
في خضم التحول الرقمي الكبير، الذي تشهده المملكة العربية السعودية، والمُستلهم من رؤية 2030 الطموحة، تتسارع وتيرة تبني التقنيات الحديثة مثل: الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، مما يضع البنية التحتية الرقمية أمام تحديات أمنية غير مسبوقة. وفي هذا السياق، تبرز أهمية الشركات التقنية القادرة على توفير حلول مبتكرة تضمن استمرارية الأعمال وحماية البيانات الحساسة.
وتُعدّ شركة جيجامون (Gigamon)، المتخصصة في تقديم حلول المراقبة العميقة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، واحدة من أهم الشركات العالمية التي ضاعفت من استثماراتها في السوق السعودي، إيمانًا منها بالفرص الواعدة التي يوفرها. وقد تُوّج هذا الالتزام بافتتاح مقر إقليمي جديد للشركة في العاصمة الرياض، وهي خطوة إستراتيجية تهدف إلى مواكبة زيادة طلب حلول الأمن السيبراني المتقدمة.
ولمعرفة المزيد حول هذه الخطوة وأثرها، ودور حلول (جيجامون) المبتكرة في تأمين رحلة التحول الرقمي للمملكة، أجرت البوابة التقنية، حوارًا خاصًا مع داميان ويلك، المدير العام لأسواق أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا الناشئة في شركة جيجامون، الذي سلّط الضوء على إستراتيجية الشركة وخططها المستقبلية.
بدايةً، نود أن نفهم طبيعة عمل (جيجامون) بنحو أعمق. ما هي أبرز خدماتكم التي تميزكم في سوق حلول المراقبة العميقة، وما الدوافع الرئيسية وراء قراركم بافتتاح مكتب إقليمي في الرياض تحديدًا؟
تتخصص شركة (جيجامون) في حلول المراقبة العميقة للبيانات (Deep Observability)، التي تمنح المؤسسات ذكاءً استثنائيًا على مستوى الشبكة، لتعزيز الأمن، وتحسين تدفق البيانات، وتقليل التكاليف التشغيلية.
وتشمل خدماتنا الرئيسية حل (Gigamon Deep Observability Pipeline)، الذي يقدم معلومات لحظية من حركة البيانات عبر الشبكة ونقلها إلى أدوات الحوسبة السحابية والأمن والمراقبة، ويساعد هذا الحل في القضاء على النقاط العمياء، وتحسين أداء الشبكة، وتعزيز الوضع الأمني عبر البنية التحتية السحابية الهجينة للمؤسسة بأكملها.
ويعكس قرار افتتاح مكتب إقليمي في الرياض التزام (جيجامون) بدعم طلب حلول الأمن السيبراني والرؤية المتقدمة المتزايد في المملكة العربية السعودية. فقد أدى التحول الرقمي السريع في المملكة، والمدفوع برؤية 2030، إلى وجود حاجة ملحة إلى أدوات عالمية المستوى ومُجرّبة وموثوقة في مجال رؤية الشبكات وأمنها. ومن خلال تأسيس وجود محلي، نهدف إلى تقديم دعم مباشر واستباقي للعملاء، ومعالجة التحديات الإقليمية المتعلقة بالأمن والامتثال، وكذلك العمل بنحو وثيق مع الشركاء في المنطقة.
أطلقت الشركة آخرًا (جيجامون إنسايتس)، وهو حل جديد يعتمد على وكلاء الذكاء الاصطناعي. ما الذي يميز هذا الحل عن الأدوات الأمنية التقليدية، خاصة مع تزايد التهديدات التي لم تَعد الأدوات الحالية قادرة على كشفها؟
لقد أثبتت أدوات الأمن التقليدية قصورها أمام التهديدات الحديثة والمتطورة، لذلك، أطلقنا (جيجامون إنسايتس) Gigamon Insights، وهو حل يمثل تحولًا جذريًا في الأمن السيبراني.
ويتميز (جيجامون إنسايتس) بكونه نظامًا مدعومًا بالذكاء الاصطناعي، إذ يدمج البيانات القياسية المستخلصة من الشبكة مع قدرات وكلاء الذكاء الاصطناعي المتقدمين (AI agents). وعلى النقيض من الأدوات القديمة، التي تعتمد على مصادر بيانات محدودة، يوفر هذا الحل رؤى عملية قابلة للتنفيذ لحظيًا من خلال تحليل حركة البيانات عبر الشبكة بدقة، بالإضافة إلى الاستفادة من مصادر معلومات أخرى، بما يشمل: مخازن بيانات الأدوات التي يستخدمها العميل والنماذج اللغوية الكبيرة لتوفير سياق أشمل وأكثر دقة.
ويمتاز هذا النهج، بفضل تكامله السلس مع منصات كبرى مثل: AWS، و Elastic، و Splunk، بقدرته على تقليص زمن التحقيقات الأمنية بنحو كبير، ويقدم توصيات مؤثرة ومحددة لمسارات العمل، بالإضافة إلى تعزيز قدرات الكشف عن التهديدات المعقدة التي غالبًا ما تتجاوز حدود الأدوات الأمنية المعتمدة على السجلات فقط.
مع تضاعف حجم حركة البيانات بسبب أعباء عمل الذكاء الاصطناعي، كيف تساعد منصة (جيجامون) المؤسسات في المملكة على مواجهة هذا التحدي، خاصة وأن نحو 40% من الشركات لا تزال غير واثقة من مستوى رؤيتها لأنماط استخدام الذكاء الاصطناعي؟
لقد أدى التوسع الكبير في تطبيقات الذكاء الاصطناعي إلى تضاعف حجم حركة البيانات مما زاد من تعقيد إدارة الشبكات وأمنها. وهنا يبرز دور منصة (جيجامون) في دعم المؤسسات السعودية، إذ توفر مراقبة عميقة لحركة الشبكة بأكملها، بما يشمل البيانات المشفّرة التي غالبًا ما تكون نقطة عمياء، وتُمكّن هذه الرؤية الشاملة المؤسسات من اكتشاف التهديدات الخفية وتحسين كفاءة تدفق البيانات.
ولمواجهة هذا الفيضان المستمر في بيانات الشبكة، تركز حلول (جيجامون) في تقليل التعقيد أولًا، ويحدث ذلك عبر تصفية البيانات غير المهمة والتركيز فقط في البيانات العالية المخاطر، مما يساعد المؤسسات في توفير التكاليف وتحسين الكفاءة. كما تتميز أدواتنا بقدرتها على معالجة البيانات بذكاء دون المساس بالدقة المطلوبة لتحديد التهديدات والمخاطر الأمنية.
وبالإضافة إلى ذلك، يعزز تكامل منصة جيجامون مع الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي من قدرات اكتشاف التهديدات والاستجابة لها، مما يعالج مخاوف الشركات التي تفتقر إلى الثقة بمستوى رؤيتها لأنماط استخدام الذكاء الاصطناعي.
تُعدّ شركة الاتصالات السعودية (stc) أحد أهم عملائكم في المنطقة، وقد حصلت آخرًا على جائزة (Giga Hero). ماذا يمثل هذا التكريم، وكيف تعكس هذه الشراكة نموذج عملكم في التعاون مع المؤسسات السعودية؟
كُرمت شركة الاتصالات السعودية (stc) بجائزة (Giga Hero) تقديرًا لاعتمادها حلول جيجامون في حماية بنيتها السحابية الهجينة، ودمجها مع أدوات أمنية متطورة لدعم التحول الرقمي. وتعكس هذه الشراكة نهج جيجامون التعاوني، الذي يركز في تقديم حلول مصممة خصوصًا للعملاء وتلبي بدقة الاحتياجات الإستراتيجية الخاصة بالمؤسسات الإقليمية.
ويؤكد تكريم (stc) قدرة جيجامون على دعم شركات الاتصالات الكبرى في الحفاظ على شبكات آمنة وعالية الكفاءة. كما تُبرز هذه الشراكة التزامنا بتمكين المؤسسات في المملكة العربية السعودية من تحقيق أهدافها في مجال التحول الرقمي بما يتماشى مع رؤية 2030.
بما أن الابتكار يمثل جوهر عملكم، نود معرفة المزيد عن أحدث إنجازاتكم في الذكاء الاصطناعي. هل يمكن أن تحدثنا أكثر عن حلولكم الجديدة مثل: “AI traffic visibility” ومساعد “GigaVUE-FM”، وكيف تساهم في الكشف عن التهديدات الخفية وتعزيز الحوكمة الرقمية؟
لقد دفعنا حدود الابتكار بتقديم حزمة من الحلول الجديدة القائمة على الذكاء الاصطناعي، ومنها: (AI traffic visibility)، ومساعد (GigaVUE-FM). وتهدف هذه الأدوات إلى تحليل حركة البيانات واكتشاف التهديدات الخفية لحظيًا.
فعلى سبيل المثال، يمنح حل (AI traffic visibility) المؤسسات رؤى عميقة حول تدفقات البيانات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، في حين يوظف مساعد (GigaVUE-FM) الذكاء الاصطناعي التوليدي لتسريع المهام الحيوية، مثل: تهيئة الشبكة واستكشاف الأخطاء المعقدة وإصلاحها بسرعة وكفاءة.
وتساهم هذه الحلول مباشرة في تعزيز الحوكمة الرقمية عبر رفع مستوى الرؤية لحركة البيانات المشفرة وتحسين أداء الشبكة، كما أنها تساعد المؤسسات في الكشف عن مخاطر الذكاء الاصطناعي الخفي (Shadow AI)، مما يضمن سيطرة وتحكمًا أفضل في عمليات نشر تطبيقات الذكاء الاصطناعي ويعزز من الوضع الأمني الشامل للمؤسسة.
ختامًا، ما هي أبرز مشاريعكم وخططكم المستقبلية في السعودية والشرق الأوسط، وكيف تنوون الاستفادة من رؤية السعودية 2030 لدعم مسيرة التحول الرقمي في المنطقة؟
نتطلع بقوة إلى مواصلة توسعنا الإقليمي وتعزيز استثماراتنا في المملكة العربية السعودية والشرق الأوسط ككل، وتتركز أهدافنا حول دعم مسيرة التحول الرقمي عبر توفير حلول المراقبة العميقة، التي ستُحدث نقلة نوعية في معايير رؤية الشبكات وأمنها في المملكة.
ويشمل التزامنا مساعدة المؤسسات في تأمين بنيتها التحتية السحابية الهجينة وإدارتها بكفاءة عالية، ومعالجة التحديات الناجمة عن تبني الذكاء الاصطناعي، وتعزيز الوضع الأمني السيبراني العام. كما تتضمن إستراتيجيتنا مواصلة تطوير قدراتنا في مجال الذكاء الاصطناعي لتوفير رؤية ذكية وأتمتة متقدمة، لنرسي بذلك معايير جديدة لأمن البنية السحابية الهجينة وإدارتها على مستوى المنطقة.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط