الدولار الأمريكي يتراجع أمام الين وسط تفاؤل تجاري وضبابية سياسية في اليابان

الين الياباني

شهد الدولار الأمريكي تراجعًا أمام الين الياباني اليوم الأربعاء، في وقت ارتفع فيه مقابل الفرنك السويسري واليورو، وسط تباين بين التفاؤل حيال اتفاق تجاري محتمل وحالة عدم اليقين السياسي في اليابان.

الدولار الأمريكي

كان الدولار قد ارتفع أمام الفرنك بنسبة 0.24%، ليصل إلى 0.79425، مع تقدم مؤشرات وول ستريت وارتفاع عائدات سندات الخزانة الأمريكية، أما مقابل الين، فقد وصل إلى أدنى مستوى منذ 11 يوليو عند 146.20 ين، قبل أن يتعافى قليلاً إلى 146.565 ين، بعد تداول تقارير تفيد بأن رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا يدرس الاستقالة عقب خسارته في انتخابات مجلس الشيوخ، ونفى إيشيبا هذه التقارير واصفًا إياها بأنها "لا أساس لها من الصحة".

وقال خوان بيريز، المدير الأول للتداول في "مونيكس يو إس إيه"، إن المخاوف السياسية هي المحفّز الرئيسي لتحرك زوج الدولار/ين، مشيرًا إلى الضغوط المتزايدة على إيشيبا.

حرب الرسوم الجمركية

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثلاثاء اتفاقًا تجاريًا مع اليابان، يشمل خفض الرسوم الجمركية على السيارات من اليابان إلى 15%، مقابل حزمة استثمارية وإنشائية تبلغ 550 مليار دولار تصب في الاقتصاد الأمريكي، مما انعكس إيجابيًا على الدولار، رغم سؤال الأسواق حول مدى دوام هذه التعريفات كأداة ضغط في مفاوضات مستقبلية.

وعلى خلفية تصريحات دبلوماسيين، فإن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يزوران اتفاقًا مشابهًا بنسبة تعريفات جمركية تبلغ 15%، مما أعطى زخماً لإجى اليورو بارتفاعه الأخير حينما تجاوز 1.17625 دولار، صافيًا مكسبًا طفيفًا نسبته 0.08%، وفقًا لرويترز.

على صعيد العملات الأخرى، استقر الجنيه الإسترليني عند 1.35690 دولار بارتفاع 0.26%، فيما حقق الدولار الأسترالي أعلى مستوى له منذ ثمانية أشهر بزيادة 0.4%، ليبلغ 0.6584 دولار.

التعريفات الجمركية الجديدة 

في الأساس الاقتصادي، ما زالت الأسواق تواصل مسارها نحو فرض تعريفات جديدة بحلول الأول من أغسطس، مما أبقى المستثمرين في حالة ترقب، خاصة وأن مؤشر الدولار الكلي هبط بنسبة 0.14% إلى 97.33، ليتابع خسارته للجلسة الرابعة على التوالي.

وعن تأثير الرسوم على الدولار، قال جيف يونج، رئيس استراتيجية الاستثمار في PGIM Quantitative Solutions: "السوق يتوقع نسبة تعريفات معينة تقارب 10%، وقد تم تسعيرها بشكل كبير، لذا فإن الانعكاسات على الدولار تبدو مدمجة ضمن النظرة الكلية للسوق، ويصعب فصلها عن عوامل أخرى أثرت بالفعل في العملة".

وبرز التوتر بين الزخم التجاري المتوقع والتقلبات السياسية في اليابان كعاملين أساسين أعادا تشكيل المشهد الديناميكي لسوق العملات العالمي.