في زمنٍ كانت فيه العلمنة تزداد بسرعة، وقف البابا لاون الثالث عشر كحارس للإيمان الكاثوليكي، كاتبًا واحدة من أعظم الصلوات التي لا تزال تُتلى حتى اليوم دفاعًا عن الكنيسة.
ميلاد البابا لاون الثالث عشر ومسيرته إلى البابوية
وُلد فينتشنزو جواكينو بيتشي في 2 مارس 1810 في كاربينيتو رومانو بإيطاليا. عُرف لاحقًا باسم البابا لاون الثالث عشر، وانتُخب بابا للكنيسة الكاثوليكية في 20 فبراير 1878، ليصبح الحبر الأعظم رقم 256 في تاريخ الكنيسة. استمرت حبريته لمدة 25 عامًا حتى وفاته في عام 1903.
رؤية مرعبة وولادة الصلاة الأقوى
في عام 1884، وبعد قداس خاص، شهد البابا رؤية روحية مذهلة: سمع حوارًا بين يسوع والشيطان، طلب فيه إبليس أن يُمنح قرنًا من الزمان ليُجرب الأرض ويدمر الكنيسة، فوافق يسوع على ذلك. هذه الرؤية أثّرت بالبابا بشكل عميق، فسارع إلى كتابة صلاة خاصة للقديس ميخائيل رئيس الملائكة، طالبًا حمايته من قوى الشر.
صلاة القديس ميخائيل.. درع روحي للأجيال
أمر البابا بأن تُتلى هذه الصلاة في نهاية كل قداس حول العالم. تبدأ بكلمات: “يا رئيس الملائكة ميخائيل، دافع عنا في المعركة…”، وأصبحت مع مرور الزمن واحدة من أكثر الصلوات شيوعًا في الكنيسة الكاثوليكية، خاصة في أوقات التجارب الروحية الشديدة.
مدافع عن الفقراء ومعارض للرأسمالية المتوحشة والشيوعية
أصدر البابا لاون الثالث عشر الرسالة العامة الشهيرة Rerum Novarum عام 1891، والتي أرست أسس العقيدة الاجتماعية للكنيسة، مدافعًا عن حقوق العمال ومندّدًا بكل من الشيوعية والرأسمالية الجشعة.
تكريس للقديسة مريم والترويج للوردية
كان البابا لاون الثالث عشر مريميًا بامتياز، وكتب العديد من الرسائل التي تحث على تلاوة الوردية، مؤمنًا بقوتها الروحية في حفظ الإيمان ومجابهة الشر.
وفاته البابا لاون
توفي البابا لاون الثالث عشر في 20 يوليو 1903 في القصر الرسولي بالفاتيكان، ودُفن في بازيليك القديس يوحنا اللاتراني. لا تزال صلاته للقديس ميخائيل تُتلى في الكنائس والمنازل، وتُعد من أقوى رموز المقاومة الروحية ضد الشر.
في كلمات خالدة.. الإيمان والصلاة هما السلاح
في عالم تزداد فيه التحديات الروحية، يبقى إرث البابا لاون الثالث عشر حيًا، يذكّرنا بأن الإيمان والصلاة والوفاء للمسيح هي الأسلحة التي لا تُقهر.