أخبار عاجلة

الهدنة الهشة في السويداء: اشتباكات دامية وتدخلات خارجية تُعيد الأزمة إلى الواجهة

الهدنة الهشة في السويداء: اشتباكات دامية وتدخلات خارجية تُعيد الأزمة إلى الواجهة
الهدنة الهشة في السويداء: اشتباكات دامية وتدخلات خارجية تُعيد الأزمة إلى الواجهة

 


أعلنت السلطات السورية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في محافظة السويداء بعد أيام من مواجهات مسلحة عنيفة بين فصائل درزية محلية وعشائر بدوية، خلفت عشرات القتلى والجرحى، وسط تصاعد القلق الإقليمي والدولي من تداعيات الأزمة المتفاقمة جنوب البلاد.

خلفية التصعيد

اندلعت الاشتباكات نتيجة توترات متراكمة إثر حوادث سلب وخطف على طريق دمشق – السويداء، وتوسعت لتشمل قرى ومناطق ريفية، حيث استخدمت الأسلحة الثقيلة والمروحيات، وأسفرت عن مقتل أكثر من ثلاثين شخصًا وفقًا للبيانات الرسمية، بينما رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان سقوط قرابة مئة قتيل ومصاب.

وتشير التقارير إلى أن الاشتباكات لم تكن عفوية أو محدودة، بل جاءت نتيجة تراكمات أمنية واجتماعية، وسط حالة من فقدان الثقة بين السكان المحليين والسلطات المركزية.

التحرك الحكومي ووساطة محلية

دفعت حدة التصعيد السلطات السورية إلى نشر وحدات من الجيش وقوى الأمن الداخلي، وفتح ممرات إنسانية لإجلاء المدنيين من مناطق الاشتباك. وقد أُصيب عدد من عناصر الشرطة أثناء عمليات فض النزاع.

في الخامس عشر من يوليو، أعلن وزير الدفاع السوري مرفه أبو قسرة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار عقب وساطة قادها عدد من وجهاء وشيوخ الطائفة الدرزية، مع التأكيد على أن الرد سيقتصر على مصادر إطلاق النار من المجموعات الخارجة عن القانون. وبدأت على الفور عملية سحب الآليات العسكرية الثقيلة وتسليم المهام الأمنية للشرطة العسكرية.

ضربات إسرائيلية تثير الجدل

في تطور مفاجئ، نفذت إسرائيل ضربات جوية استهدفت دبابات وآليات تابعة للقوات السورية قرب حدود الجولان المحتل، معلنة أن الهدف هو حماية الطائفة الدرزية ومنع تقدم الجيش السوري نحو الجنوب. وتندرج هذه الضربات ضمن سياسة معلنة لحماية "الحد الإقليمي الدرزي"، ما أثار استياء دمشق وفتح تساؤلات حول احتمالات التصعيد الإقليمي.

ردود الفعل الداخلية

أبدت القيادة الروحية الدرزية، وعلى رأسها الشيخ هكملت الحريري، حرصها على إنهاء التوتر، ودعت إلى ضبط النفس وتحمل المسؤولية المجتمعية. كما أطلقت جهات نسائية ومدنية في السويداء بيانات تحث على وقف التصعيد والتوجه نحو حلول سياسية تعالج جذور النزاع، بدلًا من الاعتماد على المعالجات الأمنية وحدها.

تحليل المشهد

تُعد السويداء منطقة حساسة تقع على تماس مباشر مع الحدود الأردنية ومنطقة الجولان، وتضم غالبية درزية ظلت بعيدة نسبيًا عن الحرب السورية في سنواتها الأولى. لكن تصاعد التوتر المجتمعي وسهولة الوصول إلى السلاح، فضلًا عن تقلص دور الدولة، يهدد بتحول المحافظة إلى ساحة اضطرابات أمنية.

ويخشى مراقبون من أن غياب حلول سياسية جذرية سيفتح الباب أمام توسع العنف، خاصة في ظل الفراغ الأمني وتنامي دور الفصائل المسلحة وشبكات التهريب.

المستجدات حتى 15 يوليو

تم إعلان وقف إطلاق النار بعد اتفاق بين الحكومة ووجهاء محليين.

بدأت القوات الحكومية سحب آلياتها الثقيلة وتسليم الملف الأمني إلى الشرطة العسكرية.

شنت إسرائيل ضربات على مواقع حكومية جنوب المدينة بدعوى حماية الطائفة الدرزية.

صدرت دعوات محلية متزايدة من القيادات الدينية والمجتمع المدني لإيجاد حل سياسي شامل.

 

في النهاية، السويداء تقف اليوم على حافة هدنة هشة، قد تنهار في أي لحظة ما لم تترافق مع إجراءات جدية لمعالجة التهميش والانقسام المجتمعي. استمرار التدخلات الإقليمية، خصوصًا من الجانب الإسرائيلي، يعقّد المشهد ويقوض مساعي التهدئة. وتبقى الحاجة ملحة إلى مقاربة وطنية شاملة تُعيد الثقة بين الدولة والمجتمع وتمنع انزلاق المحافظة إلى فوضى طويلة الأمد.

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق خبير يكشف عن أسباب الارتفاعات الأخيرة في أسعار النفط
التالى "بتكوين" تسجل ارتفاعًا جديدًا متجاوزة الـ 120 ألف دولار