وسط تضافر للجهود بمختلف قطاعات ومؤسسات دولة الكويت نحو تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز كفاءة الطاقة في البلاد تسعى المؤسسة العامة للرعاية السكنية إلى الاستفادة من الطاقة المتجددة والمصادر المنبثقة منها كخيار استراتيجي في مشاريعها لتطوير البنية التحتية وتحسين جودة الحياة لاسيما إمدادات الكهرباء وإنارة الطرق كمعول رئيسي.
وتتطلع المؤسسة العامة للرعاية السكنية إلى تعزيز التنوع في استخدام الطاقة المتجددة وعلى وجه الخصوص (الطاقة الشمسية) في مشاريعها الحديثة وفق رؤى تطويرية طموحة تتسق مع رؤية (كويت جديدة 2035) وتوليتها اهتماما بالغا نحو تحقيق استدامة الطاقة وترشيد استهلاكها.
وترجمة لدورها الفعال على أرض الواقع اتخذت (السكنية) من مشروع (ضاحية جنوب عبد الله المبارك النوعي) المعني بتركيب إنارة الطرق في الضاحية السكنية والذي تم الانتهاء من تنفيذه يوليو الماضي بالتعاون مع وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة بوابة لها لإنجاز العديد من المشاريع المماثلة في المستقبل.
وتسعى (السكنية) إلى التقدم بنسق تصاعدي لتحقيق تنوع ملحوظ باستخدام مصادر الطاقة وذلك عبر دمجها في جميع مشاريعها المستقبلية بداء من تنفيذ مشروع ضاحية جنوب عبد الله المبارك وصولا إلى اعتمادها تنفيذ ذات المشروع في كل من مدينتي جنوب سعد العبد الله وجنوب صباح الأحمد.
وفي هذا الصدد قال نائب المدير العام لشؤون التخطيط والتصميم في المؤسسة العامة للرعاية السكنية المهندس ناصر خريبط لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الاثنين إن “المؤسسة تسعى إلى التقدم بنسق تصاعدي لتحقيق تنوع ملحوظ باستخدام مصادر الطاقة عبر دمج الطاقة الصديقة بجميع مشاريعها المستقبلية بدءا من تنفيذ مشروع (ضاحية جنوب عبد الله المبارك) وصولا إلى اعتمادها تنفيذ ذات المشروع في كل من مدينتي (جنوب سعد العبد الله) و(جنوب صباح الأحمد).
وأضاف أن “تنفيذ مشاريع سكنية تضمن دمج الطاقة المتجددة يأتي تأكيدا للدور الريادي الذي تضطلع به المؤسسة في دعم التحول الوطني نحو الطاقة الصديقة وتطوير البنى التحتية في المدن الاسكانية”.
وأوضح خريبط أن توجه المؤسسة إلى تعزيز استخدام الطاقة المتجددة في المشاريع المستقبلية يأتي ضمن إطار سياستها المستندة على رؤية (كويت جديدة 2035) التي تضع في مقدمة أولوياتها تحسين جودة الحياة في المدن الجديدة والحفاظ على البيئة ورفع كفاءة استخدام الموارد الوطنية.
وأكد أهمية الدور الريادي للمؤسسة في مجال تطوير المدن عبر مشاريع تتضمن دمج الطاقة المتجددة وتقنيات البناء الأخضر والتخطيط الحضري الذكي وخفض استهلاك الكهرباء وترشيد استهلاكها لافتا إلى عدم اكتفاءها بالتصاميم التقليدية عند تنفيذها للمشاريع إذ أنها تسعى المؤسسة بشكل مستمر لتبني الحلول المبتكرة التي تدعم الاستدامة.
ولفت خريبط إلى ما يسهم به تنفيذ مشروع تركيب إنارة الطرق في (ضاحية جنوب عبد الله المبارك) بتغذية الطاقة المتجددة والمشاريع المماثلة له من دور إيجابي يعكس توجه المؤسسة الفعال نحو دمج تقنيات الطاقة النظيفة والصديقة للبيئة بشكل تصاعدي في مشاريعها الإسكانية الحديثة مستقبلا.
وسرد خريبط معلومات تفصيلية أكثر تتعلق بمشروع (ضاحية جنوب عبد الله المبارك) قائلا إن “أعمال المشروع النوعي الأول ل(السكنية) بهذا المجال تضمن تركيب 434 عمود إنارة يعمل (بالطاقة الشمسية) بارتفاعات مختلفة تتناسب مع التصميم العمراني للضاحية وبتنفيذ وفق أعلى المواصفات الفنية والهندسية”.
وأضاف أن إجمالي عدد الأعمدة في المشروع 3164 بينها 434 عمود إنارة يعمل بالطاقة الشمسية ما يجعل نسبة الأعمدة الشمسية تصل إلى 7ر13 بالمئة في خطوة تمهيدية لتوسيع النطاق في المشاريع المستقبلية.
واعتبر خريبط أن المشروع يمثل نقلة نوعية في مجال البنية التحتية الذكية لاسيما في الوقت الراهن وسط ما ترصده وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة من زيادة في الاحمال الكهربائية مشيرا إلى أن قيمة الوفر الكهربائي من الاعمدة التي تعمل بالطاقة الشمسية قد بلغت اجمالي 854ر104 كيلو واط من الأحمال الكهربائية مما يسهم بشكل مباشر في خفض استهلاك الطاقة وتقليل الانبعاثات الكربونية.
وبين أن اعمدة الانارة ذات التغذية الحديثة التي تعمل بتقنية (الطاقة الشمسية) “لا توفر الطاقة فحسب بل تقلل أيضا من التكاليف التشغيلية والصيانة كما انها تقوم بالتحسين من مرونة النظام الكهربائي في الأحياء السكنية الجديدة لا سيما في حالات الطوارئ أو انقطاع التيار ما يعزز مناعتها وكفاءتها التشغيلية”.
وأعرب خريبط عن عزم المؤسسة مواصلة تبني المبادرات البيئية الرائدة وتعزيز التعاون مع الجهات الحكومية والخاصة لتوسيع نطاق استخدام الطاقة المتجددة في مشاريعها بما يحقق تطلعات دولة الكويت نحو اقتصاد منخفض الكربون وبيئة عمرانية مستدامة.
وأشاد بدور الكوادر الوطنية المسؤولة عن هذه التحولات ذات الكفاءة العالية والتي من شأنها أن تسهم بتحقيق الأهداف البيئية والاقتصادية للمشاريع المستقبلية.
من جهتها أكدت المتحدث الرسمي لوزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة المهندسة فاطمة حياة ل(كونا) قدرة الوزارة على اعتماد مشاريع تعتمد بشكل كامل على الطاقة المتجددة مشيرة إلى قيامها في الوقت الراهن بتقييم الفرص لتطبيق مشاريع مماثلة لمشروع (جنوب عبد الله المبارك) النوعي بما يخدم احتياجات دولة الكويت.
وحول اسهامات الطاقة المتجددة في المشاريع السكنية بالنظر إلى استدامتها وكيفية دمجها مع الطاقة التقليدية من جهة وفهم آلية تغذيته مشاريع البنى التحتية السكنية عبر تلك التقنية الحديثة من جهة اخرى أوضحت حياة أن “تقنية الطاقة المتجددة تنقسم إلى عدة أنواع رئيسية أبرزها الطاقة الشمسة”.
وقالت إن “الطاقة الشمسة تستخدم في مجالات متعددة من أهمها إنارة الطرق وفي هذا الإطار يتم تطبيق نوعين رئيسيين من أنظمة أعمدة الإنارة بالطاقة الشمسية هما النظام الهجين (Hybrid system) والنظام المستقل (standalone system) ولكل منهما مجالاته الخاصة اذ تعتمد الوزارة مزيجا متوازنا بين الأنظمة حسب طبيعة كل موقع لضمان الكفاءة والاستدامة.
وأضافت حياة أن (النظام الهجين) يجمع بين الطاقة الشمسية والشبكة الكهربائية التقليدية مما يضمن استمرارية الاضاءة وقد تم اعتماده في مشروع إنارة (جنوب عبد الله المبارك) نظرا لملاءمته للمدن والمناطق الحضرية وضمان استمرارية الاضاءة بها.
وعن (النظام المستقل) أفادت حياة بأنه يعمل بشكل كامل بالطاقة الشمسية عبر الألواح والبطاريات دون الحاجة إلى ربط شبكة كهربائية إذ يعتبر حلا فعالا في المناطق النائية او ذات الطبيعة الخاصة التي يصعب فيها تمديد الشبكات الكهربائية وقد تم استخدامه في جزيرة (بوبيان) وجزء من الطريق المؤدي إلى ميناء (مبارك).
وذكرت حياة أن دمج الطاقة المتجددة مع الشبكة التقليدية هو خيار الوازرة الأمثل في المرحلة الحالية لتخفيف الضغط وضمان استمرارية الخدمة مشيرة إلى قيامها بعمل دراسة في الوقت الراهن لاعتماد الطاقة المتجددة كمصدر رئيسي في بعض المشاريع الجديدة المصممة سابقا مع توفير شبكة احتياطية لضمان أعلى مستويات الموثوقية والمرونة التشغيلية.
وأكدت أن مشروع تركيب إنارة (ضاحية جنوب عبد الله المبارك) النوعي من خلال تشغيل جزء من أعمدة الإنارة بالطاقة الشمسية مع ضمان الاستمرارية عبر النظام الهجين يسهم فعليا في تقليل الأحمال الكهربائية.
وأوضحت أن نجاح مشروع (جنوب عبد الله المبارك) الذي نفذته المؤسسة العامة للرعاية السكنية بالتعاون مع وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة يمثل نموذج عملي ناجح يمكن للاستفادة عند تنفيذ مشاريع مستقبلية أكبر.
وأضافت أن نجاح مشروع (ضاحية جنوب عبد الله المبارك) جاء نتيجة تعاون مثمر بين الجهتين في تجربة استثنائية لتحقيق الاهداف الرئيسية من المشروع باعتباره أول مشروع سكني حكومي بهذا الحجم مؤكدة مواصلة دعم الوزارة لكل المبادرات الرامية إلى تعزيز الاستدامة وكفاءة استهلاك الطاقة في البلاد بما ينسجم مع التوجيهات الاستراتيجية دولة الكويت.
للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك