الإفتاء توضح: هذا هو التوقيت الصحيح لاحتساب منتصف الليل في مناسك الحج لضمان صحة الأعمال

الإفتاء توضح: هذا هو التوقيت الصحيح لاحتساب منتصف الليل في مناسك الحج لضمان صحة الأعمال
الإفتاء توضح: هذا هو التوقيت الصحيح لاحتساب منتصف الليل في مناسك الحج لضمان صحة الأعمال

أوضحت دار الإفتاء المصرية كيفية احتساب منتصف الليل في الحج، وهو التوقيت الذي تبدأ فيه بعض مناسك الحج، مؤكدة أن صحة هذه الأعمال تتوقف على الالتزام الصحيح بالمواقيت الشرعية.

وذكرت الإفتاء، أن الفقهاء أجمعوا على أن أول الليل يبدأ من غروب الشمس، أما نهايته فهي محل خلاف بين العلماء؛ فالبعض قال إنها تنتهي بطلوع الشمس، بينما ذهب جمهور الفقهاء إلى أن نهاية الليل تكون بطلوع الفجر الصادق، وهو الرأي الذي استقرت عليه الفتوى.

وبناءً على هذا الرأي، فإن منتصف الليل يُحسب من خلال حساب الوقت بين غروب الشمس وطلوع الفجر الصادق، ثم قسمة المدة الزمنية إلى نصفين، ويُضاف الناتج إلى توقيت الغروب، فيكون بذلك منتصف الليل الشرعي.

الأدلة الشرعية وتفسير العلماء

استشهدت دار الإفتاء بعدة أقوال وأدلة شرعية تؤكد هذا التوقيت، ومنها قول الله تعالى:
﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ﴾ [هود: 114]، حيث فسر العلماء "طرفي النهار" بأنهما صلاة المغرب وصلاة الفجر، مما يدل على أن الليل يبدأ من غروب الشمس وينتهي بطلوع الفجر.

ونقل الإمام الطبري في تفسيره "جامع البيان" عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، أن "صلاة الطرف الآخر" المقصودة هي المغرب، وبالتالي فإن ما بين صلاتي المغرب والفجر يُعدّ وقت الليل.

وأكد ذلك أيضًا عدد من كبار علماء اللغة والتفسير، مثل الفيومي في "المصباح المنير"، والخطيب الشربيني في "السراج المنير"، والآلوسي في "روح البيان"، الذين اتفقوا على أن الليل يبدأ من غروب الشمس وينتهي عند طلوع الفجر.

أهمية معرفة توقيت المناسك في الحج

وشددت دار الإفتاء على أن فريضة الحج تتضمن مناسك محددة مرتبطة بزمان ومكان معينين، وقد شرف الله سبحانه وتعالى هذه الشعيرة بخصوصية الزمان والمكان، فقال تعالى:
﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ﴾ [البقرة: 197]
و**﴿جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ﴾ [المائدة: 97]**.

لذلك، يتوجب على الحاج أن يكون على علم دقيق بمواقيت المناسك، لا سيما تلك التي يبدأ وقتها في منتصف الليل، كالمبيت بمزدلفة ورمي الجمار وغيرها من الأعمال التي تتطلب دقة في تحديد الوقت لضمان صحة أداء النسك.

فريضة الحج من أعظم القربات

واختتمت دار الإفتاء بيانها بالتأكيد على عظمة فريضة الحج، باعتبارها ركنًا من أركان الإسلام، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ:
"بُنِيَ الإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالْحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ" [متفق عليه].

وعليه، فإن معرفة التوقيت الصحيح لكل منسك من مناسك الحج أمر بالغ الأهمية، ويضمن للمسلم أداء الفريضة على الوجه الذي يرضي الله سبحانه وتعالى.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق أمين الفتوى: مصادر التشريع في الإسلام أربعة.. والقرآن والسنة هما الأصل
التالى فيديو | العودة.. فيرمين لوبيز يسجل هدف برشلونة الثاني أمام بلد الوليد