
كيرلس , تحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يوم 2 من أغسطس ذكرى ميلاد البابا كيرلس السادس، البطريرك الـ116 في تاريخ الكنيسة، والذي يُعد من أكثر الشخصيات الروحية تأثيرًا في العصر الحديث. ولد في يوم 2 من أغسطس 1902 في مدينه دمنهور، وكان إسمه عازر منذ شبابه كان ميال إلى الحياة الروحية، وقام بتكريس وقته للعبادة قبل حتى أن يلتحق بالدير رسميا ، حيث قضى أكثر من خمس سنوات يمارس الحياة النسكية.


في يوليو 1927، قرر ترك عمله والانخراط في سلك الرهبنة، فتوجّه إلى دير البراموس في وادي النطرون، وكان ذلك خلال حبرية البابا كيرلس الخامس. خضع إلى فترة اختيار، ثم زكاه الرهبان ليصير راهبًا، وسيم باسم “الراهب مينا البراموسي” فى 24 فبراير 1928. وفى 1931، تم رسامته قس ، ودرس بعدها في كلية اللاهوت بحلوان لوقت قصير .

حياة الوحدة والخدمة لقداسة البابا كيرلس السادس في أماكن متفرقة
رغم اختياره للخدمة الأسقفية، فضّل الراهب مينا العزلة والوحدة، فهرب إلى دير الأنبا شنودة في سوهاج ليتجنب هذا المسار، وأبدى رغبته الصادقة في التوحد بعيدًا عن الأضواء. سمح له البابا بتحقيق هذه الرغبة، فعاش في مغارة معزولة تبعد ساعة سيرًا عن دير البراموس، وكان تحت إشراف القمص عبد المسيح المسعودي، أحد الرهبان المشهورين بالتقوى.
وفي عام 1936، انتقل إلى طاحونة مهجورة في منطقة مصر القديمة، وهناك استقر ليعيش في عزلة شبه تامة، يقيم القداسات يوميًا ويتعبد في صمت. وفي عام 1941، تولّى رئاسة دير الأنبا صموئيل المعترف بجبل القلمون، حيث أعاد تعميره، جدد الكنيسة، وشيد مساكن للرهبان، كما كان معلمًا ومُرشدًا لعدد كبير من الرهبان الذين صار بعضهم شخصيات بارزة في الحياة الروحية لاحقًا.

حادثة طرد البابا كيرلس السادس من الدير وبداية جديدة في كنيسة الملاك
في عام 1936، شهد دير البراموس حادثة أثّرت بشكل كبير على مسيرة الراهب مينا. في ليلة جمعة ختام الصوم، نشب خلاف بين عدد من شيوخ الدير ورئيسه. صادف ذلك نزول الراهب مينا من المغارة، وحاول التدخل لحل النزاع، لكن محاولاته لم تُكلل بالنجاح. نتيجة لذلك، تم طرده مع ستة من الرهبان الآخرين، فاختار أن يغادر معهم بدافع التضامن والخدمة.
انتقلوا إلى كنيسة “الملاك ميخائيل” في مصر القديمة، وهناك استقروا لبعض الوقت. وبعد فترة، سمح البطريرك بعودتهم إلى الدير، مما دلّ على أن الخلاف لم يكن كبيرًا في نظر الكنيسة. إلا أن الراهب مينا طلب الإذن بالبقاء في الكنيسة التي أحبها، وهو ما وافق عليه البابا. كانت هذه الخطوة بداية فصل جديد من التأمل والخدمة الروحية التي قادت لاحقًا إلى اختياره بابا للإسكندرية عام 1959.