في قرية هادئة بمركز المراغة بمحافظة سوهاج، كانت «سجدة» الصغيرة التي لم تكمل عامها الثالث تمشي بخطوات متعثرة على الأرض الترابية، تبحث بعينيها عن قطعة حلوى تفرح بها قلبها الصغير، دون أن تعلم أن خطواتها هذه ستكون آخر ما تبقى لها من حياة.
خرجت من بيتها ضاحكة، لم تعرف أن وراء باب الجيران كانت تنتظرها يد صغيرة تحمل من الوحشية كثيرا، حين تأخرت «سجدة» ولم تعد، خرج الأب والأم يبحثان عنها بين الأزقة، نادوا باسمها في الحواري الضيقة، طرقوا أبواب الجيران، سألوا الباعة والعابرين، لكن لم يكن يعلم أحد مكان اختفاء الصغيرة.
جريمة مقتل الطفلة سجدة بسوهاج
لم يتوقعوا أبدًا أن يجدوها بعد ساعات، فوق سطح منزل مهجور، ممددة كدمية فقدت ملامحها، جسدها المحروق بالنار أخفى ملامح البراءة. لم يكن القاتل ذئبًا بشريًا، بل كانت طفلة لم تتجاوز الثالثة عشرة من عمرها، تقف بين رجال المباحث تروي حكاية الرعب.
قالت المتهمة إن «سجدة» شاهدتها تفعل ما لا ينبغي أن تراه طفلة بريئة، خافت أن يفتضح أمرها، فصفعتها، ثم خبطت رأسها في الأرض حتى صمتت للأبد، لكن رعبها لم ينته، حاولت إخفاء الجريمة بكي جسد «سجدة» بالنار، ثم حملتها بين ذراعيها الصغيرة وألقتها من فوق السطح كأنها كيس قمامة ثقيل.
تفاصيل تلك الواقعة كانت بتلقي ضباط مباحث مركز شرطة المراغة بمديرية أمن سوهاج بلاغًا يفيد بتغيب طفلة ٣ سنوات من منزل أسرتها بدائرة المركز، وبعد ذلك تلقى إخطارا بالعثور علي جثة المتغيبة وتدعي سجدة، ملقاة أعلي منزل مهجور بدائرة المركز.
وبالانتقال والفحص؛ تبين العثور على جثة الطفلة بها آثار كي بالنار وسحجات متفرقة وبتشكيل فريق بحث توصلت جهوده إلي أن وراء ارتكاب الواقعة طفلة عمرها ١٣ سنة، بعد رؤية المجني عليها لها وهي تقوم بأفعال مخلة داخل عشة الطيور، وخوفا من افتضاح سرها قامت بقتلها وإلقاء جثتها من أعلى المنزل على منزل مجاور مهجور، جري نقل الجثة إلى ثلاجة المستشفى تحت تصرف النيابة العامة.
وتم ضبط المتهمة واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة وتولت النيابة المختصة مباشرة التحقيقات.
