أكد الباحث والكاتب السياسي اللبناني فادي بودية أن الجيش اللبناني يتمتع بكفاءة وطنية عالية ويؤدي دورًا محوريًا في حفظ الأمن، لكنه يعاني من عوائق سياسية وعسكرية تحدّ من قدرته على مواجهة التحديات، وعلى رأسها الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة.
وقال بودية، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام لبنانية، إن "الجيش اللبناني جيش وطني بكل ما للكلمة من معنى، ضباطه وجنوده يملكون عقيدة وطنية صلبة، لكن مشكلته الأساسية تكمن في غياب القرار السياسي المستقل الذي يتيح له العمل بحرية"، مشيرًا إلى أن الجيش "لا يملك السلاح الكافي للدفاع عن لبنان، كما أنه يتعرض لضغوط وأجندات تمنعه من أداء واجبه الكامل في كثير من المحطات".
وأضاف أن الجيش يؤدي دورًا مهمًا على الحدود الشرقية والشمالية، وفي مكافحة الإرهاب والكشف عن الخلايا التخريبية، لكن "هذا لا يكفي، إذ لا يزال عاجزًا عن الرد على الاعتداءات الإسرائيلية التي طالت حتى مراكزه".
وفي سياق آخر، حذر بودية من التداعيات المتفاقمة لأزمة النزوح السوري، معتبرًا أن "لبنان يواجه اليوم خطرًا ديموغرافيًا وأمنيًا غير مسبوق بسبب تضاعف أعداد النازحين"، مؤكدًا أن عددهم بات يقارب عدد سكان لبنان.
وتساءل: "هل يمكن للبنان أن ينهض بأربعة ملايين نازح؟ هل يمكن أن يعيش بلدٌ في ظل وجود قنابل موقوتة من أسلحة وذخائر تكشفها القوى الأمنية بشكل شبه يومي في بعض مخيمات النازحين؟ ما الحاجة إلى هذه الترسانات لدى من يفترض أنهم فارّون من الحرب؟".
وأشار إلى أن "النازحين السابقين رفضوا العودة في عهد الرئيس السوري بشار الأسد، وها هم اليوم، بعد قدوم موجة جديدة هربًا من النظام الجديد بقيادة الجولاني، يرفضون العودة أيضًا"، متهما الأمم المتحدة بـ"التدخل لمنع عودتهم، من خلال الضغوط على المسؤولين اللبنانيين".
وفيما يخص الطروحات التي تتحدث عن "ضم لبنان إلى سوريا"، وصفها بودية بأنها "هرطقة جغرافية وديموغرافية"، مؤكدًا أنها تهدف إلى تهديد لبنان بتقسيم جديد يخدم مصالح خارجية.
وشدد على أن "هذه الفكرة لا تستند لأي منطق واقعي أو سياسي، وتستند فقط إلى رهانات على المشروع الأميركي-الإسرائيلي في المنطقة، الذي لم يحقق أهدافه حتى الآن".