل امتصاص الخام الأميركي في الوقت الحالي.
ومن المتوقع أن تؤثّر الرسوم الجمركية المرتفعة -التي فرضها ترمب على الواردات من عشرات الدول، والتي دخلت حيز التنفيذ يوم الخميس- في النشاط الاقتصادي، إذ تفرض تغييرات على سلاسل التوريد، وتؤدي إلى ارتفاع التضخم.
وقالت ساشديفا: "سيتوقف الاتجاه على المدى القريب على العديد من الأحداث الرئيسة، بما في ذلك اجتماع 15 أغسطس/آب بين الرئيسين الأميركي والروسي، والخطابات المرتقبة لمسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، وإصدار بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأميركي".
وبشكل منفصل، أظهرت بيانات من المكتب الوطني للإحصاء يوم السبت أن أسعار المنتجين في الصين انخفضت أكثر من المتوقع في يوليو/تموز، في حين ظلّت أسعار المستهلك مستقرة؛ ما يسلّط الضوء على مدى تأثير ضعف الطلب المحلي وعدم اليقين التجاري المستمر في معنويات المستهلكين والشركات.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر..