أخبار عاجلة

نشطاء: أكبر مزرعة رياح برية في إنجلترا تخرب البيئة

نشطاء: أكبر مزرعة رياح برية في إنجلترا تخرب البيئة
نشطاء: أكبر مزرعة رياح برية في إنجلترا تخرب البيئة

تواجه مزرعة رياح ضخمة في المملكة المتحدة سيلًا من الانتقادات اللاذعة من قِبل نشطاء البيئة الذين يتهمونها بإفساد البيئة الطبيعية، وفق أحدث متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

ويتنامى القلق إزاء خطط بناء مزرعة طاقة الرياح سكوت موور 2 (Scout Moor 2)، لتأثيراتها البيئية، والمخاوف بشأن تشويهها المظهر الجمالي للمواقع الطبيعية، إلى جانب الضوضاء الصادرة عن التوربينات، وتأثيرها بقيمة العقارات في الموقع.

كما يتزايد القلق بشان تأثير المنشأة السلبي في الحياة البرية، لا سيما الطيور، وإمكان تداخلها مع المجالات الكهرومغناطيسية الطبيعية.

وتعوّل شركة كوبيكو (Cubico) المالكة لمزرعة الرياح المقترحة في أن تجلب فوائد اقتصادية للمنطقة، بما في ذلك استثمارات قوامها 200 مليون جنيه إسترليني (268 مليون دولار أميركي) ومئات الوظائف "الخضراء" الماهرة طيلة العمر التشغيلي للمشروع.

وتدير كوبيكو حاليًا مشروعات طاقة شمس ورياح تزيد سعتها على 250 ميغاواط في المملكة المتحدة، كما تخطط لضخ استثمارات بقيمة نحو 300 مليون جنيه إسترليني (403 مليون دولار أميركي) بمشروعات جديدة في قطاع التقنيات الخضراء المختلفة خلال السنوات المقبلة.

تخريب بيئي

وصف النشطاء المعنيون بمكافحة خطط بناء ما يمكن أن يصبح أكبر مزرعة رياح برية في إنجلترا المقترحات الخاصة ببناء المنشأة بأنها "تخريب بيئي".

وسيكون لدى مزرعة رياح "سكوت مور 2" التي ستُبنى بمدينة روتشيدال في مانشستر الكبرى، القدرة على توليد سعة كهرباء تكفي لسدّ احتياجات 100 ألف أسرة سنويًا.

وترغب شركة الطاقة المتجددة كوبيكو في تركيب ما يصل إلى 18 توربينًا في المزرعة، يبلغ ارتفاع الواحد منها 590 قدمًا ( 180 مترًا)، ما يزيد كثيرًا على طول برج بلاكبول الذي يبلغ 519 قدمًا (158 مترًا).

وقال الناطق باسم كوبيكو، بيتر روي: "تُستعمَل التوربينات على نطاق واسع عبر أوروبا، وكلّما زاد طولها، كانت أكثر كفاءة وفاعلية"، وفق تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتتوقع الشركة أن تُقدَّم خطط بناء أكبر مزرعة رياح برية في إنجلترا إلى مجلس روتشيدال ومجلس روسيندال بمقاطعة لانكشاير المجاورة في غضون الأسابيع القليلة المقبلة.

وستُبنى مزرعة رياح "سكوت مور 2" البالغة كلفتها نحو 140 مليون جنيه إسترليني (188 مليون دولار أميركي)، إلى جوار طريق كوتون فامين الذي بُني بوساطة عمّال مصنع محلي ممن كانوا يعارضون العبودية في أثناء الحرب الأهلية الأميركية خلال ستينيات القرن الـ19.

وتأمل كوبيكو -التي ستبيع الكهرباء المولَّدة بوساطة مزرعة رياح "سكوت مور 2" إلى الشبكة الوطنية بسعر ثابت- في الحصول على ترخيص بناء في صيف عام 2026.

وكانت مزرعة سكوت مور الأصلية قد بُنيت في عام 2008، أي قبل 7 أعوام من سريان حظر على مزارع الرياح البرية، بوساطة الحكومة المحافظة.

مزرعة رياح سكوت موور تو
مزرعة رياح سكوت موور تو - الصورة من موقع شركة كوبيكو الرسمي

الوقود الأحفوري

رُفِِع الحظر المذكور في إطار طموحات حزب العمال لتوليد ما لا يقل عن 5% من إجمالي الكهرباء في المملكة المتحدة من مصادر الوقود الأحفوري بحلول عام 2030.

وقال الناطق باسم كوبيكو، بيتر روي: "يا له من هدف صعب من حيث حجم الطموح القائم عليه، غير أنه يحتاج إلى مشروعات مثل سكوت مور كي يصبح واقعًا".

وفي عام 2024، أسهمت مصادر الطاقة المتجددة بتوليد 56% من إجمالي الكهرباء في بريطانيا، حسب أرقام رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وقال المسؤول في منتدى حي "رولي مور" ستورات ديفيز، إنه قلِق جراء خطط بناء مزرعة رياح سكوت مور، مضيفًا: "اعتدت أن أمشي في تلك المنطقة مع والدي، كما اعتدتُ على صيد الأرانب هناك".

وتابع ديفيز البالغ من العمر 66 عامًا: "الحياة البرية هي جزء من حياتي"، مردفًا:" وضع تلك التوربينات الصناعية الضخمة على هذه الأراضي المستنقعية يُعدّ تخريبًا بيئيًا؛ ما سيؤدي إلى تدمير المكان للأبد".

الناطق باسم شركة كوبيكو بيتر روي
الناطق باسم شركة كوبيكو بيتر روي - الصورة من "بي بي سي"

بناء طرق

ستشتمل عملية بناء توربينات مزرعة الرياح "سكوت مور 2" على إنشاء طرق عبر تلك الأراضي.

وقال عضوٌ آخر في منتدى حي "رولي مور" يُدعى ستيف دافيسون، إن هذه المسارات أصبحت نقطة جذبٍ لراكبي الدراجات الهوائية على الطرق الوعرة في مزارع الرياح الأخرى.

وأضاف دافيسون البالغ من العمر 63 عامًا: "ستكون تلك مسارات إضافية يمتد طولها لأميال على الأراضي، وقد شهدَ ركوب الدراجات الهوائية على الطرق الوعرة إقبالًا جنونيًا عند بناء مزرعة رياح سكوت مور الأصلية".

وقالت كوبيكو: "سنعمل مع المجتمع والشرطة لمواجهة ركوب الدراجات الهوائية غير الشرعي على الطرق الوعرة، وبمقدورنا أن نستعمل كذلك اللافتات والأسوار".

المحافظة على البيئة

تعهدت كوبيكو بالمساعدة في المحافظة على الطبيعة، وقال ناطق باسم الشركة: "هناك الكثير من الأضرار التي لحقت بتلك الأراضي، ولذا فإن ما نرغب في فعله هو استعادة الحياة النباتية والحيوانية عبر مخطط مهم لاستعادة الأراضي".

وستستغرق عملية بناء التوربينات ما لا يقل عن 3 سنوات، وقالت كوبيكو، إنها من الممكن أن تشرع في توليد الكهرباء المتجددة بحلول عام 2030.

يُشار إلى أن أكبر مزرعة رياح برية في إنجلترا حاليًا تقع في كيدباي في لينكولنشاير شرق البلاد، وتحوي 34 توربينًا، وفق تفاصيل اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

أمّا أكبر مزرعة رياح في المملكة المتحدة، فتوجد في وايتلي بالقرب من مدينة غلاسكو الإسكتلندية، وتشتمل على 215 توربينًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق وزارة الخارجية السورية تتحدى الاعتداءات الإسرائيلية
التالى ولي العهد الكويتي يهنئ وزير الصحة ود.سعد الدوسري والفريق المتخصص بإنجازهم الطبي العالمي