أطلقت وكالة الطاقة الدولية خريطة طريق تُظهر كيف يمكن تحقيق الوصول الشامل لحلول الطهي النظيف في أفريقيا بحلول عام 2040.
وتكشف الخريطة، التي تُعد الأولى من نوعها من حيث تفصيلها الجغرافي، عن أنه يمكن تزويد 80 مليون شخص سنويًا بحلول طهي نظيفة، وهو ما يتطلّب تسريع وتيرة التقدم الحالي بمعدل 7 أضعاف.
ويُقدّر حجم الاستثمارات اللازمة بنحو 37 مليار دولار حتى عام 2040، أي ما يعادل ملياري دولار سنويًا أو 0.1% من إجمالي الاستثمارات العالمية في الطاقة، بحسب التقرير، الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
ومنذ 2010، شهد العالم قفزة في توفير حلول الطهي النظيف، مع حصول نحو 1.5 مليار شخص في آسيا وأميركا اللاتينية على حلول طهي نظيفة، وأسهم ذلك في خفض عدد المحرومين إلى النصف خلال 15 عامًا.
وما تزال دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تواجه مسارًا معاكسًا، مع اعتماد أكثر من مليار شخص -4 من كل 5 أسر- على الحطب والفحم والسماد للطهي، ويُسفر ذلك عن وفاة أكثر من 800 ألف شخص سنويًا بسبب تلوث الهواء داخل المنازل، معظمهم من النساء والأطفال، فضلًا عن فقدان 1.3 مليون هكتار من الغابات سنويًا.
الالتزام بتحقيق حلول الطهي النظيف في أفريقيا
أظهر التقرير الصادر عن وكالة الطاقة الدولية، اليوم الجمعة 18 يوليو/تموز (2025)، أن ملف الطهي النظيف في أفريقيا بدأ يشهد زخمًا، بعدما بدأت الالتزامات المعلنة في قمة الطهي النظيف لعام 2024 تُؤتي ثمارها.
ونجحت الوكالة في تعبئة تمويلات عامة وخاصة بلغت 2.2 مليار دولار، وجرى صرف 470 مليون دولار منها حتى الآن، وهو رقم يتجاوز المتوسط السنوي المطلوب للوصول إلى التنفيذ الكامل بحلول عام 2030.
بالإضافة إلى ذلك، تبنّت 10 من أصل 12 حكومة أفريقية سياسات جديدة، كما حسّنت 70% من الدول التي تضم السكان الأكثر تضررًا أطرها التنظيمية منذ عام 2024.

ووفقًا لخريطة الطريق -التي استندت إلى سياسات وتجارب ناجحة عالميًا مع تكييفها للسياق المحلي-، سيعتمد أكثر من 60% من الأسر على غاز النفط المسال، في حين تُوزّع النسبة المتبقية بين الكهرباء والإيثانول الحيوي والغاز الحيوي، والمواقد المتقدمة العاملة بالكتلة الحيوية.
وتظهر أن المناطق الحضرية ستصل إلى تغطية شبه شاملة بحلول عام 2035، في حين ستشهد المناطق الريفية تحسنًا تدريجيًا خلال العقد المقبل.
وتشير البيانات إلى أن ربع الاستثمارات -البالغة 37 مليار دولار- سيُخصص للبنية التحتية من مرافق تخزين وتعبئة وشبكات توزيع، في حين يغطي الباقي معدات الطهي المنزلية مثل الأسطوانات والمواقد، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
المكاسب من تحقيق حلول الطهي النظيف في أفريقيا
تبرز خريطة الطريق الجديدة، الصادرة عن وكالة الطاقة، المكاسب التي يمكن تحقيقها إذا نجحت أفريقيا في الوصول الشامل إلى حلول الطهي النظيف بحلول عام 2040، أبرزها:
- تجنّب 4.7 مليون وفاة مبكرة بحلول 2040.
- توفير ساعتَيْن يوميًا للنساء والفتيات يمكن استثمارهما في التعليم والعمل.
- توفير 460 ألف وظيفة دائمة في سلسلة قيمة الطهي النظيف.
- رغم أن اعتماد غاز النفط المسال قد يزيد الانبعاثات، فإن الحد من إزالة الغابات سيؤدي إلى تقليل الانبعاثات، ويمكن تجنّب 540 مليون طن من انبعاثات غازات الدفيئة سنويًا بحلول 2040.

ومع ذلك، سلّط التقرير الضوء على مجموعة من التحديات التي قد تعوق هذا التحول، منها:
- اضطرار ما يقارب من ثلثي سكان دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى إلى إنفاق أكثر من 10% من دخلهم لاعتماد حلول طهي نظيفة؛ لذا تحتاج السوق إلى نماذج تمويل مرنة ومبادرات داعمة، تشمل خفض الضرائب وتوسيع الدعم المباشر والاستفادة من أرصدة الكربون.
- استيراد دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى نصف استهلاكها من غاز النفط المسال وخمس الإيثانول الحيوي، لكن تشير التوقعات إلى زيادة طفيفة في الإنتاج المحلي حتى عام 2030، مع توسع منشآت الإيثانول النشطة والبالغة 25 منشأة، وتعاظم مشروعات الطهي المعتمدة على الكتلة الحيوية والغاز الحيوي في 17 دولة.
وقال المدير التنفيذي للوكالة فاتح بيرول، إن خريطة الطريق قائمة على البيانات، وتتيح لكل أسرة الوصول لحلول طهي نظيف، شريطة توحيد الجهود بين الحكومات والصناعة وشركات التنمية، مؤكدًا تزايد أهمية هذه الفرصة مع اقتراب جنوب أفريقيا من رئاسة مجموعة الـ20 عام 2025.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر..