سلط تقرير لشبكة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية الضوء على عرض استثنائي أبهر الحضور، إذ خطف المصارع المصري أشرف محروس، الشهير بـ كابونجا، الأضواء في مدينة الغردقة على ساحل البحر الأحمر، حين نجح، أمس السبت، في سحب سفينة بلغ وزنها نحو 700 طن باستخدام حبل معقود في فمه.
هذا التحدي لم يكن مجرد استعراض للقوة، بل محاولة رسمية لتحطيم الرقم القياسي العالمي المسجل في موسوعة جينيس للأرقام القياسية عند 614 طنًا منذ عام 2018، وفقا لتصريحات كابونجا لوسائل الإعلام.
وقال التقرير إن الجماهير التي احتشدت على رصيف الميناء لم تصدق أعينها، إذ تابعوا السفينة وهي تتحرك ببطء مع كل خطوة يخطوها كابونجا، وسط صيحات وهتافات وتصفيق متواصل.
ولم يكتفِ البطل المصري بهذا الإنجاز، بل فاجأ الجميع بمحاولة ثانية، شدّ خلالها سفينتين معًا بلغ وزنهما مجتمعين نحو 1،150 طنًا، في عرض مذهل وثّقته وسائل الإعلام العالمية ونقلته وكالات الأنباء بالصور والفيديو.
من الإسماعيلية إلى العالمية
ولد كابونجا في محافظة الإسماعيلية قبل 44 عامًا، ومنذ طفولته كان يلفت الأنظار بقوة بدنية استثنائية؛ يحمل أصدقاءه على كتفيه، يجر العربات الثقيلة، ويرفع الأسطوانات المعدنية دون عناء.
لاحقًا، صقل موهبته برياضات قتالية مثل الكونغ فو والملاكمة والمصارعة، قبل أن يكرّس نفسه لاستعراضات القوة الخارقة.
ولفت التقرير إلى أن سر بنيته الجسدية الضخمة (طول الجسم يقل قليلا عن المترين ووزنه يقارب 155 كجم) يكمن في وجبات يومية استثنائية: 12 بيضة، دجاجتان كاملتان، وخمسة كيلوجرامات من السمك. أما أسنانه، التي تُعتبر سلاحه السري، فيحافظ عليها بالعناية المستمرة واستخدام المسواك، مؤكدًا أنه لا يخشى عليها مهما بلغت الأوزان.
سجل من الأرقام القياسية
محاولة الغردقة ليست الأولى في مسيرة كابونجا. ففي عام 2025، دخل جينيس بعدما سحب قطارًا يزن 279 طنًا بأسنانه لمسافة عشرة أمتار تقريبًا. كما حقق أرقامًا أخرى في سحب سيارات وشاحنات بطرق مبتكرة وسرعات قياسية.
وفي عام 2021، اعترفت الموسوعة بإنجازه في سحب شاحنة وزنها 15.7 طن بأسنانه. وفي 2024، أضاف إلى رصيده رقمًا غريبًا ولكنه رسمي: كسر 11 بيضة نيئة خلال نصف دقيقة. أما قبل ذلك، فقد حاول جر سفينة تزن 4،000 طن بحبل مربوط على كتفيه، لكنه لم يسجل رسميًا حينها.
تفاصيل التدريب والتحضير
يخضع كابونجا لتدريبات بدنية مكثفة تصل إلى ثلاث حصص يومية، ويستخدم تمارين خاصة لتقوية الرقبة والفكّ. كما يؤكد أنه يتبع طقوسًا ذهنية فريدة؛ إذ يصرّح دائمًا بأنه "يتحدث مع الشيء" الذي سيقوم بسحبه، وكأنه يدخل في حوار نفسي مع السفينة أو القطار قبل الشروع في التحدي.
يرى المعجبون بمحروس أن ما حدث إنجاز مصري يرسّخ صورة الإرادة والتحدي، معتبرين كابونجا رمزًا للقوة الشعبية، أما المتحفظون، فيشككون في دقة الأوزان أو في الإجراءات الفنية، خاصة وأن اعتراف جينيس يتطلب مراقبين معتمدين وقياسات رسمية دقيقة، لكن المؤكد أن العرض صنع ضجة إعلامية عالمية، وجذب أنظار الصحف والقنوات التي وصفت المشهد بـ"الملحمي".
طموحات بلا حدود
أعلن كابونجا أنه لا ينوي التوقف عند هذا الحد، بل يخطط لمحاولات أكثر جرأة، منها سحب غواصة تزن مئات آلاف الأطنان، بل ذهب إلى ما هو أبعد حين تحدّث عن حلمه بسحب طائرة باستخدام عضلات جفونه، وبالرغم من أن هذه الطموحات تبدو أقرب إلى الأساطير، إلا أن جمهوره يزداد يومًا بعد يوم مع كل استعراض جديد.
واختتمت شبكة "إيه بي سي" تقريرها بالقول: “سواء اعترفت جينيس بالرقم أم لا، فقد سجّل كابونجا لحظة استثنائية في ذاكرة الحضور والإعلام، وأثبت أن الإرادة البشرية قادرة على تحدي المستحيل. وبين من يصفق ومن يشكك، يبقى اسمه حاضرًا كأحد أبرز الشخصيات التي جمعت بين القوة والشعبية الجارفة وحلم العالمية”.
