تغير المناخ يهدد إنتاج طاقة الرياح.. وخسائر في أستراليا والمجر

كشفت دراسة حديثة النقاب عن آثار خطيرة لظاهرة تغير المناخ في حجم إنتاج الكهرباء من طاقة الرياح، بما يهدّد مسيرة التحول الأخضر الرامية لخفض الانبعاثات.

وعلى نحو خاص، سيصبح نصف الكرة الشمالي ومنطقة خطوط العرض الوسطى أكثر عُرضة لاستمرار أوقات انخفاض هبوب الرياح بنسبة 15% بحلول عام 2100.

وفي سياق متصل، هطلت ثلوج بكميات كبيرة في شرق أستراليا في حدث بيئي غير عادي، على حدّ وصف إحدى خبيرات الأرصاد، كما تسبَّبت الفيضانات في قطع الكهرباء وفقدان شابة عشرينية.

وفي جنوب المجر، يعاني فلّاحو منطقة زراعية رئيسة من آثار الجفاف الشديد للتربة؛ ما أضرّ بإنتاج المحاصيل ودفعَ المزارعين للتفكير في الانتقال أو تغيير مجال العمل.

تغير المناخ وإنتاج طاقة الرياح

حذّرت دراسة حديثة من أنّ تغير المناخ سيؤدي إلى زيادة طول أوقات انخفاض هبوب الرياح الناتجة عن تغير المناخ؛ بما يهدد حجم إنتاج الكهرباء النظيفة من أحد أهم مصادر الطاقة النظيفة وأمن الطاقة العالمي.

وفي حالة سيناريو الاحتباس الحراري المعتدل، قد تطول تلك الأوقات لمدد أطول بنسبة 15%، وذلك بحلول نهاية القرن الجاري عام 2100، في معظم بلدان نصف الكرة الشمالي ومنطقة خطوط العرض الوسطى.

وبالفعل، رصدَ معدّو الدراسة التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة في موقع "كربون بريف" حالات "جفاف الرياح" في أوروبا والولايات المتحدة وشمال شرق الصين واليابان والهند.

تستهدف الدراسة بحث تأثير تغير المناخ في طول وتواتر أوقات انخفاض هبوب الرياح، ويُحذّر معدّوها من تهديد أمن طاقة الرياح عالميًا.

ورغم أن الظاهرة لا تُنذر بنهاية طاقة الرياح، فإن دراسة تلك الآثار في إنتاج كهرباء طاقة الرياح قد تساعد في الاستعداد للآثار الخطيرة لتلك الأوقات الطويلة، وتخفيف وطأتها، والتصدي للتحديات المستقبلية.

ولتقليل الآثار المتوقعة في إمدادات الكهرباء العالمية، يمكن تنويع مصادر الطاقة المتجددة لتشمل -إلى جانب طاقة الرياح- الطاقة الشمسية والكهرومائية والنووية مع بطاريات تخزين الكهرباء.

يُشار هنا إلى ان طاقة الرياح حققت خلال العام الماضي (2024) رقمًا قياسيًا بإضافة 117 غيغاواط، موزعة بين 109 غيغاواط للرياح البرية، و8 غيغاواط للرياح البحرية، ليصل إجمالي السعة التراكمية عالميًا إلى 1136 غيغاواط.

آثار تغير المناخ في أستراليا

غطّى العديد من مدن شرق أستراليا أكثر طبقات الثلوج كثافة منذ عقود، لتصل إلى 40 سنتيمترًا أو 16 إنشًا في ولاية نيو ساوث ويلز، وذلك خلال عطلة نهاية الأسبوع؛ بسبب موجة باردة هي الأعنف منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي.

كما تسببت الظواهر المناخية المتطرفة الناتجة عن تغير المناخ في حدوث فيضانات جرفت سيارة بداخلها راكبة في العشرينيات من عمرها، وانقطاع الكهرباء عن عشرات الآلاف من المنازل، ودمّرت العواصف أبنية.

وأدى تراكم الثلوج -أيضًا- بولاية كوينزلاند للمرة الأولى في 10 سنوات إلى وقوع أكثر من 1445 حادثة، وحصار أكثر من 100 مركبة على الطرق الرئيسة.

وتقول خبيرة الأرصاد المحلية مريام برادبري، إنّ تغير المناخ جعل طقس أستراليا أكثر تقلبًا في السنوات الأخيرة، وسجّل التاريخ وقوع حوادث مناخية، لكن الاستثناء هذه المرة هو كمية الثلوج التي تساقطت، ورقعة انتشارها، حيث غطت مساحة كبيرة من الهضاب الشمالية.

وفي جنوب المجر، يعاني فلّاحو منطقة زراعية رئيسة من آثار الجفاف الشديد الذي تسبَّب في تراجع إنتاج المحاصيل وخفض مستويات المياه الجوفية.

وفي ضوء تلك، يدرس بعضهم البحث عن فرص عمل بديلة أو الانتقال من المنطقة الواقعة بين نهري الدانوب وتيسا والمنتجة للذرة والحبوب وبذور دوّار الشمس.

ويحذّر العلماء من أن ارتفاع درجات الحرارة وعدم كفاية الأمطار يهددان صلاحية المنطقة المهمة لقطاع الزراعة، كما قالت السلطات، إن منطقة وسط المجر أصبحت جافة بشكل خطير رغم هطول أمطار مؤخرًا؛ ما أدى إلى تضرُّر إنتاج المحاصيل الصيفية بشدّة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

1. دراسة حول تأثير تغير المناخ في إنتاج طاقة الرياح، من منصة "كربون بريف"
2. ثلوج نادرة تغطي مدنًا في وسط أستراليا، من وكالة رويترز
3. مزارعون يفكرون في ترك منطقة بوسط المجر، من وكالة رويترز