حالة من الدهشة والغرابة تجتاح أهالي مدينة الغردقة الساحلية، وذلك بعد ظهور "لص" غير تقليدي يقتحم منازلهم وشققهم وحتى محلات السوبر ماركت بمهارة فائقة. هذا اللص ليس من بني البشر، بل هو قرد يتمتع بذكاء حاد وقدرة مذهلة على التسلل والسرقة دون أن يلاحظه أحد في الغالب.
شهدت عدة مناطق في الغردقة خلال الأيام القليلة الماضية سلسلة من الحوادث الغريبة، حيث تفاجأ السكان باختفاء بعض المتعلقات الشخصية أو المواد الغذائية من داخل منازلهم. في البداية، اعتقد البعض أنها مجرد حالات سرقة عادية، ولكن مع تكرار الوقائع وتشابه طريقة "الاقتحام" عبر النوافذ والبلكونات المفتوحة، بدأت تتضح الصورة: الجاني ليس إنساناً، بل قرد يتمتع بمهارات تسلل غير عادية.
شهادات مذهلة من السكان
تحدث العديد من سكان الغردقة عن تجاربهم مع هذا "اللص الظريف". تروي السيدة "س.م."، وهي ربة منزل تقطن في حي الهلال، قائلة: "استيقظت ذات صباح لأجد فاكهة كانت موضوعة على طاولة المطبخ قد اختفت تمامًا. لم يكن هناك أي آثار لأقدام أو أي دليل على دخول شخص غريب. في البداية، ظننت أنني نسيتها في مكان آخر، ولكن عندما سمعت قصصًا مشابهة من جيراني، بدأت أشك في شيء آخر."
أما السيد "أ.ع."، صاحب أحد المحلات التجارية في منطقة السقالة، فيقول: "تفاجأت بنقص بعض علب الحلوى من الرفوف في الصباح الباكر. كاميرات المراقبة لم تسجل أي حركة غير طبيعية داخل المحل. لم أصدق ما سمعته لاحقًا عن قرد يتسلل ويسرق، لكن يبدو أن هذا هو التفسير الوحيد."
مهارات "احترافية" تثير التساؤلات
الأكثر إثارة للدهشة هو الطريقة التي ينفذ بها هذا القرد عملياته. يبدو أنه يتمتع بمهارة عالية في فتح النوافذ غير المحكمة الإغلاق والتسلق عبر البلكونات بهدوء وحذر شديدين. كما يبدو أنه يختار "غنائمه" بعناية، حيث يركز في الغالب على المواد الغذائية والفواكه، وأحيانًا بعض الأشياء اللامعة الصغيرة.
هذه المهارات "الاحترافية" أثارت تساؤلات لدى الكثيرين حول ما إذا كان هذا القرد قد تم تدريبه بطريقة ما على هذه الأعمال. فرضية وجود مدرب يقف وراء هذا القرد "اللص" بدأت تتردد بين الأهالي، خاصة مع قدرته الواضحة على التخفي والتحرك بسرعة دون أن يثير الانتباه.
الشرطة تبدأ التحقيق وتناشد المواطنين….
مع تزايد البلاغات والشكاوى حول هذه الظاهرة الغريبة، بدأت مديرية أمن البحر الأحمر في تولي الأمر على محمل الجد. فرق من الشرطة تقوم حاليًا بجمع الأدلة والاستماع إلى شهادات السكان المتضررين.
وفي تصريح خاص، أكد مصدر أمني مسؤول أن "الشرطة تتعامل مع هذه البلاغات بجدية تامة. نحن ندرك غرابة الموقف، ولكن سلامة المواطنين وممتلكاتهم هي أولويتنا. يتم حاليًا تكثيف الدوريات في المناطق التي شهدت هذه الحوادث، ونقوم بتحليل كافة المعلومات المتوفرة لمحاولة تحديد مكان هذا القرد والتعامل معه بشكل آمن."
كما ناشدت الشرطة المواطنين بضرورة توخي الحذر وتأمين منازلهم ومحلاتهم جيدًا، وإبلاغ أقرب قسم شرطة فور مشاهدة أي تحركات مشبوهة لهذا القرد. وحذرت الشرطة من محاولة الإمساك بالقرد بشكل فردي، لما قد يشكله من خطر على سلامتهم.
تساؤلات بلا إجابات
يبقى السؤال الأهم: من أين أتى هذا القرد؟ وكيف اكتسب هذه المهارات في التسلل والسرقة؟ هل هو قرد هارب من مكان ما؟ أم أنه بالفعل مدرب على هذه الأعمال؟ هذه التساؤلات لا تزال بلا إجابات واضحة حتى الآن، وتزيد من حالة الغموض التي تلتف حول هذه القضية الفريدة من نوعها في مدينة الغردقة.
في الوقت الحالي، يعيش أهالي الغردقة حالة من الترقب والدهشة، وهم يراقبون بحذر بحث الشرطة عن هذا "اللص الظريف" الذي نجح في تحويل حياتهم اليومية إلى قصة مثيرة وغير متوقعة. ومع استمرار التحقيقات، قد تكشف الأيام القادمة المزيد من التفاصيل حول هذه الظاهرة الغريبة.