اقرأ في هذا المقال
- قطاع الطاقة الشمسية في كينيا يشهد نموًا ملحوظًا في النصف الثاني من هذا العقد
- الطاقة الحرارية الأرضية تتصدر المشهد في كينيا بنسبة 39.8% من إجمالي توليد الكهرباء
- كينيا وضعت الأساس للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050
- الطاقة الشمسية المتصلة بالشبكة شهدت نموًا سريعًا في السنوات الأخيرة
يستعد قطاع الطاقة الشمسية في كينيا لعقدٍ استثنائي من النمو، إذ تتميز البلاد بمشروعات واعدة لتوليد الكهرباء من المصادر المتحددة.
وبحسب تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تُعدّ كينيا دولة رائدة بمجال التحول نحو الطاقة المتجددة في شرق أفريقيا، ولديها شريحة متنامية من القطاع الخاص تُركّز على الطاقة الشمسية.
وبتحقيق هدفها المتمثل في الوصول إلى نسبة 100% من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، من المتوقع أن يشهد قطاع الطاقة الشمسية في كينيا نموًا ملحوظًا في النصف الثاني من هذا العقد.
وبدءًا من عام 2024، وفرت مصادر الطاقة منخفضة الكربون 85% من كهرباء شبكة البلاد، إلّا أن أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية على نطاق المرافق تُسهم بنسبة 4% فقط من إجمالي المزيج، ما يُشير إلى إمكانات هائلة غير مُستغلة.
مضاعفة الطاقة المتجددة 3 مرات
بالنظر إلى التزام الرئيس الكيني ويليام روتو في قمة المناخ كوب 28 بمضاعفة الطاقة المتجددة 3 مرات ومضاعفة مكاسب كفاءة الطاقة بحلول عام 2030، تتحول الطاقة الشمسية في كينيا من مجرد إضافة قيّمة إلى ركيزة إستراتيجية في سوق الكهرباء الأكثر تطورًا في شرق أفريقيا.
وتتصدر الطاقة الحرارية الأرضية المشهد في كينيا بنسبة 39.8% من إجمالي توليد الكهرباء، تليها الطاقة الكهرومائية بنسبة 24.7%، وطاقة الرياح بنسبة 13.46%، والطاقة الشمسية بنسبة 3.15%.
بدورها، تُوفر المحطات العاملة بالوقود الأحفوري الحراري حاليًا 8.42% فقط من الإنتاج السنوي.
وبلغ الحمل الأقصى 2,177 ميغاواط في فبراير/شباط 2024، ومن المتوقع أن يستمر متوسط الطلب في الارتفاع مع تسارع وتيرة التحضر ومراكز البيانات والتنقل الإلكتروني.
الرسم البياني التالي من إعداد منصة الطاقة المتخصصة يستعرض مزيج الكهرباء في كينيا:
محطات الطاقة المتجددة حتى عام 2030
تستهدف "رؤية كينيا 2030" شبكة كهرباء متجددة بالكامل، وتعميم الوصول إلى الطاقة الكهربائية على جميع المنازل خلال السنوات الـ5 المقبلة.
وتسير البلاد حاليًا على الطريق الصحيح لتحقيق هذا الهدف، حيث خفضت انبعاثات قطاع الكهرباء بنسبة 45%، ووضعت الأساس للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
وتشمل مجالات التركيز الحالية للحكومة فتح قطاع النقل والتوزيع للمستثمرين من القطاع الخاص وتحسين كفاءة الشبكة التي تشهد فقدانًا في النظام بنسبة 23% تقريبًا.
الطاقة الشمسية في كينيا المتصلة بالشبكة
شهدت الطاقة الشمسية المتصلة بالشبكة نموًا سريعًا في السنوات الأخيرة، حيث شهد عام 2024 زيادة بنسبة 20%، لتصل إلى نحو 340 ميغاواط من السعة المركبة.
ورغم أن هذا النمو جدير بالاهتمام، فإنه يمثّل جزءًا صغيرًا من السعة الشمسية المحتملة المقدّرة للبلاد، والبالغة 15 غيغاواط، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
تجدر الإشارة إلى أن الطاقة الشمسية ما تزال غير مستغلة بالكامل، رغم أنها تُعدّ رافعة رئيسة يمكن للبلاد الاستفادة منها في سعيها نحو تحقيق الحياد الكربوني.
ثورة الشبكات المستقلة والشبكات الصغيرة
إلى جانب الشبكة الرئيسة، تستضيف كينيا واحدة من أكثر أسواق الطاقة الشمسية الموزعة نشاطًا في أفريقيا، فقد ارتفعت نسبة الوصول إلى الكهرباء من 37% عام 2013 إلى 79% عام 2023.
وتشير وكالة الطاقة الدولية (IEA) إلى أن كينيا استحوذت على ما يقرب من 3 أرباع مبيعات أنظمة الطاقة الشمسية المنزلية في شرق أفريقيا عام 2023، حيث يعتمد واحد من كل 5 منازل كينية الآن على أنظمة مستقلة تعمل بالطاقة الشمسية أو شبكات صغيرة.
إلى جانب ذلك، تعمل المنظمات الدولية على زيادة فرص الحصول على حلول الطاقة الشمسية خارج الشبكة. على سبيل المثال، يسعى برنامج الوصول إلى الطاقة الشمسية خارج الشبكة في كينيا "كوساب" (KOSAP)، المدعوم من البنك الدولي، للوصول إلى 1.3 مليون شخص في البلدان المحرومة من الخدمات من خلال مجموعات مستقلة وشبكات مصغرة بحلول عام 2027.
الرسم البياني التالي من إعداد منصة الطاقة المتخصصة يستعرض نسبة حصول المواطنين على الكهرباء في كينيا (1993-2020):
الدعم الحكومي لقطاع قطاع الطاقة الشمسية في كينيا
تقود الشركات المحلية الخاصة نمو الطاقة الشمسية في كينيا، حيث تُمثّل 99% من قدرة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية.
إضافة إلى ذلك، يُهيمن المبتكرون المحليون على السوق الإقليمية، وتُعدّ شركتا "إم-كوبا" (M-KOPA) و"دي.لايت" (d.light) معًا من أسرع مُزوّدي الطاقة الشمسية المنزلية نموًا في شرق أفريقيا، وتُقدّم شركات ناشئة مثل "صن كلتشر" (SunCulture) حلولًا شمسية مبتكرة للمنطقة.
بدورها، تُركّز شركة توليد الكهرباء الحكومية "كين جين" (KenGen) الآن على تنويع مصادرها إلى ما يتجاوز الطاقة الحرارية الأرضية من خلال خط أنابيب الطاقة الكهروضوئية لديها.
وسيُضيف هذا دفعة جديدة لنمو الطاقة الشمسية في البلاد، ومن المُرجّح أن يكون مُحرّكًا رئيسًا للنمو حتى عام 2030 وما بعده.
وتُمثّل إحدى الطرق الرئيسة التي تدعم بها الحكومة هذا التطور في مجال الطاقة الشمسية مجموعة واسعة من آليات التمويل، ومن أهمها الشراكات بين القطاعين العام والخاص، التي تُخفّف العبء والمخاطر على كلا الطرفين.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..