الحياة لم تكن لهن للرفاهمية فقط، بل العمل ومساعدة الزوج في أعماله من أجل بناء منزل سعيد في الترتيب الأول، يخرجن من الصباح الباكر للعمل في أرضهن الزراعية، فلا يعترضن على أي عمل وكل هذا من أجل راحة أبنائهن، فهما الحاجة شربات وزوجة نجلها من قرية العقر التابعة لمركز ديرب نجم بمحافظة الشرقية.
آذان الفجر موعد استيقاظهن، حيث يبدأ يومهن قبل شروق الشمس، يقمن لصلاة الفجر ثم تجهيز وجبة الإفطار، وبعدها يتوجهن إلى الأرض الزراعية من أجل حصاد الأرز الذي يعد من أهم المحاصيل الزراعية التي يحتاجهن في المنزل، وتقول الحاجة «شربات» بأنها تعودت منذ سنوات أن تستيقظ من الفجر لتبدأ مهام عملها في المنزل، بداية من تجهيز وجبة الإفطار وحلب المواشي والانتهاء من أعمال المنزل.
وأضافت الحاجة «شربات» الستينية بأنها تعتاد على معاونة زوجها في أعمال الأراضي الزراعية، ولكن بعد تعرضه لوعكة صحية وعدم قدرته على العمل قام بتقسيم الأراضي على أبنائه، ولكنها تحرص على معاونة زوجاتهن في أعمال تلك الأراضي من أجل راحتهن، لأنهم جميعا أسرة واحدة وراحة كل ابن من راحتها.




وتابعت الحاجة «شربات» بأنها تمتلك خبرة جيدة في جميع أعمال الحقول الزراعية بداية من الزرع والحصاد والجمع، فقد تعودت على تلك الأعمال منذ سنوات لمعاونة زوجها، فهي لا تحب الراحة ولا تدرك معناها إلا بسعادة أبنائها وزوجها، وعلى الرغم من عدم حاجتها للمال إلا وأنها تحب العمل والسعي، مشيرة إلى أنها تقوم بأعمال الخبيز أيضا، فهي تجهز مختلف أنواع الخبز البلدي والناشف للعرائس من أبناء قريتها.
فيما قالت زوجة نجل الحاجة «شربات» بأنها لا تعتبر والدة زوجها حماتها بل أمها الثانية، لما تراه من حب وحنان في معاملتها معها منذ أن تزوجت نجلها من سنوات، مشيرة إلى أنها تحرص على مساعدتها دائما في أعمال الأرض الزراعية من أجل التوفير عليها بدلا من تأجير عمال باليومية.