متلازمة القلب السعيد.. شهدت مدينة كوم أمبو بمحافظة أسوان حادثة مأساوية أثرت في مشاعر الملايين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تحوّلت ليلة زفاف الشاب أشرف أبو حاكم البالغ من العمر 28 عامًا إلى جنازة مؤلمة. المفاجأة القاسية جاءت عندما سقط أشرف فجأة إثر سكتة قلبية أثناء تحضيره لدخول قاعة الفرح. رغم محاولات إنقاذه ونقله إلى المستشفى، كان القدر أسرع، ليصبح يوم الفرح المنتظر يوماً مليئاً بالحزن والصدمات.
تأثير المشاعر الإنسانية القوية على القلب
هذه الواقعة تسلط الضوء على تأثير المشاعر الإنسانية القوية على القلب، مشيرة إلى أن القلب ليس مجرد مضخة للدم، بل عضو يتفاعل بعمق مع أحاسيسنا، سواء كانت إيجابية أم سلبية. من بين الظواهر الطبية التي تفسر مثل هذه الحالات النادرة ما يعرف بـ”متلازمة القلب السعيد”، كما ورد في تقرير نشره موقع “تايمز أوف إنديا”.
ما هى متلازمة القلب السعيد
متلازمة القلب السعيد هي اضطراب نادر يصيب عضلة القلب بخلل مؤقت نتيجة التعرض لفرح شديد أو مفاجأة مباغتة. على الرغم من ارتباط مشاكل القلب عادةً بالحزن أو الإجهاد النفسي، فإن السعادة الغامرة قد تترك تأثيراً مشابهاً. تُظهر هذه الظاهرة أن شدة المشاعر، بغض النظر عن نوعها، يمكن أن تكون كافية لإحداث تغييرات مفاجئة وخطيرة في أداء القلب.
تحدث هذه متلازمة القلب السعيد عندما يؤدي اندفاع كبير لهرمون الأدرينالين إثر مفاجأة قوية إلى ضعف البطين الأيسر للقلب. تظهر أعراض مشابهة للنوبة القلبية، مثل ألم في الصدر، ضيق في التنفس، الغثيان، والدوار. ومع ذلك، يختلف الأمر عن الجلطات القلبية، حيث يكون الخلل هنا غالبًا مؤقتًا ويزول مع العلاج المناسب والوقت.
الأبحاث الطبية تشير إلى حالات مختلفة تؤكد أن اللحظات السعيدة قد تحمل خطرًا غير متوقع على القلب. مثال على ذلك حالة امرأة في أواخر الأربعينات أصيبت بهذه المتلازمة بعد احتفالها بعيد ميلادها. ظهرت عليها أعراض ألم في الصدر وغثيان، وأكدت الفحوص أنها تعرضت لخلل قلبي مؤقت تعافت منه خلال يومين بفضل الرعاية الطبية.
الفئات الأكثر عرضة لمتلازمة القلب السعيد
هذه الظاهرة تشمل مرضى ارتفاع ضغط الدم والأمراض المزمنة، الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية أو قلق، بالإضافة إلى النساء، خصوصًا بعد مرحلة انقطاع الطمث.
للتعامل مع متلازمة القلب السعيد وتقليل احتمالية حدوثها، يوصي الخبراء بتعزيز الوعي الصحي عبر الفحوص الطبية الدورية للقلب، مراجعة الطبيب فور ظهور أي أعراض غير اعتيادية حتى بعد مواقف سعيدة، ممارسة الرياضة الخفيفة بانتظام، واستخدام تقنيات الاسترخاء مثل التأمل وتنظيم التنفس. كما يُفضل تجنب الانفعالات المفرطة بقدر الإمكان للحفاظ على سلامة القلب والتوازن النفسي.
