يقدّم معرض أبو ظبي الدولي للكتاب، في دورته الـ34، برنامجًا مهنيًا رائدًا بمواصفات عالمية، يعكس التزامه الراسخ بالارتقاء بصناعة النشر العربي، وتوسيع آفاقها نحو العالمية، عبر التركيز على التحول الرقمي، وتمكين الناشرين من أدوات وتقنيات العصر.
دعم صناعة الكتاب العربي
ويهدف البرنامج المهني أحد أبرز محاور الدورة الحالية من المعرض، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية، إلى دعم صناعة الكتاب العربي من خلال توفير بيئة معرفية تفاعلية تجمع بين الناشرين المحليين والدوليين، وتهيئة الأرضية لعقد الشراكات وتبادل الخبرات.
رقمنة الإبداع
وينقسم البرنامج إلى شقين رئيسين، أولهما مؤتمر "رقمنة الإبداع"، الذي يُنظّم بالتعاون مع وزارة الاقتصاد الإماراتية، والاتحاد الدولي للناشرين، والاتحاد العالمي لحقوق الملكية الفكرية، واتحاد الناشرين العرب، ويتضمن ست جلسات حوارية تناولت تحولات النشر الرقمي، واستعرضت آليات تسخير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في تطوير المحتوى الثقافي والإبداعي.
أما الشق الثاني، فيتمثّل في اللقاءات المهنية التي تُعقد يوميًا في "ردهة الأعمال"، حيث يلتقي ما لا يقل عن 30 ناشرًا من مختلف دول العالم، في منصة تفاعلية مفتوحة تتيح تبادل الخبرات والاطلاع على أحدث اتجاهات النشر، وشهدت الأيام الأولى من المعرض تنظيم ملتقيات مهمة جمعت الناشرين العرب بنظرائهم من الصين، والهند، وتركيا، ووسط آسيا، ما يعكس الزخم الدولي الذي يميز المعرض بمشاركة عارضين من 96 دولة.
وتنسجم هذه الفعاليات مع مشاركة مركز أبوظبي للغة العربية في معارض عالمية كبرى مثل فرانكفورت، ولندن، وبكين، والقاهرة، والرباط، ما يرسخ مكانة أبوظبي مركزا إستراتيجيا لصناعة النشر إقليميًا ودوليًا.
البرنامج المهني
كما يوفّر البرنامج المهني فرصًا حقيقية لعقد اتفاقيات ترجمة ونشر، بدعم من مبادرة "أضواء على حقوق النشر"، التي يطلقها المركز، والتي توفر دعماً ماديًا للناشرين مقابل إصدار الكتب وترجمتها، بما يضمن حماية حقوق المؤلف وتوسيع نطاق انتشار المحتوى العربي.
إلى جانب ذلك، يتضمن البرنامج ورش عمل تدريبية وندوات معرفية متخصصة، تغطي طيفاً واسعاً من المواضيع، منها الرقمنة، والبيانات، والتأثير الإعلامي، والتسويق، والإخراج الفني، إلى جانب دور الذكاء الاصطناعي في تصميم الأغلفة وصناعة المحتوى. وتتيح هذه الورش للناشرين فرصًا تعليمية تطبيقية، تسهم في تطوير مهاراتهم ومواكبتهم للتغيرات المتسارعة في صناعة الكتاب.
أضواء على حقوق النشر
ومن المنتظر أن تنعكس نتائج هذا البرنامج في نهاية فترة التقديم على منح "أضواء على حقوق النشر"، التي تستمر في استقبال الطلبات حتى 12 مايو الجاري، إذ سيُعلن لاحقًا عبر الموقع الإلكتروني للمشروع عن عدد الصفقات التي تم إبرامها، والجهات التي استفادت من الدعم، في خطوة تعكس عمق الأثر المهني للمعرض، ودوره المحوري في تمكين الناشرين وتحفيزهم على الابتكار والانفتاح على أسواق جديدة.