ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن التصعيد العسكري بين الهند وباكستان جاء رغم جهود دبلوماسية حثيثة لتفادي الانزلاق نحو مواجهة مفتوحة، شملت اتصالات مباشرة بين وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو وقادة البلدين.
وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته اليوم الأربعاء، إن هذه المواجهة العسكرية تمثل الأحدث في سياق نزاع طويل بين الجارتين النوويتين اللتين خاضتا 3 حروب، معظمها بسبب إقليم كشمير، وعلى مدار سنوات، تجنبت الهند وباكستان الانزلاق إلى صراع مفتوح، في وقت كانت فيه باكستان غارقة في أزمات اقتصادية واضطرابات سياسية، بينما ركزت نيودلهي على تعزيز علاقاتها مع الغرب، وفي مقدمتها الولايات المتحدة.
وأضافت أن الهند أعلنت شن ضربات جوية على تسعة مواقع داخل الأراضي الباكستانية، في تصعيد خطير للتوتر بين الجارتين النوويتين، وذلك ردا على الهجوم الدموي الذي استهدف سياحا في إقليم كشمير أواخر الشهر الماضي.
وقالت وزارة الدفاع الهندية إن الغارات استهدفت معسكرات لمتشددين تستخدم كمنصات لشن هجمات على الأراضي الهندية، مؤكدة في بيان أن "العدالة تحققت" وأن "مرتكبي هذا الهجوم سيتحملون المسؤولية".
وأفاد المتحدث باسم الجيش الباكستاني أحمد شريف شودري، بأن الغارات أسفرت عن مقتل 26 شخصا وإصابة 46 آخرين، في حين أعلن وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف أن الدفاعات الجوية الباكستانية أسقطت خمسة طائرات هندية. ولم يصدر تعليق رسمي من وزارة الخارجية الهندية على هذا الادعاء.
وأشارت إلى أن الهجوم الذي أشعل التوترات وقع يوم 22 أبريل، حين اقتحم مسلحون منطقة طبيعية في كشمير الخاضعة للهند وقتلوا 26 شخصًا، معظمهم من السياح، وتبادل الطرفان بعد ذلك إطلاق النار على مدار أيام، في تهديد لاتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ عام 2021، لافتة إلى أن نيودلهي اتهمت إسلام آباد بالضلوع في الهجوم، وكشفت الشرطة الهندية عن هويات ثلاثة مهاجمين، اثنان منهم باكستانيان. لكن الهند لم تقدم أدلة علنية، بينما نفت باكستان أي تورط واتهمت نيودلهي بدعم شبكات إرهابية داخل أراضيها.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، يعيد هذا التصعيد للأذهان أحداث عام 2019، حين نفذت الهند غارات جوية داخل باكستان عقب هجوم انتحاري أسفر عن مقتل 40 من قوات الأمن الهندية في كشمير، تبنته جماعة متشددة. وردت إسلام آباد بإسقاط طائرة حربية هندية وأسر طيارها قبل إطلاق سراحه لاحقا في إطار وساطة دولية.
وأفادت بأن التوتر الحالي يأتي في وقت تواجه فيه باكستان أزمة اقتصادية واضطرابات سياسية، بينما تسعى الهند لتعزيز تحالفاتها مع الغرب، خصوصا الولايات المتحدة. ووفق محللين، فإن "أي رد باكستاني الآن قد يفتح الباب أمام دوامة من التصعيد المتبادل"، في وقت تراقب فيه الصين، الحليف الوثيق لإسلام آباد والمورد الرئيسي لسلاحها، الوضع عن كثب.
وتابعت قائلة إن الهند لجأت مؤخرا إلى خطوات اقتصادية ودبلوماسية إضافية، بينها تعليق اتفاق لتقاسم المياه يشرف عليه "البنك الدولي" منذ 1960، وطرد دبلوماسيين باكستانيين، وإغلاق المجال الجوي أمام الرحلات الجوية من وإلى باكستان.
واختتمت "وول ستريت جورنال" تقريرها بتحذير محللين من أن الوضع الحالي "أخطر ما يكون دون اندلاع حرب مباشرة"، وأن أي خطأ في الحسابات قد يخرج الأمور عن السيطرة في واحدة من أكثر مناطق العالم تقلبا.
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق