تستمر الوتيرة المتسارعة للتخلص من تخفيضات أوبك+ من قبل السعودية و7 دول أعضاء في التحالف، بعدما قررت زيادة إنتاج النفط بمقدار 548 ألف برميل يوميًا في شهر أغسطس/آب المقبل، ارتفاعًا من 411 ألف برميل يوميًا في الأشهر السابقة.
ووافقت الدول الـ8 (السعودية، وروسيا، والإمارات، والكويت، والعراق، والجزائر، وسلطنة عُمان، وقازاخستان) على هذه الزيادة الأكبر خلال اجتماعها أمس (5 يوليو/تموز 2025)، ما يعني استعادة نحو 80% من تخفيضات الإنتاج الطوعية الإضافية البالغة 2.2 مليون برميل يوميًا، في غضون 5 أشهر فقط.
وسلّط تقرير حديث -حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- الضوء على مدى قابلية إضافة المزيد من البراميل في السوق، التي تأثرت في وقت سابق بالتوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
وحسب التقرير، الذي أصدره بنك الاستثمار السويسري يو بي إس (UBS)، فإن مؤشرات سوق النفط تشير إلى أن السوق الفعلية ما تزال تعاني من شحّ الإمدادات، أي إن السوق ما تزال قادرة على استيعاب براميل إضافية، نظرًا لتزايد الطلب على النفط موسميًا.
لكنه شدد على أن هناك مخاطر متزايدة، مثل استمرار التوترات التجارية، ما يشير إلى أن السوق قد تبدو أقل محدودية خلال الأشهر الـ6 إلى الـ12 المقبلة، ما قد يُشكّل مخاطر هبوطية على الأسعار.
تخفيضات أوبك+
ذكر تقرير بنك الاستثمار السويسري "يو بي إس" أن الدول الـ8 الأعضاء في أوبك+، التي لديها تخفيضات طوعية إضافية، قررت زيادة حصة الإنتاج بوتيرة أسرع قليلًا، بمقدار 548 ألف برميل يوميًا، في حين كان المشاركون في السوق يتطلعون إلى تخفيف تخفيضات الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يوميًا إضافية لشهر أغسطس/آب.
ووفق البيانات لدى منصة الطاقة المتخصصة، تُعدّ هذه الوتيرة أسرع بـ4 مرات من الخطة الأصلية للدول الـ8 الأعضاء في التحالف، للتخلص من 2.2 مليون برميل يوميًا من تخفيضات إنتاج النفط الطوعية بمعدل 137 ألف برميل يوميًا شهريًا بين أبريل/نيسان 2025 وسبتمبر/أيلول 2026.
وأوضح البيان الصادر عن الدول الـ8 عقب الاجتماع أمس، أن القرار جاء مدفوعًا "بتوقعات اقتصادية عالمية مستقرة وأساسيات سوقية قوية حاليًا، كما ينعكس في انخفاض مخزونات النفط"، ووفقًا للقرار المتفق عليه في 5 ديسمبر/كانون الأول 2024 لبدء العودة التدريجية والمرنة للتخفيضات الطوعية البالغة 2.2 مليون برميل يوميًا بدءًا من أبريل/نيسان 2025 حتى سبتمبر/أيلول 2026.
وأشارت دول أوبك+ الـ8 -أيضًا- إلى أن هذا الإجراء سيتيح فرصة للدول المشاركة لتسريع تعويضاتها، كما أكدت عزمها التعويض الكامل عن أيّ إنتاج زائد منذ يناير/كانون الثاني 2024.
وأكد البيان مرونة المجموعة، مكررًا أن "الزيادات التدريجية قد تُعلَّق مؤقتًا أو تُعَدَّل وفقًا لتطورات ظروف السوق"، وستسمح هذه المرونة للمجموعة بمواصلة دعم استقرار سوق النفط.
وأشار محلل السلع لدى بنك الاستثمار السويسري "يو بي إس" جيوفاني ستانوفو، في التقرير إلى أن الاجتماع استمر 10 دقائق فقط، ما يشير إلى عدم وجود أيّ معارضة ودعم واسع للقرار.
وستعقد دول أوبك+ الـ8 اجتماعات شهرية لمراجعة ظروف السوق والامتثال والتعويضات، على أن تجتمع في 3 أغسطس/آب 2025 لتحديد مستويات إنتاج سبتمبر/أيلول.
تداعيات زيادة إنتاج أوبك+
بينما قد يتسبب قرار الدول الـ8 لدى أوبك+ في خفض الأسعار عند افتتاح السوق يوم الإثنين (7 يوليو/تموز 2025)، إلّا أن تقرير بنك الاستثمار السويسري "يو بي إس" لا يتوقع أن يستمر هذا التراجع.
ففي مارس/آذار 2025، وافقت مجموعة الدول الـ8 على زيادة حصة الإنتاج بمقدار 138 ألف برميل يوميًا لشهر أبريل/نيسان 2025، لكن إنتاج هذه الدول الـ8 لم يرتفع إلّا بمقدار 16 ألف برميل يوميًا، استنادًا إلى مصادر ثانوية لأوبك.
وفي أوائل أبريل/نيسان 2025، قررت المجموعة زيادة الحصة بمقدار 411 ألف برميل يوميًا بدءًا من مايو/أيار 2025، لكن الزيادة الفعلية في الإنتاج بلغت 154 ألف برميل يوميًا فقط، بحسب ما ذكره مؤلف التقرير، جيوفاني ستانوفو.
ونظرًا لأن العديد من الدول الأعضاء في مجموعة الـ8 ما يزال إنتاجها يتجاوز حصتها، وما يزال يتعين عليها تطبيق تخفيضات تعويضية فيما يتعلق بالإنتاج الزائد السابق، فقد توقَّع "ستانوفو" استمرار هذا الاتجاه، إذ إن البراميل الحقيقية التي تصل إلى السوق ستمثّل جزءًا ضئيلًا من زيادة الحصص.
وفي الوقت نفسه، ما تزال صادرات أوبك+ من النفط الخام مستقرة نسبيًا مقارنة بشهر مارس/آذار 2025، ما يشير إلى أن البراميل الإضافية تُستهلك محليًا، نظرًا لارتفاع درجات الحرارة في الشرق الأوسط، ما يدعم الطلب على النفط لتوليد الكهرباء لتبريد المباني.
ويتطابق ذلك مع ما كرّره مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي، في برنامجه الأسبوعي "أنسيات الطاقة" على منصة إكس، إذ يرى أن الطقس الحار في الشرق الأوسط، وتحديدًا منطقة الخليج، سيلتهم ملايين البراميل النفطية في توليد الكهرباء، مدللًا على ذلك بالاستهلاك الكبير للنفط في السعودية، لتأمين زيادة الطلب على التبريد والوقود خلال موسم الحج.
في حين يقول بنك الاستثمار السويسري "يو بي إس"، إنه يواصل تتبُّع اتجاهات إنتاج النفط الأميركي؛ فقد تباطأ معدل النمو السنوي بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة.
وما يزال انخفاض الأسعار يُلقي بظلاله على أنشطة الحفر، ما يعني أن إنتاج النفط الأميركي قد يصل إلى ذروته خلال العام الجاري (2025)، خاصةً إذا تعرضت الأسعار لضغوط هبوطية متجددة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
- تقرير تسارع وتيرة التخلص من تخفيضات أوبك+، من بنك الاستثمار السويسري "يو بي إس"
- قرار تسريع التخلص من تخفيضات أوبك+، من الموقع الرسمي لمنظمة أوبك