تركيا بدون "PPK".. حزب العمال الكردستاني يُعلن رسميا حل نفسه ونزع السلاح وإنهاء الحرب

حزب العمال الكردستاني

بعد قرابة شهرين ونصف مرت على دعوة زعيم حزب العمال الكردستاني "عبدالله أوجلان" بحل الحزب ونزع السلاح, وبعد عقد المؤتمر الـ 12 لقيادات الحزب خلال الأيام الماضية, قررت قيادة الحزب الكردستاني PKK رسمياً اليوم الإثنين, حل الحزب وإنهاء الصراح المسلّح مع تركيا وتفكيك سلاح الحزب, كما نشرت القيادة قرارات المؤتمرات الأخيرة للحزب التي تمت في الفترة من 5 وحتى 7 مايو الجاري. وفقا لوسائل إعلام تركية وكردية

حزب العمال الكردستاني

ونشرت قيادة حزب العمال الكردستاني بيان مطول يشمل قرارات هامة من بينها:

- حزب العمال الكردستاني يعلن رسميا حلّ نفسه، وانتهاء الصراع المسلّح، والتخلي عن السلاح.

- لأجل إيماننا بالديمقراطية الكردية، فإن الأحزاب السياسية الكردية، ستلتزم بما عليها من واجبات ومهام ومسؤوليات.

- ندعو لتعزيز مبدأ الأخوّة الكردية التركية.

- ندعو الجميع للمشاركة في مرحلة السلام الجديدة.

- ندعو إلى إعادة تأسيس وضبط العلاقات التركية - الكردية.

- شعبنا سيفهم قرار حلّ الحزب وإنهاء الكفاح المسلح أكثر من أي طرف آخر.

التحول الى النضال السياسي

وأضاف البيان: " ولتأكيد القيادة على وقف الأعمال التي كانت تُمارس لعقود باسم حزب العمال PKK"، رأى مؤتمر أن "نضال الحزب قد كسر سياسات الإنكار والإبادة المفروضة على شعبنا، وأوصل القضية الكوردية إلى مرحلة قابلة للحل عبر السياسة الديمقراطية، وبهذا أكمل مهمته التاريخية", وفي هذا الإطار، اتخذ المؤتمر الأخير قرار حلّ البنية التنظيمية للحزب وإنهاء الصراع المسلح، على أن تتم إدارة وتنفيذ عملية التطبيق من قبل القائد عبد الله أوجلان، منهيا بذلك الأنشطة التي كانت تُمارس تحت اسم PKK".

حزب العمال الكردستاني

وتابع البيان: "تلك القرارات التي اتُخذت في المؤتمر الـ 12 للحزب ، تمثل تحولا جذريا إلى النضال السياسي الديمقراطي، وستعزز مبدأ الحرية والمساواة بين أبناء الشعب, كما تدعم مشاركة الطبقات الفقيرة والكادحة، وجميع الطوائف الدينية، والنساء، والشباب، والعمال، والفلاحين، وكل الشرائح المهمشة عن السلطة،  في الدفاع عن حقوقهم وبناء الحياة المشتركة في بيئة عادلة وديمقراطية", 

كما أكد بيان الحزب أن قرار المؤتمر الأخير بشأن حل حزب العمال الكردستاني يمثل أرضية صلبة للسلام الدائم والحلّ الديمقراطي, كما أشار الى أن تنفيذ ذلك القرارات يقتضي أن يُمنح القائد "أوجلان" حق إدارة وتوجيه المرحلة القادمة، وأن تعترف تركيا بحقّه في العمل السياسي، وأن تُوفّر ضمانات قانونية شاملة, لافتا إلى أن من المهم في هذه المرحلة أن يتحمّل البرلمان التركي مسؤوليته التاريخية.

العدالة والتنمية: "تركيا خالية من الإرهاب"

وتعليقا على قرار حل الحزب الكردستاني, قال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية التركي، "عمر تشليك": إن "قرار تنظيم PKK الإرهابي بحل نفسه ونزع سلاحه بعد دعوة زعيمه "أوجلان" خطوة مهمة لتحقيق هدف تركيا خالية من الإرهاب".

 وأضاف: "سيؤدي ذلك القرار إلى غلق كل فروعه وامتداداته وهياكله غير الشرعية, وستكون نقطة تحول حاسمة". كما أكد المتحدث أن "العدالة والتنمية" سيتابع المؤسسات الحكومية العملية بشكل ميداني وسيتم عرض مراحلها على الرئيس أردوغان مباشرة.

عبدالله أوجلان - زعيم حزب العمال الكردستاني

أوجلان.. الزعيم المسجون

وكان زعيم الحزب الكردستاني التركي "عبد الله أوجلان" دعا نهاية فبراير الماضي الى حل الحزب وإلقاء السلاح, وبالرغم من "أوجلان" السجين حاليا بسجن تركي منذ عام 1999 يقضي عقوبة السجن المؤبد مدى الحياة، إلا أنه أبلغ في فبراير الماضي حزبه عبر نواب أتراك من "حزب الشعوب للعدالة والديمقراطية" المؤيد للأكراد كانوا قد زاروه في سجنه، أمره لجميع المجموعات المسلحة بإلقاء السلاح وحل الحزب.

وكان الرئيس التركي "رجـب طيب أردوغان" صرح أمس الأحـد, في كلمة له، إن تركيا تعتزم "إنقاذ البلاد من "آفـة الإرهاب" وإنها تتخذ خطوات ثابتة، نحو تحقيق هذا الهدف، وذلك في تعليقه على قرب إعلان الحزب لحل نفسه. وأضاف أنه يتوقع أخبارا جيدة بهذا الإطار، في أي وقت، بحسب وكالة أنباء الأناضول.

حزب العمال الكردستاني

قرارات تاريخية

وبعد 40 عاما من مواجهات دامية أودت بحياة قرابة 40 ألف شخص، قرر حزب العمال الكردستاني رفع راية السلام حيث أعلن الأسبوع الماضي عقده مؤتمره الثاني عشر "بنجاح"، تمهيداً لحل نفسه، وذلك استجابة لدعوة زعيمه عبدالله أوجلان أطلقها في فبراير الماضي بنزع السلاح. وكشف الحزب في بيان أن قرارات "تاريخية" اتُّخذت خلال المؤتمر الذي عُقد بين 5 و7 مايو في المناطق التي ينشط فيها، وسيفصح عنها قريبا.

ويشير محللون بأن إعلان حل الحزب الذي وصفه البعض بـ "المفصلي" سينهي صراعاً دامياً استمر لعقود بين الحزب والدولة التركية، وسيكون له تأثير على المجموعات الكردية في الدول المجاورة مثل العراق.