أخبار عاجلة
محافظ دمياط يتفقد محطة مياه كفور الغاب -
مواقيت الصلاة فى أسيوط اليوم الأحد 28|9\2025 -

صهر جمال عبد الناصر يعود للصدارة: أشرف مروان بين "الملاك" الإسرائيلي و"البطل" المصري

صهر جمال عبد الناصر يعود للصدارة: أشرف مروان بين "الملاك" الإسرائيلي و"البطل" المصري
صهر جمال عبد الناصر يعود للصدارة: أشرف مروان بين "الملاك" الإسرائيلي و"البطل" المصري

قبل أيام من الذكرى الـ52 لحرب أكتوبر، فجّرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية جدلاً واسعاً بنشرها تحقيقاً مطوّلاً بعنوان "ملاك الكذب"، كشفت خلاله أن أشرف مروان، صهر الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر، لم يكن "أفضل عميل للموساد" كما ادّعت تل أبيب لعقود، بل كان رأس الحربة في خطة الخداع الاستراتيجي المصرية، التي مهدت لانتصار السادس من أكتوبر 1973.

تحقيق إسرائيلي يعيد فتح الملف

الصحيفة قالت إن آلاف الوثائق السرية، ومعها شهادات ضباط استخبارات، أثبتت أن مروان ضلّل الموساد الإسرائيلي، واستدرج رئيسه تسفي زامير "كالأبله"، وزرع الثقة الكاملة في تل أبيب بينما كان يمدها بمعلومات مضللة.

من هو أشرف مروان؟

أشرف مروان وُلد عام 1944، وتخرج من كلية الهندسة، ثم تزوج من منى عبدالناصر، ابنة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ليصبح لاحقًا سكرتير الرئيس أنور السادات للمعلومات.

961.png
أشرف مروان - منى عبدالناصر- جمال عبد الناصر

مكانته داخل مؤسسة الحكم المصرية منحته اطلاعًا على أدق أسرار الدولة، وهو ما جعله لاحقًا هدفًا للأجهزة الاستخباراتية.

في عام 1970، بدأ اتصاله الأولي بالموساد في لندن، ليصبح معروفًا لديهم بالاسم الكودي "الملاك". ومنذ ذلك الوقت، صار حلقة اتصال مباشرة بين القيادة المصرية وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية – لكن على نحو غامض أثار جدلًا لم ينتهِ حتى اليوم.

رواية الموساد: أفضل جاسوس في تاريخ إسرائيل

على مدى عقود، قدّم الموساد مروان باعتباره "الجاسوس الأعظم" الذي أنقذ إسرائيل، لأنه – وفق الرواية الإسرائيلية – حذّرهم ليلة 5 أكتوبر 1973 بأن مصر وسوريا ستشنان هجومًا مشتركًا في اليوم التالي

حتى أن جهاز الموساد نشر كتابًا رسميًا عام 2021 بعنوان "ذات يوم... حين يُسمح بالحديث" تضمن آلاف الوثائق، أكّد فيه أن مروان قدم معلومات دقيقة وحاسمة عن نوايا مصر العسكرية.

 

الرواية المصرية: بطل قدّم النصر

في المقابل، القاهرة تمسكت دائماً بأن مروان كان يخدم مصر بصدق. الرئيس الأسبق حسني مبارك نفسه صرّح بعد وفاة مروان عام 2007 بأنه كان "وطنيًا مخلصًا لمصر"، وأن دوره كان جزءًا من خطة خداع إسرائيل

وبحسب هذه الرواية، فإن مروان أغرق الموساد بعشرات الإنذارات الكاذبة عن موعد الحرب، حتى فقدت تل أبيب القدرة على التمييز بين الحقيقة والمعلومة المضللة، وهو ما مكّن الجيش المصري من تنفيذ المفاجأة الكبرى يوم السادس من أكتوبر.

شهادات ضباط وخبراء أمن

التحقيق الأخير في "يديعوت" استند إلى شهادات مثيرة:

قال الرئيس الاسبق ،شموئيل غازيت،  للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية،  إن "مروان زُرع في العمق داخل أجهزة الاستخبارات، واستدرج زامير كالأحمق".

ومن جهتة اعترف الصحفي الإسرائيلي البارز رونين بيرغمان، وصاحب أول كشف للقضية عام 1998، اعترف أن "الملاك" كان جزءًا من خطة الخداع المصرية المحكمة

وكتب عاموس جلعاد، مسئول الأمن القومي الأسبق،أن "مروان لم يكن فقط مصدرًا، بل أداة خداع جعلت إسرائيل تدفع ثمنًا باهظًا".

بين لندن والقاهرة: قصة الخداع

بدأت علاقة مروان بالموساد في لندن أواخر 1970، عندما عرض خدماته بشكل مفاجئ. منذ ذلك الحين، أصبح يلتقي مشغليه علنًا أحيانًا في منازل آمنة، بل حتى في سيارات دبلوماسية مصرية، وهو ما أثار شكوك بعض مسؤولي الموساد، لكنهم تجاهلوها بسبب كنز المعلومات الذي كان يقدمه.

وكشف التحقيق الجديد أن مروان هو من كان يسيطر على اللقاءات، يحدد توقيتها ومدتها، بل والمقابل المالي الذي يتقاضاه، ليتحوّل في نظر بعض الضباط من "عميل" إلى "مشغّل" لموساده.

ليلة الخداع الكبري 

في الخامس من أكتوبر 1973، اجتمع مروان برئيس الموساد تسفي زامير في لندن، وأبلغه أن "الحرب ستبدأ غدًا".

لكن "يديعوت" تؤكد أن التحذير جاء غامضًا ومتأخرًا، إذ لم يمنح إسرائيل الوقت الكافي لاستدعاء قوات الاحتياط، وهو ما منح مصر ميزة المباغتة.

الجدل بعد 52 عامًا

بعد أكثر من نصف قرن، لا يزال السؤال قائمًا:

هل كان مروان جاسوسًا إسرائيليًا أنقذ تل أبيب؟ أم بطلاً مصريًا زرع نفسه داخل الموساد وقدم لمصر نصراً استراتيجياً؟ أم عميلاً مزدوجًا لعب بالنار بين الطرفين حتى وفاته الغامضة في لندن عام 2007؟

كل الشهادات والوثائق الجديدة تميل إلى أن أشرف مروان كان جزءًا لا يتجزأ من خطة الخداع الاستراتيجي المصرية، التي أرهقت إسرائيل بمعلومات مضللة، وأمّنت عنصر المفاجأة لحرب أكتوبر.

ومع ذلك، تبقى الحقيقة الكاملة في طي الكتمان، بين ملفات سرية لم تُكشف بعد في القاهرة وتل أبيب. لكن المؤكد أن "الملاك" سيظل واحدًا من أكثر الشخصيات غموضًا وإثارة في تاريخ التجسس الدولي، ورمزًا لعملية خداع لا يزال صداها يتردد حتى اليوم

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق التعليم تطلق فيديو توعوي حول خطوات دخول طلاب أولى ثانوي على منصة “كيريو” اليابانية للبرمجة والذكاء الاصطناعي
التالى "إي تاكس" تحتفي بنجاح وزارة المالية في "التسهيلات الضريبية"